الأربعاء، 22 أكتوبر 2025

نهاية الكيان الصهيوني المحتل واللقيط

 نهاية الكيان الصهيوني المحتل واللقيط 


د. محمد المقاطع
 

ربما يظن البعض أن هذا العنوان مبعثه حالة عاطفية، أو دغدغة المشاعر. 

لكن، هو الحقيقة اليقينية الواضحة، والنابعة من قوله سبحانه وتعالى {وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً}، فكل المعطيات والاعتبارات بعضها مع بعض تقود إلى تلك النتيجة، وتدلل على أن المسار الراهن للأمور بواقعه ومعطياته ومنطقيته يسير نحو ذلك، وخلال فترة لن تتجاوز في تقديري عقداً من الزمان. 

وأول تلك المعطيات التاريخية والمستقرة هو أنه لا ديمومة لاستعمار مهما طال الزمن، طالما أن الشعب الأصلي موجود في وطنه المُستَعْمَر ومتمسك به، جنباً إلى جنب مع الشعب المُستعمِر والمحتل لبلدهم. 

وثانيها، أن المكوّن الحقيقي للشعب المُستعمِر، يعيش حالة مستمرة من عدم اليقين لبقائه في البلد المُسْتَعْمَر (فلسطين)، وتلك حالة تنعكس عليه في العديد من الجوانب عقلياً ونفسياً، وتدفعه لأنماط حياتية وسلوكية تؤدي حتماً للقضاء على وجوده عاجلاً أو آجلاً، منها أنه مضطر لعسكرة حياته بالكامل ليتحول الشعب بأكمله إلى عسكر للحفاظ على وجوده بالقوة، وهو المكون الأساسي الذي بَنى عليه تكوينه منذ البداية «عصابات صهيونية مسلحة»، وأمام حالة عدم اليقين بديمومة الوطن الذي جاء بالاحتلال، تصبح حالة الارتباط بوطن بديل لضمان سرعة العودة إليه والنجاة بمجرد زوال الوطن الطارئ، خياراً لا مفر منه، وقد برهنته الهجرة العكسية في المرحلة الماضية، ولذلك فإن ازدواج الجنسية لدى المكون اللقيط المحتل لفلسطين مسألة ملحة ومشروعة ويتم تكريسها. وثالثها، أن المكون لهذا الكيان الصهيوني اللقيط جسم غريب عن المنطقة والدول المحيطة، فلا يرتبط معها لا لغة ولا ديناً ولا قومية ولا إثنيّة ولا قيماً أو تقاليد، فزرعه تم من خلال قوى استعمارية هيمنت على فلسطين في مرحلة تاريخية انتهت أسبابها وظروفها ولم يعد لبقاء نمطها أية عوامل ومعطيات. 

ورابعها، أن شريان الحياة المباشر لهذا الكيان الصهيوني اللقيط في الوقت الراهن هو أميركا، التي تمده بالسلاح والمال والدعم الاقتصادي والعسكري المباشر بكل جوانبه، وتوّفر الغطاء السياسي والدبلوماسي، وبدأ هذا الحال يتغير لتزامنه مع عدة متغيرات، فقد أصبح هذا الكيان عبئاً يثقل كاهل أميركا من عدة جوانب ويرهقها مالياً مع رفض دافعي الضرائب واحتجاجهم، وترافق ذلك مع ظهور حركة الماجا MAGA التي ترفع راية أميركا أولاً America First، وهي راية التف حولها الأميركيون وكانت سبباً لنجاح ترامب، وصارت اليوم عبئاً عليه، بعد أن تنكر لها جاعلاً الكيان الصهيوني مقدماً على أميركا. 

ويضاف لذلك اقتراب انتهاء حالة القطبية الوحيدة في العالم، بتعدد الأقطاب، وهو التحوّل الجاري عملياً، وسيكون لذلك تأثير كبير في إضعاف استمرار أميركا في دعم الكيان. 

خامسها وأهمها، حرب الإبادة والوحشية التي شنت على غزة والتي استمرت لأكثر من عامين، بكل جرائمها كانت تنقل ساعة بساعة للعالم وشعوبه ودوله لحظة بلحظة، ما أدى إلى حالة وعي وتأييد للقضية الفلسطينية والبلد المحتل وشعبه المقهور تحت الاحتلال، وتمثّل ذلك بحراك عالمي شعبي اضطر إلى أن يلحق به التحرك الرسمي، وأصبح تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة خياراً لا مفر من تحققه. 

وسادساً، لا يمكن أن يتزامن شعبان في وطن واحد، الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والمكون اللقيط من الشتات الطارئ، مهما بذل من جهد ومال وإعلام لتسويق ذلك تحت أي مسمى أو مظلة أو تسويات. 

ولذلك كله ومع التغيير الجاري على شعوب الدول العربية والإسلامية وأنظمتها، أرى أن الكيان الصهيوني المحتل إلى زوال. 

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق