القيصر إذ يعضّ أصابع الندم!
أحمدبن راشد بن سعيد
لا ريب أن «القيصر» الروسي، فلاديمير بوتِن، يعض أصابع الندم في هذه اللحظات على نتائج عدوانه في سوريا. لم يفكر القيصر بعقله، كعادته، ونجح مكر الفُرس في استدراجه إلى الفخ الذي سبقوه إليه.
اتخذ بوتِن قرار «التدخل» في المجزرة السورية أواخر آب (أغسطس) الماضي عندما التقى في موسكو بالجنرال الإرهابي، قاسم سليماني، قائد ما يُسمّى «فيلق القدس».
يقول كون كوغلين، محرر الشئون الدفاعية في صحيفة الديلي تلغراف البريطانية، إن سليماني سلّم بوتِن تحذيراً صريح اللهجة مؤدّاه أن نظام الأسد سيُمنى بهزيمة ساحقة إذا لم يحصل على دعم خارجي، وإن هذا التحذير كان كافياً لإقناع بوتِن بدخول الصراع. في 21 أيلول (سبتمبر) 2015، التقى بوتن برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في موسكو، واتفقا على تشكيل فريق مشترك للتنسيق العسكري في سوريا. وما هي إلا أيام (تحديداً في 30 أيلول/سبتمبر) حتى كانت طائرات سوخوي أس يو 24 تدك مواقع الثوار في سوريا، في الوقت الذي أرسل الحرس الثوري الإيراني تعزيزات على الأرض لدعم جيش الأسد وميليشيات ما يُسمى «حزب الله».
كان الروس يريدون انتزاع مكاسب الثوار، وردها إلى عصابة الأسد. وبعد أسابيع من القصف الوحشي، اكتشفوا أنهم لم يحققوا من أهدافهم شيئاً سوى قتل المدنيين بالعشرات في المدارس والمستشفيات والأسواق الشعبية في دوما وحلب وحمص وريف اللاذقية وسهل الغاب. استوعب الثوار الصدمة، ثم كرّوا على جبهات عدّة، فحصدوا مكاسب كبيرة، وأدرك الدب القادم من وراء البحار أن القصف وحده من دون تحرّك على الأرض لن يجدي نفعاً، ثم جاء إسقاط طائرة إف 16 تركية طائرة سوخوي 24 روسية انتهكت أجواء تركيا، ليؤكد للمعتدين الروس «محدودية» قدرتهم على فعل ما يريدون.
ثمة مصلحة كبيرة لتركيا في إفشال الغزو الروسي، وليس بوسع الأتراك السكوت والروس يصبّون الحمم على ريف اللاذقية (شمال غربي سوريا) للسيطرة على جبل التركمان المحاذي لتركيا من أجل تسليمه للأسد.
ظهر بوتِن برغي ويزبد غضباً من إسقاط طائرته، وكان في واقع الأمر، يندب حظه العاثر الذي قاده إلى سوريا، وشعوره أن الطريق أمامه ماتزال طويلة وخطيرة، وليست «قطعة كعك» يباهي بالتهامها أمام شعبه، ثم يستعرض عضلاته زاعماً أنه طوى هزيمة أفغانستان إلى الأبد، واسترد كرامة الجيش الروسي.
جاءت الصدمة الأولى التي تلقّاها الروس في 7 تشرين الأول (أكتوبر) ، عندما فشلت خطتهم في احتلال مدينة حماة، شمال سوريا.
صدّ الثوار ببسالة عدوان عصابات الأسد المدعومة بقصف جوي روسي، ودمروا له نحو 40 دبابة وناقلة جند مصفحة في معركة سُمّيت «مجزرة الدبابات»، مستخدمين صواريخ تاو المضادة للدبابات، والدقيقة التصويب، والتي اشترتها السعودية من الولايات المتحدة وسلّمتها لهم. المقاومة الصلبة التي أبداها الثوار أحبطت الغزاة الروس، وبدلاً من أن تسترد الميليشيات الإيرانية والشيعية الأخرى أراضي فقدها الأسد، وجدت نفسها في مرمى الثوار، ولقي عدد كبير من الحرس الثوري الإيراني مصرعهم (سقط منهم 10 بمعارك ريف حلب الجنوبي في يوم واحد؛ 11 كانون الأول/ديسمبر 2015).
في الحقيقة، تتوالى الأنباء كل يوم تقريباً عن سقوط قادة للباسيج الإيراني ولواء «فاطميون» الشيعي الأفغاني. أما خسائر ما يُسمى «حزب الله» في الأرواح، فتشهد عليها التوابيت التي تتدفق على الضاحية الجنوبية في بيروت، والملفوفة بالأعلام الصفراء، وصور الثكالى والأرامل من نساء الشيعة اللاتي يبكين قتلاهن.
ما لا تحلّه القوة، يحلّه المزيد من القوة. هكذا فعل بوتِن الذي وارى فشله وإحباطه بممارسة القتل الجماعي للمدنيين السوريين. التأييد الشعبي في روسيا لغزو سوريا انخفض بعد إسقاط الطائرة المدنية الروسية في سيناء، والذي تبنّى تنظيم الدولة (داعش) إسقاطها انتقاماً لجرائم الروس في الشام.
يقول كون كوغلين، محرر الشئون الدفاعية في صحيفة الديلي تلغراف البريطانية، إن سليماني سلّم بوتِن تحذيراً صريح اللهجة مؤدّاه أن نظام الأسد سيُمنى بهزيمة ساحقة إذا لم يحصل على دعم خارجي، وإن هذا التحذير كان كافياً لإقناع بوتِن بدخول الصراع. في 21 أيلول (سبتمبر) 2015، التقى بوتن برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في موسكو، واتفقا على تشكيل فريق مشترك للتنسيق العسكري في سوريا. وما هي إلا أيام (تحديداً في 30 أيلول/سبتمبر) حتى كانت طائرات سوخوي أس يو 24 تدك مواقع الثوار في سوريا، في الوقت الذي أرسل الحرس الثوري الإيراني تعزيزات على الأرض لدعم جيش الأسد وميليشيات ما يُسمى «حزب الله».
كان الروس يريدون انتزاع مكاسب الثوار، وردها إلى عصابة الأسد. وبعد أسابيع من القصف الوحشي، اكتشفوا أنهم لم يحققوا من أهدافهم شيئاً سوى قتل المدنيين بالعشرات في المدارس والمستشفيات والأسواق الشعبية في دوما وحلب وحمص وريف اللاذقية وسهل الغاب. استوعب الثوار الصدمة، ثم كرّوا على جبهات عدّة، فحصدوا مكاسب كبيرة، وأدرك الدب القادم من وراء البحار أن القصف وحده من دون تحرّك على الأرض لن يجدي نفعاً، ثم جاء إسقاط طائرة إف 16 تركية طائرة سوخوي 24 روسية انتهكت أجواء تركيا، ليؤكد للمعتدين الروس «محدودية» قدرتهم على فعل ما يريدون.
ثمة مصلحة كبيرة لتركيا في إفشال الغزو الروسي، وليس بوسع الأتراك السكوت والروس يصبّون الحمم على ريف اللاذقية (شمال غربي سوريا) للسيطرة على جبل التركمان المحاذي لتركيا من أجل تسليمه للأسد.
ظهر بوتِن برغي ويزبد غضباً من إسقاط طائرته، وكان في واقع الأمر، يندب حظه العاثر الذي قاده إلى سوريا، وشعوره أن الطريق أمامه ماتزال طويلة وخطيرة، وليست «قطعة كعك» يباهي بالتهامها أمام شعبه، ثم يستعرض عضلاته زاعماً أنه طوى هزيمة أفغانستان إلى الأبد، واسترد كرامة الجيش الروسي.
جاءت الصدمة الأولى التي تلقّاها الروس في 7 تشرين الأول (أكتوبر) ، عندما فشلت خطتهم في احتلال مدينة حماة، شمال سوريا.
صدّ الثوار ببسالة عدوان عصابات الأسد المدعومة بقصف جوي روسي، ودمروا له نحو 40 دبابة وناقلة جند مصفحة في معركة سُمّيت «مجزرة الدبابات»، مستخدمين صواريخ تاو المضادة للدبابات، والدقيقة التصويب، والتي اشترتها السعودية من الولايات المتحدة وسلّمتها لهم. المقاومة الصلبة التي أبداها الثوار أحبطت الغزاة الروس، وبدلاً من أن تسترد الميليشيات الإيرانية والشيعية الأخرى أراضي فقدها الأسد، وجدت نفسها في مرمى الثوار، ولقي عدد كبير من الحرس الثوري الإيراني مصرعهم (سقط منهم 10 بمعارك ريف حلب الجنوبي في يوم واحد؛ 11 كانون الأول/ديسمبر 2015).
في الحقيقة، تتوالى الأنباء كل يوم تقريباً عن سقوط قادة للباسيج الإيراني ولواء «فاطميون» الشيعي الأفغاني. أما خسائر ما يُسمى «حزب الله» في الأرواح، فتشهد عليها التوابيت التي تتدفق على الضاحية الجنوبية في بيروت، والملفوفة بالأعلام الصفراء، وصور الثكالى والأرامل من نساء الشيعة اللاتي يبكين قتلاهن.
ما لا تحلّه القوة، يحلّه المزيد من القوة. هكذا فعل بوتِن الذي وارى فشله وإحباطه بممارسة القتل الجماعي للمدنيين السوريين. التأييد الشعبي في روسيا لغزو سوريا انخفض بعد إسقاط الطائرة المدنية الروسية في سيناء، والذي تبنّى تنظيم الدولة (داعش) إسقاطها انتقاماً لجرائم الروس في الشام.
كلا الحكومتين الروسية والمصرية استبعدتا صحة ما صدر عن التنظيم، لكن ذلك لم يخفف قلق الرأي العام الروسي من انزلاق حكومته في معركة طويلة الأمد، باهظة الثمن، تعيد إلى الأذهان غزو أفغانستان الذي فكك الاتحاد السوفييتي، وقد يجرّ عواقب كارثية على الاتحاد الروسي.
يبقى على الدول المؤيدة للحق السوري تكثيف الدعم التسليحي النوعي للثوار، لاستنزاف الغزاة الروس والإيرانيين، وتكبيدهم مزيداً من الأثمان الباهظة للعدوان.
يبقى على الدول المؤيدة للحق السوري تكثيف الدعم التسليحي النوعي للثوار، لاستنزاف الغزاة الروس والإيرانيين، وتكبيدهم مزيداً من الأثمان الباهظة للعدوان.
• @LoveLiberty
• @LoveLiberty
• @LoveLiberty
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق