السبت، 18 أكتوبر 2025

الأذى والاتهام والتشويه والقتل قدر المصلحين.

 الأذى والاتهام والتشويه والقتل قدر المصلحين.


لا يمكن لمن تكرم الله عليه فضلا منه سبحانه، فوضعه سبحانه في طريق الدعوة والإصلاح، وجعله على ثغر يدافع عن دين الله، وينافح عن عقيدة التوحيد، وينحاز لمصالح عموم المؤمنين، مترفعا عن عصبية الانتماء العرقي أو الجهوي أو التنظيمي، ألا يصيبه ما يصيب الرسل والأنبياء والمصلحين من أذى وتشويه وإيذاء.

ورغم أنها سنة في التدافع بين الحق والباطل، إلا أن الله قضى بأن الحق قوي ناصع منتصر تطمئن إليه النفوس السوية، وأما الباطل فهو ضعيف مضطرب مهزوم هش كبيت العنكبوت، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ  إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ الإسراء:81.

ملامح وأساليب الرافضين للحق الشرعي المنكرين للحق الواقعي والكوني.

إن من هشاشة أهل الباطل ومعسكره أنهم غير أسوياء الفطرة، وفقراء في الفهم، ومحرومون من نقاء الفكر، وأصل الإضطراب لديهم ناتج عن غياب نقاء التوحيد أو الشرك بالله والعبودية لغيره.

ونتيجة لتلك التركيبة الهشة في بنيتها الإيمانية والفكرية والمنهجية، فإن أسلوب أهل الباطل والضلال ينصب على الشخص وعلى الأشياء بالسب والبهتان والتشكيك والتشويه، دون نقاش المناهج والأفكار والحقائق والخيارات المطروحة، وذلك لأن القضية ليست عندهم قضية حق وباطل، وليس فيها معيار ورع وخوف وتقوى لله، بل هي شرك خفي وعبودية مقيتة لعرق أو بلد أو جماعة أو مكون، أو إتباع لما تهواه نفوس أهل الباطل والضلال.

يقول الله سبحانه ﴿ كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾ الذاريات:52

سلوك النبي المعلم في التعامل مع التشكيك والتشويه.

لم يتوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام اتهامات الكفار ليقول لهم أنا لست بمجنون ولا ساحر، بل أكمل طريقه في الدعوة إلى الله، وهو منهج وطريقة يجب على الدعاة المخلصين أن يقتدوا بها، وألا يهدروا جهودهم وأوقاتهم العزيزة إلا في طريق الدعوة والبناء، فأمر بمعروف أو نهي عن المنكر حتى نلقى الله.

وأما ما يتخلل حياة الدعاة من الأذى بأشكاله ، فالله سبحانه وتعالى يقول {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} البقرة:137

اللهم نسألك الهدى والتقى والتجرد والسداد والقبول وخاتمة ترضيك عنا يا كريم، وأن تكفينا بقوتك ومكرك مكر الماكرين وكيد الفجار يا عظيم.

مضر أبوالهيجاء فلسطين-جنين 18/9/2025

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق