أسباب صدام الحكومات مع جماعة الإخوان المسلمين (8)
أسباب أخرى للصدام مع عبد الناصر
لقد اشتد الصدام مع الإخوان أيضا كما تقول الدكتور هالة بعد اعتراض الإخوان على قانون الإصلاح الزراعي على هذا الوضع الذي أراده مجلس قيادة الثورة.
وأنه بهذا الشكل يعد غير دستوري، وانتهاك للحريات.
وأيضا عدم ارتياحهم لقرار إقالة رشاد مهنا.
فضلا عن بعض التصريحات للمرشد العام التي لم تشعر رجال الثورة بارتياح وخوفهم من الإخوان.
كالتصريح الذي صرح به المرشد العام لوكالة الأسوشيتدبرس في 5/ 7/ 1953م.
كما أقلق نشاط الإخوان داخل بعض النقابات العمالية والجامعات مجلس قيادة الثورة لخوفه المسيطر على بعضهم من قوة الإخوان.
وذلك كما ذكر الدكتور عبد العظيم رمضان في كتابه “[[الصراع الاجتماعي والسياسي في مصر]] ص(149)”.
كما زاد من هذا الصدام كما ذكر أحمد حمروش في كتابه”قصة ثورة يوليو” ص(184)، موقف الإخوان في أعقاب توقيع اتفاقية الجلاء بالأحرف الأولى في 27/ 7/ 1954م.
ورفض الإخوان لها بهذه الصورة وبسبب ما ورد فيها حول حق عودة القوات البريطانية إلى مصر في حالة وقوع هجوم مسلح على أي بلد يكون طرفا في معاهدة الدفاع المشترك من دول الجامعة العربية أو تركيا.
سيطرة عبد الناصر على مقاليد الأمور
لقد عمل عبد الناصر منذ قيام الثورة على السيطرة على مقاليد الأمور.
فعمل على إزاحة كل من يعترض طريقة في تحقيق ما يرنوا له من السيطرة الفردية على الحكم.
واتضح ذلك من الصراع مع محمد نجيب –كما ذكرنا- ومحاولة إقصاءه لزملاءه في مجلس قيادة الثورة عن الحكم.
فقد ذكر جمال سالم لزميله عبد اللطيف البغدادي قوله في ص(175)من مذكرات بغدادي عندما زاره في مكتبه في 6/4/1954: «من أن عبد الناصر يحاول أن يثبت أنه قوة ومركز ثقل في المجلس.
وأنه أصبح يتصرف في حالات كثيرة تمس السياسة منفردا».
كما طلب عبد الناصر في اجتماع مجلس قيادة الثورة في 12/4/1954م بحرمان كل من سبق دخوله الوزارة في الفترة من 1936م حتى 23/7/ 1952م من الوظائف العامة لمدة 5 سنوات.
وكان يقصد بذلك السنهوري باشا.
إقصاء رفاق الثورة
كما أنه أقصى صلاح سالم ثم جمال سالم ثم عبد اللطيف البغدادي الذي استقال في 25/3/1964م.
ثم كمال الدين حسين بل اعتقله عام 1965م بعدما علم بما يلاقيه الإخوان في السجون من تعذيب رهيب.
فأرسل لعبد الناصر خطاب في 12/10/1965م يقول له فيه: “اتق الله” فما كان من عبد الناصر إلا أن اعتقله وأهله في استراحة الآثار بمنطقة الأهرام.
وحدد إقامته وفصل أقربائه من الوظائف وترك زوجته تعاني المرض بعد منعه الطبيب عنها حتى توفيت في 9/1/1966م.
كما أنه اعتقل أعوانه الذين قدموا له خدمات كبيرة في إذلال الشعب كحمزة البسيوني وشمس بدران وصلاح نصر.
وكان سببا فى دفع صديقه الصدوق عبد الحكيم عامر للانتحار في 14/9/1967م.
فإذا كان قد تخلص من أقرب أصدقاءه فكيف لا يعز عليه التخلص ممن يهددون سلطانه الفردي.
ولذا كان ذلك سببا لصدام عبد الناصر مع الإخوان.
الاستنتاجات النهائية
ونخرج من ذلك كما ذكرت الدكتور هالة مصطفي:-
1- إن التعامل السياسي مع العامل الديني على المستوى الأيديولوجي أو مستوى السياسات قد تم بشكل انتقائي بما يخدم أهداف النظام.
كما أنه نظام سعى للسيطرة على كل المؤسسات الدينية.
2- إن سياسة النظام اعتمدت على عدم السماح ببروز أية قوى سياسية إسلامية أو معارضة تنازع النظام.
وهو ما أدى لصدام 1954م، 1965م.
وللقصة بقية المقال القادم


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق