الأربعاء، 12 يونيو 2013

ساعة الصفر ودور الداخلية المريب

ساعة الصفر ودور الداخلية المريب

فراج اسماعيل

 شعرت من واقعة الاعتداء على مؤيدي وزير الثقافة أمس الأول (الثلاثاء) بأن ساعة الصفر التي يبشرون أو يُفزعون منها في 30/6 تطل برأسها السوداء.
المثقفون والفنانون من رجال ونساء ضربوا في حراسة الشرطة المؤيدين للوزير علقة ساخنة ثم شيعوهم بالزغاريد وأغنية "مع السلامة يا أبو عمة مايلة".
 شرطة الداخلية وفرت حمايتها لمثقفين وفنانين كبار قاموا بدور "شجيع السيما" على أرض الواقع، أبهروا خلاله بقوة لكماتهم ورقصة فراشاتهم ولا محمد علي كلاي، ضد عزل جاءوا يستهجنون احتلال مكتب الوزير ومنعه من الدخول وممارسة عمله.
 بعد أن أنهى المثقفون لكماتهم بالضربة القاضية ضد من جاء داعيًا لتفعيل دولة القانون، قامت الشرطة التي كانت تحرس الموقعة بخمس سيارات أمن مركزي بمطاردة المؤيدين للقبض على بعضهم.
في المساء بدأت قنوات الليل مهمتها المعتادة. اتهامات بالجملة للمثقفين المؤيدين واعتبارهم جهاديين وإسلاميين وبلطجية ومعتدين.
حوارات مع أدباء كبار ممن قادوا موقعة الوزارة يتحدثون عن انتصارهم المبين وقوة شكيمتهم. فنانة كبيرة تتشفي في أحد المضروبين وتعد "الاستبن مرسي" – هكذا كتبت - بعلقة مشابهة. لم ينس شعراء وكتاب وصحفيون ومذيعون وفنانون كبار التهديد بساعة الصفر التي ستكون صورة مكبرة لعلقة وزارة الثقافة، يوم لا منقذ من الهلاك إلا بإعلان التمرد على مرسي وإسقاطه.
انتهى أمر ثورة 25 يناير إلى مستنقع خطير حيث يتباهى من وضعهم الناس في مكانة النخبة والصفوة، بقدراتهم البدنية على صرع المخالفين لهم في الرأي والفكر.
قامات كبيرة سقطت من نظر المعجبين والمتابعين عندما شاهدوا على شاشات الفضائيات الليلية وصفحات الصحف والمواقع مظاهر الابتهاج ببطولاتهم في الضرب والسحل والسب والتدريع. مخجلة للغاية الإشارات الجنسية التي كانت تصدر من أصابع مثقفات معتصمات.. بعضهن فنانات وصحفيات.
 صحفية في جريدة مستقلة كبرى تحولت إلى "كاوبوي". اندفعت نحو أحد المؤيدين للوزير وصفعته قلمًا على وجهه، فتتصل به مذيعة قناة ليلية لتعايره بانتشاء "على القلم المعتبر".
من يدري فربما يطالب الرجال بعرض "القوارير" على الكشف الطبي بعد أن تلاشت الحدود المميزة وقست الأيدي الناعمة. الغلبة اليوم صارت لمن يملك الصرعة.
قيل إن مثقفين كبارًا كانوا يشيرون إلى المفكر الكبير الدكتور محمد عباس لتسهيل الوصول إليه حتى يناله من "العلقة" جانب.
لغة المثقفين الجديدة سمعها سكان المنطقة المحيطة بوزارة الثقافة أثناء الموقعة. شتائم وبرسيم واستخدام أصوات تخاطب بها الخرفان والأغنام.
 معهم عشرات من البلطجية المستأجرين تكفلوا بصعق المؤيدين بالعصى الكهربائية والسنج والأحجار.
تزداد نذر ساعة الصفر سوءًا بتصريح وزير الداخلية بأن شرطته لن تتكفل بحراسة قصر الاتحادية يوم 30/6 ولن تكون هناك تاركة المهمة للحرس الجمهوري. يجيب الوزير عن سؤال بخصوص فرية دخول 50 ألف فلسطيني من سيناء بأنه لا يملك معلومات مؤكدة لكن سيتم إغلاق جميع المعابر مع سيناء في ذلك اليوم. إجابة تحمل البين بين. نعم ولا.
 إجابة لا تطمئن على مصير مرسي وقصره فقد تبرأ الوزير من مسئولية حمايتهما. سيفهم المغامرون والمبتهجون بنصرهم في موقعة وزارة الثقافة أن الطريق أصبح سالكًا لقصر الاتحادية ليحتلوه كما احتلوا مقر الوزارة ومكتب الوزير، ومنع رئيس الجمهورية من الدخول. البلد سايبة والسماء غائمة والأجواء ضبابية.
 أنا شخصيًا بعد كلام الوزير وسلوك شرطته أثناء موقعة وزارة الثقافة، بدأت أشك في الدور الذي ستلعبه الداخلية في هذا اليوم. أدعو الله أن تكون شكوكي في غير محلها وأن يخيب ظني.
 farrag.ismail@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق