مثلث التخريب أشعل نارها: المنطقة تدفع ثمن الحرب على الإسلاميين
طول أمد الحرب والقصف ودخول الإمارات على الخط وبقاء علي صالح حرا طليقا، وهو من صنع الحوثي، عقَد الوضع في اليمن.
قالوا علي صالح استخدم القاعدة واليوم يستخدم داعش، ولم يثبت هذا ولا ذاك، إلى الآن، لكن الثابت أن صالح اليوم يتقوى بالحوثي ويتستر بالإمارات.
للأسف، هناك من تحمس للحرب من العقلاء والمثقفين والمفكرين أكثر مما ينبغي، وكان الأولى الحذر والتنبه، واليوم جميع الأطراف منهكة ومستنزفة.
في تحليل الموقف في اليمن سيطرت الأماني وطغت الانفعالات وتوارى العقل والتحليل العميق.
إلى الآن لم يحسم الوضع ميدانيا، ولا يبدو أن هذا ممكن ومتيسر، والحوثي تزداد استفزازاته واقتحاماته للمناطق الحدودية مع السعودية وربما يتقوى في بعض المناطق داخل اليمن.
دخلت الإمارات على الخط، فصنعوا البحاح واستعدوا الإصلاح وتستروا على صالح. وربما كان إعداد بحاح ليحل محل عبدربه هادي قد بدأ منذ حكاية حصار الحوثيين له في منزله، والتي انتهت بمشهد ظهوره وهو يشكر محاصريه على الجهود التي بذلوها لإطلاق سراحه، وفقا لرأي أحد المتابعين اليمنيين.
ولاحظ محللون عسكريون ضعف الاستعداد وربما التخبط في الأداء العسكري، وخصوصا في مناطق الحدود، وبرزت مخاوف من التوسع في الاعتداءات هناك وربما حصول قدر من الاستنزاف إن لم يُتدارك الوضع، وأصبح هذا مصدر قلق، هذا إلى جانب كثرة أخطاء الاستهداف بالقصف.
وبدا أن الحوثي، ومن ورائه علي صالح، يحاول فرض حقائق على الأرض واعتماد أسلوب المفاجأة والمباغتة وإحداث قدر من الاستنزاف والإنهاك على الحدود، ليتقوى بهذا وذاك في مفاوضات جنيف ومسقط.
ولا يزال المخلوع علي صالح حرا طليقا، وهو مصدر أكثر الشرور والكوارث، فتقوى بالحوثي، وهو الذي صنعه، وتستر بحليفته وراعيته الإمارات.
وبدا أن المنطقة كلها تدفع ثمن حرب ليكود العرب على الإسلاميين، من الإخوان في مصر إلى الإصلاح في اليمن.
إضعاف الإسلاميين قوى شوكة المتربصين وأغراهم بالتغلغل والتمدد، وحتى عند محاولة الاستدراك والتعاون معهم في اليمن جاء هذا في وقت متأخر ثم لم يكن محل اتفاق بين الرياض وأبو ظبي، فقد رفضت الإمارات التعامل مع الإصلاح وخونته واستعدته، وكان هذا أحد عوامل التصدع داخل التحالف، والذي ظهر بشكل واضح في معركة تعز وفي عدن بين هادي، المدعوم من الرياض، وبحاح، المسنود من أبوظبي.
قدرة عجيبة على التحطيم الذاتي بما بخدم التوجهات الصهيونية أظهرها مثلث التخريب: مصر، الأردن والإمارات ومن سايرهم وتحالف معهم في السَر، مكَنت للسياسات الصهيونية بما لم يكن يحلم به بن غوريون ورابين.
وحتى ثمرة أي تصحيح أو استدراك يتعذر ظهورها أمام هذا القدر الهائل من التخريب والتحطيم.
ويكررون الخطأ نفسه في سوريا، يحاربون الثورة بالتصنيف وقائمة الإرهاب، ويشترطون مقابل الدعم والإشراك في العملية الانتقالية محاربة الإرهاب؟
يقربون هذا ويعادون ذاك من شركاء الثورة ومكوناتها ويشحنون الأنفس ويحرضون مقربيهم ضد الآخرين ويزرعون الأحقاد.
بعداوتهم للإسلاميين دمروا المنطقة تدميرا وحققوا للصهاينة ما عجزوا عنه منذ تأسيس كيانهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق