الخميس، 1 يناير 2015

حسام الغمري يكتب : السند والدليل على كفر السيسي الخائن العميل


حسام الغمري يكتب : السند والدليل على كفر السيسي الخائن العميل



قرأت في بدايات احتكاكي بعالم المسرح نصا مسرحيا للمؤلف الألماني بيتر هاندكه بعنوان ” كاسبار ” ، والمسرحية تشرح ببراعة كيف يمكن أن تُستخدم اللغة كأداة من أدوات التعذيب ، وتجديع الخصوم وارهابهم ، لذا حين انتشر لقب ” خرفان ” الذي أطلق على الاخوان المسلمين ومُناصريهم أدركت على الفور انها حيله أمنية لتقليص عدد الانصار ، بل وتتخطى ذلك حيث تُنشيء حاجزا نفسيا بينك وبين الدفاع عن مظلومية المظلوم خشية أن تتهم بأنك ” خروف ” !! .. وهكذا لعق البعض ألسنتهم وهم يرون دم الأخوان وانصارهم مسفوكا في الشوارع .
وامتدت اللعبة الى اختراع لقب آخر وهو ” تكفيري ” ، وهو لقب يستخدمه الجيش لاطلاق النار على أروح بريئة وسبب هذا القتل يظهر في بيان المتحدث باسم الجيش ، انه تكفيري ، هكذا ببساطة يموت الناس دون محاكمة أو حتى استتابة ، أو فتوى من مجلس علماء ثقات ، و ليس هذا هو كل شيء بخصوص هذا اللقب ، ذلك لأن له هدف آخر خبيث ، هو جعلك عزيزي القاريء تشاهد الكفر بأم عينيك دون أن تجرؤ على نعته بما يستحق والا ستتحول على الفور الى ” تكفيري ” تكفر الناس ، فتصبح مستحق للقتل ولن يكلفهم الأمر سوى طلقة وبيان في صفحة المتحدث العسكري باسم الجيش .
ولكني تعودت أن اتجرد من كل وسائل الارهاب هذه ، وأن أحرر رأي وفكري من كل التأثيرات المخابراتية ، وان استعين بالله ثم بالبحث الصادق وصولا الى الرأي الحُر .
واثناء رحلة بحثي حول مسألة ردة السيسي تعرفت على عالم مصري أزهري هو الشيخ أحمد محمد شاكر (1309 هـ/1892م-1377 هـ/1958م) الملقب بشمس الأئمة أبو الأشبال ، وهو إمام مصري من أئمة الحديث في العصر الحديث ، درس العلوم الإسلامية وبرع في كثير منها ، فهو فقيه ومحقق وأديب وناقد، بيد أنه برز في علم الحديث حتى انتهت إليه رئاسة أهل الحديث في عصره، كما اشتغل بالقضاء الشرعي حتى نال عضوية محكمته العليا .
درس الشيخ أحمد شاكر بالأزهر على المذهب الحنفي، وبه كان يقضي في القضاء الشرعي، لكنه كان بعيدا عن التعصب لمذهب معين مؤثرا الرجوع إلى أقوال السلف وأدلتهم .
ألف الشيخ أحمد شاكر كتبا عدة منها :-
” كتاب نظام الطلاق في الإسلام ” ، اجتهد فيه اجتهادا حرا ولم يتعصب لمذهب من المذاهب.
كتاب ” الكتاب والسنة ” وهو دعوة إلى أخذ القوانين من الكتاب والسنة .
كتاب ” كلمة الحق ” ، في شئون المسلمين وحرب الوثنية والشرك والدفاع عن القرآن والسنة ، وهي مجموعة مقالات كتبها في مجلة الهدى النبوي جمعت في كتاب بعد وفاته .
وكتاب ” الشرع واللغة ” ، رسالة في الرد على عبد العزيز فهمي باشا الذي اقترح كتابة اللغة العربية بحروف لاتينية .
وسبب اختياري لهذا الشيخ هو معاصرته للاحتلال الانجليزي الخشن على مصر ، وقيام بعض المصريين بمعاونة المحتل ضد أحرار مصر الشرقاء ، لذا فإن فتواه مُعتبره وفق تقديري لتشابه الظروف ، وان كان الاحتلال الخشن قد تحول الى احتلالا ناعما خبيثا ينهش فينا مستترا خلف وجوهٍ مصرية .
الشيخ أحمد شاكر

يقول الشيخ أحمد شاكر في حكم من أعان الإنجليز في كتابه كلمة الحق ص 126-137 تحت عنوان (بيان إلى الأمة المصرية خاصة وإلى الأمة العربية والإسلامية عامة):
” أما التعاون مع الإنجليز، بأي نوع من أنواع التعاون، قل أو كثر، فهو الردة الجامحة، والكفر الصراح، لا يقبل فيه اعتذار، ولا ينفع معه تأول، ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء، ولا سياسة خرقاء، ولا مجاملة هي النفاق، سواء أكان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء . كلهم في الكفر والردة سواء ، إلا من جهل وأخطأ، ثم استدرك أمره فتاب واخذ سبيل المؤمنين ، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم ، إن أخلصوا لله، لا للسياسة ولا للناس . وأظنني قد استطعت الإبانة عن حكم قتال الإنجليز وعن حكم التعاون معهم بأي لون من ألوان التعاون أو المعاملة، حتى يستطيع أن يفقهه كل مسلم يقرأ العربية، من أي طبقات الناس كان، وفي أي بقعة من الأرض يكون. وأظن أن كل قارئ لا يشك الآن، في أنه من البديهي الذي لا يحتاج إلى بيان أو دليل: أن شأن الفرنسيين في هذا المعنى شأن الإنجليز، بالنسبة لكل مسلم على وجه الأرض، فإن عداء الفرنسيين للمسلمين، وعصبيتهم الجامحة في العمل على محو الإسلام، وعلى حرب الإسلام، أضعاف عصبية الإنجليز وعدائهم، بل هم حمقى في العصبية والعداء، وهم يقتلون إخواننا المسلمين في كل بلد إسلامي لهم فيه حكم أو نفوذ، ويرتكبون من الجرائم والفظائع ما تصغر معه جرائم الإنجليز ووحشيتهم وتتضاءل، فهم والإنجليز في الحكم سواء، دماؤهم وأموالهم حلال في كل مكان، ولا يجوز لمسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يتعاون معهم بأي نوع من أنواع التعاون ، وإن التعاون معهم حكمه حكم التعاون مع الإنجليز .
ويستطرد الشيخ أحمد شاكر في وصف المسلم الذي يتعاون مع اليهود والنصارى قائلا : ألا فليعلم كل مسلم أنه إذا ركب هذا المركب الدنيء حبط عمله، من كل عبادة تعبد بها لربه قبل أن يرتكس في حمأة هذه الردة التي رضي لنفسه ، ومعاذ الله أن يرضى بها مسلم حقيق بهذا الوصف العظيم يؤمن بالله وبرسوله. ذلك بأن الإيمان شرط في صحة كل عبادة، وفي قبولها ، كما هو بديهي معلوم من الدين بالضرورة، لا يخالف فيه أحد من المسلمين. وذلك بأن الله سبحانه يقول (ومن يكفر بالأيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين) وذلك بأن الله سبحانه يقول (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) وذلك بأن الله تعالى يقول (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين) وذلك بأن الله سبحانه يقول (إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم) . انتهى كلام الشيخ
والآن لعلنا نذكر اعتراف السيسي على قناة CBC – قبل مسرحية انتخاباته الهزلية – بأنه تحدث في مارس 2013 – أي قبل الانقلاب على الرئيس الشرعي بثلاثة أشهر – مع مسئول أمريكي وأخبره بأن الرئيس مرسي وقته قد نفذ ، وأنه يتحتم رحيله … السيسي هو من اعترف بذلك طواعية ولم أكن انا الذي انتزعت منه ذلك الأعتراف بالتعذيب مثلا .
السيسي ايضا اعترف في الصحف العالمية انه انقلب على مرسي قبل ان يتمكن الرئيس من انشاء دولة اسلامية .
السيسي اعترف كذلك باتصالاته اليومية بوزير الدفاع الامريكي تشاك هيجل قبل واثناء وبعد التحضير للانقلاب .
السيسي حاصر ومازال المسلمين في غزة ، ومكن اليهود من رقابهم .
السيسي مكن للكنيسة في مصر حتى صرح كبيرها دون خوف أو وجل بأن المصريين رفضوا الحكم الاسلامي . ( وأخيرا شاهدنا كيف تصدر شركة ارثوذكسية المانجو ملفوفا بصفحات من القرآن الى السعودية في رسالة رمزية واضحة الدلالة لكل من له سمع أو القى البصر وهو شهيد ) .
السيسي قتل المسلمين العزل حتى أثناء الصلاة ، وانتهك حرمات المساجد والمصاحف .
السيسي أعلن في الأمم المتحدة عداءه للخلافة الاسلامية وهو شكل الحكم المتفق عليه عند جمهور العلماء .
فهل بعد ذلك يمكن أن يرهبي لقب ” تكفيري ” من وصف السيسي بما هو أهله ؟
قبل ان أصدر حكما نهائيا دعونا نتساءل ان كان هناك من العلماء من يتفقون مع العالم أحمد شاكر فيما أورد في كتابه .
يقول الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ في كتابه [الدرر: 8/127] : (فنهى سبحانه المؤمنين عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، وأخبر أن من تولاهم من المؤمنين فهو منهم، وهكذا حكم من تولى الكفار من المجوس وعباد الأوثان، فهو منهم ).
وقد جعلها الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أهم عشرة نواقض في رسالته نواقض الشهادتين .
وقال الشيخ عبد الله بن حميد [ت: 1402] [الدرر: 15/479] : (فيجب ويتعين على كل مسلم ناصح لنفسه؛ أن يعرف ما قرره العلماء رحمهم الله، من الفرق بين التولي والموالاة .
قالوا رحمهم الله: الموالاة؛ مثل لين الكلام، وإظهار شيء من البشاشة، أو لياثة الدواة، وما أشبه ذلك من الأمور اليسيرة، مع إظهار البراءة منهم ومن دينهم، وعلمهم بذلك منه، فهذا مرتكب كبيرة من كبائر الذنوب، وهو على خطر .
اذن بات الأمر من الوضوح بحيث لا يمكن اخضاعه الى تبريرات المنافقين ، أو تأويلات الجبناء الخانعين ، وكل من باع دينه بدنياه ، لعنة الله عليهم أجمين .
وبعد كل ما تقدم أعلنها مدوية محتسبا الاجر عند الله بأن السيسي كافر وعلاجه ضربة سيف الا ان يستتاب ويقتص منه .
والله من وراء القصد محيط بأعمالنا ومنه الرشاد .
حسام الغمري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق