النظرية الجنسية بين فرويد ومحمد قطب
ولد سيغموند شلومو فرويد (6 مايو 1857، وتوفي 33 سبتمبر 1939) لأسرة يهودية، وهو أحد العلماء الذين أسسوا علم النفس، وأسسوا عيادات المعالجة النفسية عن طريق «علم النفس التحليلي».
لقد اعتبر فرويد أن الجنس هو أكبر طاقة تحرك الإنسان، وسماه (ليبيدو)، وجعل الجنس أصل علاقة الولد بأمه، والبنت بأبيها، ومن هنا نشأت «عقدة أوديب» وعقدة «ألكترا».
وقد أصّل لإباحة الزنا فاعتبر أن الطاقة الجنسية يجب أن تصرف عن طريق العلاقة بالأنثى، وإلا فإنه سيكون هناك كبت، وسيورث الكبت «عقدًا نفسية» للإنسان، لكن خير من رد عليه ووضح خطأ نظريته هو محمد قطب رحمه الله في أكثر من كتاب أبرزها «الإنسان بين المادية والإسلام»، فاعتبر محمد قطب أن امتناع الشخص عن الوقوع في الزنا، والانتظار من أجل أن يصرف طاقته الجنسية عن طريق الزواج لا يسمى «كبتًا» بل يسمى «ضبطًا».
وهو لا يؤدي بالضرورة إلى العقد، لأن العقد النفسية لا تتولد من امتناع الإنسان عن الزنا، بل تتولد من القول أن هذا الأمر وهو شهوة النساء لا يحق له التفكير به مثل ما قالت المسيحية، فهي اعتبرت أن اشتهاء المرأة حرام، وأن المسيحي يقع في الإثم عندما يفعل ذلك، في حين أن الإسلام قد اعترف بهذه الشهوة، واعترف بضرورة الاستجابة لها، ولكنه حدد ذلك عن طريق الزواج، وحرم ما سوى ذلك، وقول المسيحية هو الذي يسمى كبتًا، ويؤدي إلى العقد النفسية، في حين أن قول الإسلام يسمى ضبطًا ولا يؤدي إلى عقد.
واعتبر فرويد أن الفن في كل صورة سواء أكانت رسمًا أم شعرًا أم قصة، إنما هو تصعيد للكبت الجنسي الذي يعانيه الفرد.
كما اعتبر الأحلام تعبيرًا عن الكبت الجنسي الذي يعانيه الفرد، وهي طريقة لتصريف الطاقة الجنسية، لكن محمد قطب رفض كل هذه التفسيرات، واعتبر أن الأحلام حسب حديث الإسلام عنها ثلاثة مستويات:
الأول: أضغاث أحلام، وهي الأحلام التي تأتي نتيجة اضطرابات جسيمة.
الثاني: حديث النفس، وهي الأحلام التي تأتي نتيجة تطلعات وأحلام الشخص في الوصول إلى أية أمان معينة.
الثالث: إلهام من الله، وهو ما حدث مع يوسف عليه السلام عندما رأى في المناح أحد عشر كوكبًا، والشمس والقمر رآهم له ساجدين، ثم تحققت الرؤيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق