أبشروا يا قوم، قد جئتكم بمنشور فيه تفاؤل
ألا سامح الله من رماني بتهمة نشر الإحباط حتى اضطرني لقول الجملة السابقة..
فمن التفاؤل أن الأصفر الأشقر المعروف بترامب متخبط مرتبك مثير للفوضى، ومثله ينتفع بوجوده، وما يثيره من الفوضى.. وظني فيه أنه سيُنتخب فترة ثانية يكون فيها أكثر إبداعا من هذه الفترة الأول.
إن ما يثيره ترمب من الفوضى مع أنه سيكون مدمرا وتخريبيا في أحيان كثيرة إلا أنه يفكك العديد من العادات والتقاليد المستقرة التي تقوم عليها النظم.
انحلال الأصول والثوابت يفتح الفرصة لكثيرين لدخول المشهد من الأبواب والنوافذ وتجريب المغامرات والتقاط الفرص والصفقات.. وهذا في حد ذاته مفيد.
ومن التفاؤل أن عددا من أهم معاقل الشر في بلادنا لا تزال المشكلات فيها متعلقة بأشخاص بأعينهم، لم تتحول الحالة إلى حالة "نظام" مستقر لا يتأثر بشخص الزعيم.. السيسي وابن زايد وابن سلمان وبشار وعباس وحفتر وعبد ربه منصور هادي والحوثي.. كل هؤلاء، ومن ورائهم بلدانهم تتوقف على وجودهم كأشخاص، واختفاء أحدهم بموت أو باغتيال أو بمرض عضال يساوي مباشرة حصول ارتباك قاتل داخل نظام حكمه، أو ارتباك قاتل داخل المشهد الإقليمي كله..
بالإضافة إلى الوضع السائل في السودان والجزائر ولبنان والعراق حيث كل الطبقة السياسية لا تتمتع بشرعية ولا تحوز كل مفاصل القوى، والمسألة عندهم على كف الحوادث اليومية.
يمكن أن نضيف إلى هذا المشهد أيضا الشيخوخة الطاعنة لخامنئي وسلمان، وكلا الرجلين يمثل الشخصية الوازنة في نظام الحكم، والتي قد تؤدي وفاتها إلى تغير غير متوقع!
وقد يتفاعل تغيران أو ثلاثة من كل هذه الساحة المهددة بالانفجار لنرى أنفسنا بعد عام واحد في مشهد جديد تماما.. لا نعرف ما قد يكون لنا فيه من الفرص واللحظات الفارقة..
من يقرأ القرآن يعرف أنه (لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)
ومن يقرأ السنة يعرف أنه (ليتمّن الله هذا الأمر)
ومن يقرأ التاريخ يعرف أن أحداثا صغيرة تتطور بسرعة إلى أمواج كبيرة (وهذا الذي نحن فيه كله أوله صفعة على وجه البوعزيزي فكأنها كانت شرارة)، ويعرف أن الإمبراطوريات تنهار مهما بلغت، وأن الأيام حبلى بالعجائب والمفاجآت..
إلا أنه ليس يفوز في هذه المعركة إلا رجلٌ عَمِل في سبيل الله حتى مات، سواء أدرك النصر أم لم يدركه، وسواء شفي صدره بمقاتل السفاحين أم لم يُشْفَ.. إن الغمسة في الجنة تنسيه كل ما فات..
إن النصر مع الصبر.. وإن مع العسر يسرا.. وإن الله لطيف لما يشاء.. وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق