نداء مفتوح للمسلمين في أرض الشام.. لا تبدلوا دينكم باتفاق حرام مع الصهاينة المعتدين!
مضر أبو الهيجاء يقول صلى الله عليه وسلم: الربا ثلاثة وسبعون بابًا أيسرها مثل أن ينكِح الرجل أمَّه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم.
الاتفاق القادم بين سورية وإسرائيل أبو الخبائث!
إن صيغة الاتفاق المطروح أمريكيا بين إسرائيل وسورية هي جريمة كل من يقبلها فهو شريك بها، وهي عبارة عن تركيع لسورية واستعباد للسوريين كاستعباد فرعون لبني إسرائيل، فبنوده الأساسية تنقض أحكام الدين وتحط من كرامة وشرف المسلمين، وتدوس على تاريخ أهل الشام المشرف والمجيد، وهي تنكر لكل دماء الشهداء في أعظم ثورة شهدها القرن.
إن الاتفاق الأمريكي المطروح ببنوده المذلة حرام وإثم مبين، وهو مجلبة لغضب الرب وحلول اللعنات، فكل شاهد أو موافق أو موقع عليه آثم وشريك بجريمة بحق الأمة والدين .
الاتفاق مع إسرائيل ترد في الخلق وسقوط في الدين!
لم يطالب أحد منا سورية الجديدة أن تقوم بتحرير الأقصى، كما لم نطالبها بإنقاذ غزة، وكذلك لم نطالبها بتحرير جبل الشيخ ولا الجولان، وتفهمنا صمتها وعدم قدرتها حتى على الاستنكار، فجميعنا يعرف تضاريس الظروف الموضوعية وخصوصية اللحظة التاريخية .. ومع ذلك يظل الكفر والربا والزنا حرام حرام حرام.
إن طبيعة المواد المطروحة أمريكيا في مسودة الاتفاق السوري الإسرائيلي أسوأ من الزنا والسرقة والخمر والربا، بل إن من يقبل بها ويوقع عليها أسوأ ممن يزني بأمه وهي معلقة على أستار الكعبة.
مضامين البنود الحرام في اتفاقية أم الخبائث:
1/ تتعهد سورية لإسرائيل المعتدية بمنع مقاومة وجهاد دولة الاحتلال من أرض الشام المباركة!
وهو تنازل محرم عن دين وحق مشروع حين تتوفر ظروفه، كما أن حالة الضعف لا تجيز نسخ وجوبه والتعهد بمنعه.
2/ يتعهد الكيان الإسرائيلي الغاصب بالإعتراف بشرعية الحكومة السورية التي جاءت بعد دماء مليوني شهيد عنوانهم نصرة الحق والعدل ورفض الظلم ورفع لواء الدين!
وهي سابقة خطيرة في العلاقة بين الشرفاء المنتمين وبين الكفرة المحتلين، كما أن أول اتفاقية خيانية وقعها السادات مع الإسرائيليين لم تطرح هذا ولا قبلت به، بل منحت إسرائيل شرعية من الحكومة المصرية وليس العكس.
وإذا كان اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل يقوم على الأرض مقابل السلام، فإن طبيعة المواد المطروحة أمريكيا في مسودة الاتفاق السوري الإسرائيلي تعبر عن تقديم الشرف والدين والتاريخ مقابل شرعية البقاء في كرسي الحكم.
3/ التدخل الإسرائيلي في بنية نظام الحكم السوري من خلال تموضع مدروس للأقليات والطوائف!
إن هذا الشكل من التدخل الإسرائيلي الوقح سيعيق الحكومة السورية عن الفعل والبناء والسلوك المعبر عن الأكثرية والمكافئ للتضحيات، كما سيقصي الرساليين المتوضعين في منظومة الحكم من الدور الحضاري، وسيضمن بقاء الحكم بغير ما أنزل الله في سورية الجديدة.
4/ التعهد السوري بعدم وجود أي سلاح ثقيل في مناطق الجنوب وتوسيع المناطق العازلة.
وهو طلب أمريكي قبيح يشير للمطالبة بالدور الحقير الذي قام به حافظ وبشار الأسد متعهدين بحماية كيان إسرائيل الغاصب والقاتل للمسلمين، وكما صاغه كيسنجر مع حافظ الأسد، يسعى توم براك لتحقيقه من خلال حكام سورية الحاليين، وحاشا لله أن يقبل أحد منهم أو أي مسلم بالقيام بدور كلب حراسة لإسرائيل، لاسيما وهي تغتصب أرضه وتقتل أبناءه.
5/ تتعهد سورية لإسرائيل بمنع عودة إيران لسورية!
إن خطورة هذا التعهد هو بتحويله سورية الجديدة والحرة إلى أداة بيد إسرائيل منزوعة الإرادة المستقلة، وإذا كانت إيران المجرمة بالنسبة لنا مرفوضة، فإن أرضية ودوافع هذا التعهد ستؤسس لتعهد آخر يحاصر الوجود التركي على أرض الشام، لاسيما وأن الصراع الإسرائيلي الإيراني هو صراع نفوذ، أما الصراع التركي الإسرائيلي فهو صراع هوية ووجود.
وإن من يطأطأ الرأس لإسرائيل منذ لحظة التشكيل والبداية، سيقبل أيدي وأقدام القردة والخنازير قبل النهاية، وأربأ بمسلم موحد معتز بدينه منتم لبلاده ومنحاز لشعبه أن يقبل كل هذا الخضوع والإذلال أمام غطرسة قتلة الأنبياء ومحتلي بلاد المسلمين، وهو سلوك مختل يجاوز الربا والزنا وشرب الخمر، بل هو سلوك وخضوع من لا يؤمن بالله العظيم ولا يعرف معنى الثبات على الصراط!
أيها السوريون إياكم والسقوط في نموذج أصحاب السبت!
إن معنى الالتزام بدين الله والخضوع الحقيقي له، ينتقض بالكلية حين يأخذ المسلم بجزء من الشريعة ويرد جزءا آخر من أحكامها.
فيا أيها السوريون لا تتباروا بالابتعاد عن الربا ورفض العمل في البنوك خوفا من لقمة حرام، ثم تهرولوا لتوقعوا بأيديكم على اتفاق مجحف وحرام، بدايته ظلم ونهايته كفر وأوسطه ستحل اللعنات، وعودوا لرشدكم وسويتكم وقولوا ما لنا غيرك يا الله، وثقوا بأن الله لا يترك عبده المؤمن وأن علة الخلق هي الخضوع لدين الله واقتدوا بمن تل ابنه للجبين خضوعا لرب العالمين.
الخلاصة
لا شك بأن الظروف الموضوعية في منطقتنا العربية والإسلامية وما حل بها من استعلاء صهيوني وحلول أمريكي في ظل واقع عربي إسلامي رسمي ضعيف ومهترئ، لا يسمح لسورية ولا لغيرها في المرحلة الحالية بمواجهة مفتوحة مع إسرائيل ذراع أمريكا في المنطقة، وإذا كان جهاد إسرائيل واقتلاعها واجب شرعي وأخلاقي وسياسي وحضاري، فإن حالة الضعف والعجز تستدعي وتجيز تأجيله لحين توافر عناصر الإعداد المعقوله والمناسبة، ولكنها لا تجيز إنكاره من خلال الولوج في اتفاقيات وعهود مواثيق تتجاوز وتتناقض مع الأحكام الشرعية والقيم الأخلاقية، كما لا تأخذ بعين الاعتبار حقيقة مشروع التدمير الإسرائيلي الذي لن يفي بأي عهد من عهوده، بل سينتقل لقضم الشعب السوري ويذيقه ألم العطش والجوع والتناحر والجهل والانحراف المجتمعي، بالشكل الذي يضمن ألا تقوم لسورية قائمة، بل تبقى غارقة في بحر من المصائب ثم تنتقل لمحيط من الكوارث.
والسؤال يقول:
إذا كانت سورية الجديدة لا تقوى على المواجهة مع إسرائيل -وهي في هذا معذورة شرعا- فكيف لها أن تصنع لتبني نفسها وتحصن شعبها وتحمي أرضها؟
حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات!
من الناحية السياسية الموضوعية، وبحسب الواقع الإقليمي والدولي ومشاريعه القائمة، فإن سورية الحرة الناشئة مخيرة بين أمرين، فإما أنها ستخضع للدولة اليهودية أو أنه يجب عليها أن تتحالف بشكل واسع وعميق مع تركيا المسلمة.
الوحدة السورية التركية أو الخضوع لإسرائيل!
إن ضعف وهشاشة الوضع السوري، في ظل ضعف عربي مريع أعقب احتلال بغداد وتفكيك العراق وخروج مصر من مشهد الصراع وهدم سورية من قبل النظام الطائفي، يجعل من شبه المستحيل أن تبني سورية نفسها بسواعد أبنائها دون معادلة سياسية توفر لها الأمان النسبي، الأمر الذي يقود للخضوع -بمعنى الركوع- أمام المشروع الأمريكي الإسرائيلي، وذلك باعتباره مهددا ومسؤولا عن خلخلة سورية والتحكم بمساراتها متى وكيفما أراد، لاسيما أن أذرعه تحيط بسورية من الخارج -الكيان الإسرائيلي- وتتموضع في الداخل من خلال الأقليات المناوئة لنظام الحكم.
فإذا أرادت الحكومة السورية الجديدة أن تذهب سريعا للشهوات التي تحيط بالنار التي تنتظرها في إسرائيل فعليها توقيع الاتفاق الخياني، والذي لم يسبق مثيله في تاريخ المنطقة، حيث يتجاوز اتفاقيات السلام ويقفز عن التطبيع نحو حلف خاضع مغلف بعنوان إتفاق!
أما إن أرادت سورية أن تحصن نفسها عن المنكر السياسي وتبتعد عن خطيئة الاتفاق الخياني مع إسرائيل، فليس أمامها إلا الحلف الكامل مع تركيا التي تلتقي معها في كل جانب ثقافي وقيمي وأخلاقي وسياسي.
مقترح الوحدة السورية التركية إنقاذ لها من التفكك والسقوط!
قد يكون مستغربا عند البعض مقترحي حول طرح فكرة الوحدة السورية التركية بحيث تصبح هناك دولة واحدة مع خصوصية لكل طرف، وذلك من خلال وحدة على المستوى السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي.. الخ، فأما إن كان تحقيقه صعباً ومحاطا بالمكاره، فإن ما لا يدرك كله لا يترك جله، لاسيما أن التهديدات الوجودية لسورية وتركيا واحدة ومتصلة.
التنحي أو القتل واقع بعد توقيع الاتفاق!
لقد اعتاد الغرب على التخلص من كل الشخصيات الرئيسية التي أحدثت منعرجا وفق رؤيته، بحيث تبدأ عهدا جديدا بطاقم أكثر انسجاماً معها ابتداءً بما انتهى إليه الذي خضع لها وحقق أهدافها.
إن سورية لا ولن تختلف عن عموم الجغرافيا السياسية التي شهدتها مصر والسودان وليبيا والعراق وفلسطين، وذلك من حيث شكل التعامل الأمريكي معها والسيناريوهات المحتملة لإضعافها وتفكيكها وإخضاعها لتحديات في جوانب متعددة، وإن الحاكم السوري مؤقتا كان أم دائما، لن يكون أغلى في ميزان أمريكا من حكام العرب الذين خضعوا لها ونفذوا رغباتها ثم تخلصت منهم أو نحتهم رغم أنوفهم، الأمر الذي سيتكرر مع أي حاكم سوري يوقع على الإتفاق الخياني مع إسرائيل.
حاكم سورية القادم!
إن أمريكا التي حلت ثقيلة في بلادنا وبدأت بحرق الأطفال في غزة، ورفض ذراعها التنفيذي إسرائيل عودة السلطة الفلسطينية لحكم القطاع، لن تقبل أن يحكم سورية رجل منتم ثقافيا واجتماعيا لعموم الشعب السوري، بل لابد أن يكون بينه وبين شعبه فجوات وقسوة، وهو ما يرجح استبدال الحاكم السوري بعد أن يقوم بتوقيع إتفاق خياني مع إسرائيل واحداث منعرج لا رجعة فيه.
التنازل عن كرسي الحكم ولا خيانة الله والأمة والدين!
إن أي حاكم ومسؤول معذور في تحقيق ما لا يطيقه وما يعجز عنه، ولكنه مسؤول أمام الله وأمام الناس عن كل خطوة وكل توافق يفضي لتوقيع اتفاق محرم، فإن لم يقدر على الثبات فعليه أن يرحل ويحل في مكانه من يحفظ دين الأمة ويرعى مصالحها ويحفظ أرضها.
مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 17/9/2025

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق