ضحكة الكتاتني
حسن الخليفة عثمان
أرادوها قاهرة لصاحبها وخلّانه ، وشاءها المليك قهراً لأعدائه وعذّاله ، عن الإنسان الرجل محمد سعد الكتاتني أكتب لكم كلماتي ، وليس عن المنتمي إلى امبراطورية الإخوان وتنظيمها وأطلاله الذي يكفيك للوقوف على حقائقه ودقائقه ما وضعه الإعلامي القدير أحمد طه بين يديك على قناة الجزيرة من تفاصيل ؛ في حواره مع الأمين العام للجماعة.
إنما الحديث عن ذاك المرتدي لبدلة الإعدام الحمراء ، التي لا " كاجوال " فيها ، ولا نظارات شمس تعلوها ، ولا تحية من الباشوات لمرتديها ، ولا أي شيء مما كان ينعم به اللصوص الطلقاء على يدي غلمانهم .
فقط هي بدلة من الخيش ؛ أو قل هي كفن الأسير الذي ينام ويقوم فيه ، وإن شئت فقل هي ثوب عز وشرف ، قدر الله لكاتب السطور أن يرتديه دهرَ شبابه كله ، زهاء عقدين من الزمان .
يقول العلّامة علي شراب في بعض وقفاته في منهج الطريق إلى الحكمة :
* غالبا ما تكون رسالتنا في غير ثوبها الذي نظن أنها عليه..
* عندما يجد الانسان نفسه فهو يجد رسالته في الحياة ..
* رسالة الانسان في حياته هي رسالة الوجود والبقاء والثبات ..
* الرسالة هي المهمة الشاقة التي طالما تاهت خطى الانسان في البحث عن دروبها..
* حكمك على نفسك لا يعني شيئا ، أنت لست نفسك ! ولست ما يقوله الناس عنك..
* من سعادة الانسان أن يجد من يفكر فيه ، ومن يعرفه أكثر من نفسه.
* خطأ كبير أن يحسب الإنسان نفسه أكبر مما هو عليه ، وخطأ أكبر أن يعتقد أنه أقل مما يساويه .
* غُص في نفسك ، تعلم كيف تعرفها ، تذكّر أن الأمر إذا كان صحيحا في نظرك فذلك لا يعني أنه صحيح على الإطلاق ، وإذا كان صحيحا في ذاته فهو صحيح .
تذكرت هذه الكلمات وأنا أتأمل تلك الابتسامة ، التي تهادت إلى أبصارنا من خلف القضبان ، عبر أثير الثبات والرجولة والوفاء ، لرجل خُيّر بين أن يعيش ميتاً بين جدران القصور ؛ أو يحيا رجلاً في غياهب القبور ؛ فأرسلها كرابعة النهار إلى من كان للتوحيد في سريرته أثر ، أو كان للإنسانية في مسيرته مكان :
لقد خلقنا الله ذكوراً ؛ لنكون في هذه الحياة رجالاً ، وقد عاهدناه ألا نكون غير ذلك ، لا نقبل ضيماً وإن بارت بنا الحيل ، ولا نعطي دنية وإن انقطعت بنا السبيل ، سعادتنا هي اليقين فيما عنده ، والتوكل عليه ، والرضا بأقداره وتدبيره .
لقد تعلمت عبر مسيرتي ما رقمت خلاصته في مقالة " رسالتي في الحياة " وأوجزته في مقالة "رؤيتي في الحياة "
لقد تعلمت عبر مسيرتي ما رقمت خلاصته في مقالة " رسالتي في الحياة " وأوجزته في مقالة "رؤيتي في الحياة "
وفي هذه المقالة أقول : يذهب بعيداً من يظن خذلان عبدٍ لم يعد له سوى الله من ناصر ومعين ، لقد عشتها ؛ ورأيت عجائب قدرته في نُصرة الذين تزدريهم أعين الأباطرة ، ولا يبقى لهم سوى عبرات الذليل اللائذ ببابه ، العائذ بجنابه ، يذرفونها وهم في ضيافة الذي ينزل في الثلث الأخير من الليل نزولا يليق بجلال قاهر القياصرة ، وقاصم الأكاسرة ، فيسمع شكواهم ، ويجيب دعواهم ، بما يعجز عن الوصول إليه خيالهم ونجواهم .
اللهم صل على أشرف من نصر المظلوم في الأولين ، وصل عليه في الآخرين ، وصل عليه في كل وقت وحين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق