تحطمت الطائرات عند الفجر – جزء 7
ترجمة الكتاب بالعربية
آيات عرابي
كتاب ( تحطَمت الطائرات عند الفجر )
الجزء السابع
القسم الرابع عشر
محمد نجيب . . . الامل الضعيف
3 أغسطس 1956
الساعة 30:22 حتى 4أغسطس 1956
الساعة 00:02
كان الرجل الجالس في مواجهتي يتكلم طوال ربع ساعة بدون توقف وانا أنصت لكل كلمة, وشعرت كيف أن العزلة تسيطر عليّ. لقد مات أستاذي فيشل الطويل وحل محله أقزام. وكان محدثي يكرر الحديث حول نفس الموضوع ويقلبه من كل جوانبه, يشرح ميزاته وخصائصه كأنه يريد أن يقنع بذلك نفسه قبل أن يقنعني أنا.
قال : الحراسة ضعيفة جدا, ويمكن بسهولة تمرير ورقة صغيرة اليه.قلت : أعرف ذلك, فأنا الذي قدم لك معلومات حول الحراسة.
قال: صحيح, ولذلك يكون ميسورا بالنسبة لك أن تصل اليه.
وقررت أن أضع حدا لحديثه. فليس من أجل هذا خاطرت بالقدوم من مصر عبر تركيا إلى اسرائيل ليلا, بعد أن أبقيت ( الظل ) التاجر المصري البدين الذي تبعني إلى تركيا ينتظر مخدوعا أمام باب غرفتي.
قلت لمحدثي . . لن يكون ميسورا عليّ الوصول اليه. والأهم من ذلك لن أغامر بكل ما أحرزته من تقدم في عملي خلال سنين من أجل عمل فارغ من هذا النوع.
وعندها تذكرت ماقاله لي فيشل : إذا فرضوا عليك أعمالا ثانوية غير مهمة أرفضها بكل شدة. وإذا ضغطوا عليك, أطلب مقابلتي شخصيا. وأذا لم أكن موجودا اطلب مقابلة مدير المخابرات نفسه وحدثه عن ذلك.
ولكن فيشل الان ليس حيا . ومدير المخابرات نفسه هو الذي يطلب تنفيذ تلك الفكرة الخرقاء. قال لي محدثي ( مساعد مدير المخابرات الاسرائيلية ) نحن الذين نقرر ما إذا كان العمل فارغا أم لا . . و . . وأكملت بدلا منه قائلا: ربما ولكن يجب ألا أقوم بمثل ذلك العمل, فقبل مدة طلبتم من العملاء في القاهرة تنفيذ أعمال مماثلة تتعارض مع أعمالهم الرئسية هناك, وكلنا نعرف ماذا كانت النتيجة, وأحب أن أقول لك بصراحة إذا كنتم تصرون على قيامي بذلك العمل, فذلك يعني أنه ليس لكم عميل واحد صادق تعتمدون عليه في القاهرة غيري. فاذا كان الحال كذلك بالفعل, فبالطبع يجب ألا أخاطر أنا من أجل ذلك العمل, أعود وأقول من أجل عمل فارغ.
فرد عليّ قائلا :- حسنا – عد إلى غرفتك, سنلتقي هنا غداً بحضور مدير المخابرات نفسه.
قلت : ليست لي غرفة, ولن أقابلكم غدا, وقلت لك : أن الظل, يرابط على باب غرفتي في الفندق بتركيا بعد أن تسللت من الغرفة ليلا بدون أن يراني ويجب أن أعود الليلة إلى هناك قبل أن يكتشف أنني لم أكن في الغرفة. ولذلك سأعود في الطائرة التي تقلع الى تركيا عند منتصف الليل وأتسلل الى غرفتي بدون أن يشعر بي أحد. وفي الصباح سأخرج مع صديقتي – كأننا لم نفترق طوال الليل – ليلاحقنا الظل من جديد.
إن الظل في الوقت الحاضر يعتقد أنني مع صديقتي نتبادل الحب والغرام, وقد قلت لها – لصديقتي – أن تقف داخل الغرفة وهي مضاءة, ليراها الظل وهي تحتضن رأس التمثال الذي لاشك يحسبه الظل أنه رأسى أنا فما رأيك بذلك ؟ رد علي : يبدو لي كل أن ما ذكرته لا أهمية له ومن ناحية أخرى فان المهمة التي أكلفك بها تربطها علاقة كبيرة بالمهمة الرئيسية لك في القاهرة إقامة علاقات وثيقة مع كبارقادة السلاح الجو المصري, وتقديم التقارير المطلوبة والمعلومات اليكم. وهذا كل شئ. وهذه مهمة كبرى شاقة وهي بنفس الوقت لايكلفكم شيئا ومن ناحية أخرى أقول لك , أن الفكرة التي التي تعلمون لتنفيذها وهي اعادة الجنرال محمد نجيب إلى كرسي الحكم فكرة خاطئة لأن الرجل نفسه عاجز تماما.
لقد كان محمد نجيب ولا يزال مجرد لعبة بأيدي ضباط الثورة.
فهو لم يكن يعرف الموعد الذي تقرر للقيام بالثورة, وكل ما في الأمر أن الضابط الأحراركانوا بحاجة له, بمثابة أب لهم فقط. هل تعرف من الذي أخبر محمد نجيب ليلة الثالث والعشرين من يوليو بقيام الثورة ونجاحها ؟ إنهم الانجليز وهم الذين استدعوه ليكبح جماح الضباط, واليوم هو معتقل في منزله تحت الحراسة مجرد ببغاء منتفخة في قفص. فهل مثل هذا الشخص يسعى الفرنسيون لإعادته الى الحكم ؟ إن حراسه سيقتلوه قبل ان يتمكنوا من اطلاق سراحه. ولو فرضنا أنكم نجحتم في اطلاق سراحه فانه لن يبدو حتى كلعبة وأنما كلعبة من قش. وأنا لن أحاول الاتصال به ولن أغامر بكل ما احرزته من نجاح من أجل فكرة بلهاء.
كانت هذه أطول خطبة القيتها في حياتي, وخلالها كنت اشتاط غضباً ولأول مرة أضرب الطاولة بيدي. لقد مضت سنوات طويلة وأنا بحكم عملي أنصت ولا أتكلم. ولكن في هذه الليلة الوحيدة كنت أحس أن حاجزاً كبيراً يقف بيني وبين الماضي, كنت أحس نفسي غريباً في وطني الأم, أسرع في العودة إلى البلد الذى يكتنفني فيه الخوف باستمرار. خلال تلك السنوات, منذ أن أدخلني فيشل الى الفراش مع فتاة وأستدعى صديقتي الحامل – نعومي – لتراني في الفراش مع امراة غيرها.
بدأ نائب مدير المخابرات يتحدث الآن في صلب الموضوع وقال :
تهمنا معلومات مفصلة جداً عن القوات المصرية في سينا والمطارات, انواع الأسلحة والطائرات, توزيع القوات الأرضية بالتفصيل إذا أستطعت. والأهم الحصول على خرائط دقيقة للمعسكرات والمواقع والطرق الصالحة للمرور والمناطق غير الصالحة للحركة, والخطط الاستراتيجية المصرية بالنسبة للحرب في سيناء. أن هذا الرجل يكاد يفقدني صوابي. أنه يطلب مني معلومات مفصلة أرسلتها أليه من مصر قبل بضعة أسابيع فقط. فما الذي حدث له ؟
قلت له بحذر : بالنسبة للمطارات فقد أرسلت لكم معلومات وافية عنها, أما بخصوص أنواع الطائرات في سيناء, فليست هناك طائرات بالمرة فيما عدا طائرات نقل قديمة. كذلك أبلغتكم بأماكن توزيع السلاح الجوي المصري وأبديت لكم رأيي الشخصي في السلاح الجوي ككل وقلت أنه ليس لديهم سلاح جوي حقيقي تقريباً. ففي المرحلة الحالية لاتزال الصفقة التشيكية تشكل عبئا ثقيلا عليهم. وبخصوص خططهم الاستراتيجية فقد أبلغتكم بذلك وعن التحصينات الموجودة تماما على الحدود, فسيقوم سلاح الجو المصري بحمايتها من بعيد بواسطة طائرات الميج.
ولكن ليس لديهم سوى سربان صالحان, أحدهما في مطار ( كبريت ) والثاني في ( أبو صوير ) وعلاوة عل ذلك فإن طائرة ميج 15 لا تناسب حسب رأيي ورأي خبراء الطيران مثل هذه الأعمال فهذه الطائرة مخصصة فقط لمقاتلة القاذفات, فنيران مدافعها بطيئة ولا يستطيع الطيار استخدامها الا وهو يطير على ارتفاع منخفض وبسرعة بطيئة. كما أن كمية الذخيرة التي تحملها هذه الطائرة قليلة, وتنقصها أجهزة أوتوماتيكية كثيرة بحيث أنه حينما تشتبك الطائرة في معركة جوية أو باطلاق النار على قوات أرضية يكون الطيارمشغولا بتوجيه الطائرة ولا يمكن لنيرانه أن تصيب أو تفيد. وبالإجمال أعتقد أن المصريين ليسوا مستعدين حتى الآن للحرب, أية حرب على نطاق واسع حقيقي.
ولما انتهيت قال محدثي : أن آرائك هذه لم توافق عليها المخابرات, وقال المتخصصون بأن الجيش المصري في سيناء يشكل خطراً على وجودنا ونريد منك أن تأخذ معك الى مصر جهاز ارسال وحينما تبدأ الأمور بالتوتر, سنجري معك عدة اتصالات في الاسبوع.
لم أتمكن من اللحاق بالطائرة التي توجهت إلى تركيا في منتصف الليل فقد أمضيت ساعة كاملة أتعلم طريقة استخدام جهاز الارسال الللاسلكي الذي سلم الي والذي لم أعرف بأية وسيلة سأدخله الى مصر. ومع أن الجهاز كان صغير الحجم بالنسبة لقوته الا أنه ملأ حقيبة غير صغيرة وهو مفكك الأجزاء.
لقد حسب فيشل الحساب لكل هذا في حينه بل حسب حساب صدور أوامر وتعليمات خرقاء إليّ, ولكن فيشل لا يستطيع الآن أن يمنع المسئولين عني من القيام بالعمل الذي تتحول اليه أجهزة المخابرات في كل بلدان العالم أذا كان رؤساء تلك الاجهزة أغبياء سذج, والواقع أن جميع أجهزة المخابرات وحتى الباردة المزاج منها يتهددها خطر وجود رؤساء أغبياء على رأسها.
وهكذا كان المسئولون عني يرغبون أن يشعروا بأن لهم جاسوساً في مصر, ولذلك من الضروري أن يكون معه جهاز لاسلكي, ويبدو أن وسيلة الاتصال البسيطة المأمونة بواسطة رسائل الى وكيلي (( زجفريد لاها )) لم تكن كافية لاشباع رغباتهم وشعورهم بأنه ينقصهم شئ ما.
ومع ذلك وجدت أن معهم الحق حينما قالوا بأن وسيلة الاتصال البسيطة وهي رسائلي إلى ( زيجفريد لاها ) لا تعتبر وسيلة سريعة.
والآن والساعة الثانية بعد منتصف الليل دخلت الطائرة المتوجهة إلى تركيا عن طريق قبرص وبيدي حقيبة مليئة بمادة هي أخطر في نظر الكثيرين من مادة النيتروجليسرين.
القسم الخامس عشر
تهريب جهاز اللاسلكي
25 أغسطس 1956
الساعة 10:00 حتى الساعة 12:15
( حسب توقيت القاهرة )
يقع المطار الصغير في مدينة دمياط على شاطئ البحر المتوسط في طرف نهاية بحيرة المنزلة. وهذه البحيرة عبارة عن مستنقع كبير, أكبر مستنقع في منطقة الدلتا. وتدخل مياه البحر إلى هذه البحيرة التي تحيط بها أراضي خصة بسبب وجود الطمي الذي يجرفه اليها نهر النيل من هضاب الحبشة على بعد ستة آلاف كيلو متر. ولا تعيش في البحيرة سوى الأسماك وطيور البحر وكذلك الصيادين. ولكن في صباح اليوم لم يسمح لصيادي الاسماك بالاقتراب من الطرف الغربي لبحيرة المنزلة حيث المطار الصغير. وقدم الى المطار في ذلك اليوم كبار الشخصيات لاستقبال سفينة تركية, يجري قطرها إلى المياه بقارب بخاري.وكان من بين تلك الشخصيات التي حضرت لتستقبل حمولة السفينة القادمة من تركيا قائد سلاح الجو لتستقبل حمولة السفينة القادمة من تركيا قائد سلاح الجو المصرى محمد صدقي محمود يرافقه البكباشي جمال الدين محمود عفيفي من فرع العمليات الجوية, وصديقي لبيب مدير فرع الدفاع الجوي, والصديقين اللذين تعرفت عليهما فى باريس قديما وهما البكباشي محمد مدكور أبو العز, والصاغ عبد الحميدعبد السلام دغيري. كان هؤلاء هم المسيطرون على سلاح الجو وجاؤوا الآن ليروا الحمولة الثمينة التي أحضرتها من تركيا, الا وهي أجهزة الرادار التي ستكمل شبكة الدفاع عن القناة بوجه العدوان الانجلو – فرنسي المتوقع في كل لحظة. مكثت في تركيا أربعة أسابيع تقريبا أبحث عن أجهزة الرادار, وخلال ذلك أهرب بعض الاسلحة الاوتوماتيكية الخفيفة إلى جبال كردستان. أما التاجر البدين (الظل ) الذي كان يتعقبني طوال الوقت سيقدم – ولا شك – تقارير في غير صالحي بسبب ارسال أن سلاح الى كردستان كما أن تقاريره ستوضح أيضا مدى حبي للمال والنساء. فأنا بعيد عن موطني, أتجول معظم الوقت في مدينة كبيرة, ولذلك سمحت لنفسي بان يظهر مدى شغفي بملذات هذه الدنيا.
كانت الأموال تسيل في يدي كنهر النيل الذي لا نهاية لمياهه, وكل فتاة مشهورة في أنقرة, فتاة تحترم نفسها, رأت من واجبها أن تساهم في تبذير أموالى. ولكن الآن تركت كل ذلك ورائي, فأنا أقف حاليا على ظهر السفينة ( آق ) أناضوليا, انظر بهدوء للمياه الزرقاء التي تخف زرقتها كلما أقتربنا من الشاطئ الذي تتدفق اليه بكل عام ملايين الاطنان من الطمي. واقتربت السفينة من المرسي ملايين الاطنان من الطمي. وأقتربت السفينة من المرسي الصغير, وكنت ألوح بيدي الى أصدقائي الذين كانوا يردوا علي بحركات حماسية تعبيرا عن الفرح.
نزلت إلى الشاطئ وتصافحنا بحرارة, وكان أكثرهم حماسا صديقي لبيب الذي عاد وقال : يا أنور بك. أنت دائما تقف معنا عند الشدة. أنت صديق حميم للجمهورية المصرية. ربت على كتفيه وابتسمت وقلت : يا محمد لبيب يا حبة عيني, لا تركن على أصدقاء مثلي, فأنا على استعداد دائما لأبيعك مقابل صفقة سلاح كبيرة. ضحك الحضور فيما عدا محمد مدكور أبو العز الذي ظل طيلة الوقت مقطبا وجهه, وبعد ذلك الوقت باحدى عشرة سنة حينما اقتيدوا جميعهم إلى السجن العسكري ما عدا أبو العز, كان لديهم الوقت الكافي ليتأملوا انذاري ذاك. ولكنهم كبقية الناس لم يستمعوا الى انذاري الحكيم. وضحكنا كلنا بصوت مرتفع, وقال لي محمد صدقي محمود .
بعد أن تكمل جميع الاستعدادات ستكون في ضيافتي وسنخرج معا إلى أبو القير ( مكان نزهة جميل غرب الاسكندرية ) وسنعطي بنات الاسكندرية فرصة الحياة. ومرة أخرى ضحكنا, فيما عدا أبو العز. وثارت مخاوفي القديمة منه, وقررت, في قلبي أن أبحث عن طريقة لإبعاده, وأقصائه عن المكان الذي تتقررفيه شؤون سلاح الجو. وكنت أعلم أن سلاح الجو المصري قادر على التقدم بدون أبوالعز.
تم انزال الصناديق الكبيرة التي تحتوي على أجراء أجهزة الرادارالثمينة بحذر كبير من السفينة إلى المرسي وكان من بينها صندوق واحد لا يتطلب انزاله حذراً كبيراً. وعلى ذلك الصندوق كتبت بحروف بارزة كلمات (أنور شخصي – هليوبولس / مصر ) وجرى تحميل الصندوق على سيارة شحن صغيرة بجانب حقائبي المحشوة بالملابس. وقيل للسائق بأن يوصل هذه الحمولة حتى باب منزلي, وينتظر قدومي هناك. وتحركت أنا نفسي بسيارة صدقي محمود, وطوال الطريق كان يحدثني عن احتمال الغزو المتوقع. وكانت مصر قد أممت القناة.
ادخلت بمساعدة سائق الشاحنة ومعاونه, صندوق المشروبات إلى شرفة مطبخ المنزل. وفتحت الصندوق بواسطة فأس ووزعت على على الحضور زجاجة لكل واحد بالرغم من تظاهرهم بالرفض. وعندنا انصرفوا فككت بقية أجزاء الصندوق وظهرت علب كبيرة من الكرتون مكتوب عليها اسم الشركة التي تنتج الويسكي وعليها صورة الرجل الاسكتلندي بتنورته التقليدية وهو يرقص على انغام المزمار. أدخلت الشراب الى المطبخ وأغلقت جميع الأبواب وفتحت احدى علب الكرتون وكانت عليها علامة خاصة, وأخرجت ما بداخلها وكان جهاز لاسلكيا يعمل على موجة قصيرة وبقوة كبيرة, وسلك الهوائي ويمكن وضعه داخل الغرفة, وبقية التوابع الاخرى, ثم فتحت الخزانة الحديدية في جدار المنزل, وتفحصتها فعرفت أن الأيدي في غيابي عبثت بها, أما الخزانة الحديدية السفلى فلم يهتد اليها أحد. فتحتها وأدخلت فيها الجهاز وأجزاءه, وأعدت اغلاقها واستلقيت على فراشي. لقد قطعت طريقاً طويلاً في العامين الاخرين وأنا الآن متعب للغاية.
وفي أحلامي رأيت الجنرال محمد نجيب يمد لي يده من فوق سور منزله المحجوز فيه. رأيت أنه كان يعلم بأن هذه هي الفرصة الأخيرة له ليهرب من سجنه ويعود ليقف على رأس الثورة التي قام بها إلى الطريق الذي أنحرفت عنه. ولكنه كان يعرف كذلك بأنني لن أمد له يدي. ورأيت التعب بادِ عليه وانه أخذ ينزلق إلى الوراء ليقع في حديقة منزله, ولم أستطع أن أفعل شيئا. فهناك عند البيت المجاور رأيت فيشل الطويل والكولونيل أبو العز ينظرون إليّ. لم أستغرب وقوفهما معا, ولا يحاول أحدهما الاختفاء من الثاني, ذلك لأن لديهما هدف واحد وهو أن يدفعها آرام أنور الى الأمام بكل قوة.
صحوت من نومي, وأنا أتلمس بيدي أرداف دنيا وقلت لها : تعالي هيا نهرب من هنا, لنذهب الى منتزه أبو قير, فهناك ينتظرنا صدقي محمود ومعه جميع فاتنات الاسكندرية.
* انتهي الجزء السابع *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق