الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

الجيل الأخير من الرعاع



 الجيل الأخير من الرعاع


آيات عرابي 

عندما احتلت القوات البريطانية مصر افتى العلماء بردة الخديوي توفيق عن الدين لمعاونته للاحتلال.

ولكن الاحتلال وجد ضالته في نوع من الأوباش لا يهتمون بشيىء الا بملء بطونهم, ومنهم اقام المحتل جيشاً وشرطة


ففي سنة 1886 صدر مرسوم من اللود دافرين بحل جيش عرابي باشا وتكوين قوة صغيرة من ستة آلاف يعملون تحت إمرة المحتل.

لا فرق بين اولئك الخونة وبين شيكو الحلاق في فيلم بورسعيد, ولا فرق بينهم وبين من كانوا يوردون الطعام لمعسكرات الجيش البريطاني كما تصورهم الأفلام القديمة.

فقط الأفلام كانت تحدثك عن موردي الطعام للجيش البريطاني, وتتجاهل تماما اولئك الخدم الرعاع الذين يمسحون أحذية المحتل ويسمون أنفسهم جيشاً.

وشاهد إن شئت مسلسل ريا وسكينة لتعلم أن حسب الله وعبد العال وعبد الرازق وعرابي الصوامعي, الأوباش المجرمين كانوا يعملون بـ “السلطة” وهو الاسم الذي كان يُطلق على العمل مع جيش الاحتلال في خدمات مد الأسلاك وحفر الآبار والخنادق .. الخ

وهو ما كان يسمى بـ “فيلق العمال المصري” أو Egyptian Labor Corps والمعروف اختصارا بإسم (ELC) وهي قوات من العمال بخلاف جيش الخدم الذي انشأه الانجليز.

وكانت فكرة الانجليز هي الاستعانة ببعض الأوباش والقمامة من أهل البلد المحتل ليقاتلوا عنهم بالوكالة تحت إشرافهم ودون أن يخسروا كثيراً من دماء ابناءهم البيض, فهم مرتزقة متخلفين غير مكلفين مادياً.

الفكرة تم تنفيذها في أكثر من دولة الا عاصمة الخلافة تركيا, هناك كان الوضع مختلفاً, فالجيش العثماني تم اختراقه بمجموعة من الدونمه وقتها لكنه ظل في قواعده جيش تابع للخلافة (لذلك ففكرة الاصلاح العسكري وتطهير القيادات عملية جدا ويمكن تنفيذها في تركيا وقد بدأ الرئيس اردوغان في تنفيذها منذ فترة بينما هي فكرة فاشلة تماماً في مصر لأن البذرة نفسها معطوبة ومهما وجدت عناصر صالحة في المنظومة فطبيعة المنظومة العلمانية القائمة في الاساس على الولاء للمحتل قادرة على طرد العناصر الصالحة دائماً والاحتفاظ بالعناصر الملوثة)

كان من انجازات تلك القوة من المرتزقة

محاربة المسلمين في السودان تحت قيادة البريطانيين سنة 1889

محاربة جيش الخلافة (تحت راية الانجليز) في معارك 1916 و1917 في سيناء عندما تحرك جيش الخلافة لتحرير مصر من الاحتلال البريطاني

وشارك فيلق العمال في حفر الخنادق اثناء الهجوم البريطاني على تركيا

كما شارك في امداد الجيش البريطاني بالماء والطعام في سيناء وفي حفر الحواجز في سيناء لمواجهة جيش الخلافة

كما شارك في امداد البريطانيين بالماء والطعام اثناء احتلال القدس سنة 1917

وهي جرائم تماثل تلك التي ارتكبها الخديوي توفيق وافتت هيئة العلماء وقتها بأنه مرتد بسببها.

هؤلاء الرعاع ورثوا تلك القيم المنحطة لأجيال جاءت بعدهم من الرعاع مما يسمى بالجيش المصرائيلي وما نشهده اليوم هو الجيل الأخير من هؤلاء الرعاع والمرتزقة وخدم المحتل

ولذلك لا غرابة مطلقا في أن تستعيد تلك العصابات المسماة الجيش المصرائيلي ولاءها الأصلي للمحتل (بعد أن مثلوا على الشعب عقوداً طويلة وتظاهروا بأنهم جيش وطني ونسجوا عدة مسرحيات مثل مسخرة اكتوبر التي ما زال البعض يصدقون انها كانت حرباً بل ويصدق البعض انها كانت انتصارا اصلا) وتعمل في خدمة الصهاينة وحماية أمن الكيان الصهيوني ومهاجمة المصريين في سيناء.


ومهمة ذلك الفيروس المزروع في مصر هي:


أولاً: العمل كقوات شرطة كبيرة (الفرق انها مسلحة الطائرات والدبابات والمدافع) لمنع مسلمي مصر من الثورة وتغيير النظام العلماني الذي يحكم مصر منذ عهد محمد علي وحتى الآن وقد ظهر هذا واضحاً بعد الانقلاب.

ثانياً: حماية أمن الكيان الصهيوني من مسلمي مصر, والفكرة ببساطة هي أن مسلمي مصر إذا تصرفوا بوعي وإذا زالت ستارة الخداع الإعلامي سيصطدمون حتما بالكيان الصهيوني الذي لا يستطيع من الناحية العددية مقاومة زحف ملايين المسلمين من مصر, فكان لابد من وجود غفر مسلحين يقمعون الشعب.

ثالثاً: حماية ممر قناة السويس الذي اقامه الاحتلال كمانع مائي يفصل ممتلكات الخلافة الاسلامية ويمثل مانعاً حقيقياً يحمي الكيان الصهيوني (حجم التجارة الدولية التي تمر بقناة السويس لا تزيد عن 8%)

الجيش المصرائيلي هو فيروس تركه المحتل وعناصره من الناحية النفسية (أو أغلبهم على وجه الدقة) هم الصورة المعكوسة لكل القيم الاسلامية, أو على احسن تقدير, فهذا ما يتم تلقينه لهم اثناء خدمتهم بحيث يتم فصلهم نفسيا وعقائديا وذهنيا واخلاقيا عن قيم الاسلام ويصبحوا تربة صالحة لانتقاء الجواسيس منهم وهي عملية نفسية مستمرة ساتحدث عنها لاحقا ان شاء الله)

لا يغير من هذه الحقائق أن شقيقك تم اجباره على التضحية بسنة او سنتين او ثلاث من عمره للعمل عبدا في ذلك الجيش, ولا يغير من تلك الحقائق ان جيرانك ارتدوا زي الخدم العسكري اثناء فترة العبودية الاجبارية.
هذه حقائق يجب أن تواجهها قبل ان تقول ان الجيش المصرائيلي هو ( اخوك وابن عمك وذلك الكلام المحفوظ المكرر عديم القيمة)


يجب تفكيك ذلك الجيش وحله واقامة جيش مسلم بعقيدة اسلامية فقط يتم اختيار افراده من بين شباب التيارات الاسلامية المؤمنين بفكرة الخلافة واصحاب الهوية الواضحة وفق خطة يضعها المتخصصون ويتم فيها حساب كل الاحتمالات.


*الصورة لرعاع ومرتزقة فيلق العمال في غزة سنة 1917 اثناء امداد اسيادهم البريطانيين بالماء والطعام على سواحل غزة قبيل احتلال القدس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق