كيف تسللت الصين إلى الخليج
أستاذ علوم سياسية واستشرافية
في ديسمبر 2015 كتبت تحت هذا العنوان «هل تنقذ الصين بوتين من الفخ السوري»
تدخل على الخط بسوريا وتمهد لدور جديد وتعرض خدماتها لاستضافة حوار بين أطراف النزاع السوري.
فهل الصين تتدخل لصالح نفسها قبل «البريكس» في مارس بعدما استشعرت خطأها في عدم الدخول بالدعم في الأرجنتين وكوبا وفنزويلا والبرازيل وجنوب إفريقيا بالقدر الكافي مما سمح لأمريكا بتغيير بوصلة التوجهات المستقبلية عبر تصعيد حلفائها اليمينيين في الاستحقاقات الأخيرة للانتخابات الأخيرة في بعض البلدان السالف ذكرها والبعض الآخر يعانى من أزمات ستفقد أصحاب مشروع «البركس» مراكزهم ليعودا إلى حظيرة البيت الأبيض؟
أم دخلت الصين لتحافظ على روسيا من التوغل والغرق في مستنقع أعدته أمريكا لها بصناعة فراغ يسمح لها بالتمدد فوق القدرة وتحفظ فى نفس الوقت أحد أهم ركائزها لمشروعها العالمي «البريكس» لتشكل قطب ثاني بعدما تركت روسيا تنزف لتحتل مركز ثاني للصين وليس ند لها في مجموعة «البركس»؟
أم دخلت بوحي أمريكي واتفاق روسي خشية إدامة الصراع مما يشيع فكرة الجهاد وتطورها عالميا حتى تصل ناره أطراف الصين وقلبها المتخم بالكساد وتدهور معدلات النمو بصورة منتظمة؟
أم دخلت لتضع قدمها في الشرق الأوسط لتحفظ لنفسها حق في مشاريع ما بعد الحرب ومرشال الشرق الأوسط وتكون على قدم سواء مع الروس والأمريكان والأوربيين؟
أم دخلت رافعة لمشاريعها في أوربا والتي دخلت فيها بقوة غير مسبوقة وغير متوقعة لتنقل استثماراتها من أمريكا إلى أوربا مما يحتم عليها حفظ الأمن والمساهمة في وأد النزاعات وتخفيف حدة التوتر في محيط أوربا والبحر المتوسط؟
أم هو دور صدامي مبكر مع الكل بسبب مغامرات أمريكا في بحر الصين الجنوبي وفى نفس الوقت لتضع لنفسها قدم في حق المرور بمضيق البسفور لتضمن مخرج لطريقها الجديد عبر المحيط المتجمد الشمالي مرورا بروسيا وإلى المياه الدافئة بالبحر المتوسط؟
أم دخلت عبر اتفاق خليجي سعودي لتصنع التوازن في بؤرة شديدة الالتهاب لتملئ فراغ حتما حادث قريبا بسبب أن كل القوى التي استثمرت في النزاع السوري قاربت على الإنهاك لترث نتائج الصراع كليا.
أم دخلت لتضع قدمها وتضع نفسها طرف لتساوم على رسم الحدود البحرية ببحر الصين الجنوبي وحتمية إعادة النظر في معاهدة 1936 الخاصة بمضيق البسفور بسبب النزاع الناشئ بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والمعلق لعامين …..
أم دخلت الصين لصالح إيران وبضغط من شركاتها والتي نجحت في إبرام عقود استثمارية مهولة وتجعل حائط صد لحماية الاتفاق النووي الإيراني مع خمسه زائد واحد قبل الانتخابات الأمريكية القادمة والتي من الممكن تقلب كل الأمور رأسا على عقب؟
أم دخلت لتنسج علاقات جديدة لتغطية دخول عملتها في سلة عملات دولية لتصنع وتخلق الطلب على تبادل عملتها كعملة تداول مباشر عالمية مقبولة الصرف تمهيدا لتقديم كافة مستلزمات الخليج من الصناعات والتي سيضطر الخليج لها بعد خفض الميزانيات تبعا لخفض الموارد بسبب النفط وانهيار أسعاره مما سيجعل تكلفة السلع الغربية فوق قدرة المستهلك الخليجي؟
أم دخلت الصين لتكون شريك رئيسي في الخطط المستقبلية بشأن الخليج وتركيا والتي لم تبدأ بعد وتكون شاهد على إنشاء دولة كردية؟
الأمر في النهاية مفتوح على كل الاحتمالات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق