ألو ألو .. أنا سلمان العودة !
علي أبوشملة الحكمي
عندما اطلعت على موضوع سلمان العودة ( تعرف أحد ) شعرت بالأسى مرة والتأسي مرة ..
فهذا العلم الـ فوقه نار والذي يعرفه القاصي والداني جلس على الأرض أشعث الشعر حاسر الرأس يتكلم بمرارة عن حالة إنسانية تمثلت في بنته وفلذة كبده عندما رآها بين الحياة والموت في إحدى الليالي وكان عاجزا عن إنقاذها في ظل لامبالاة وبيروقراطية المستشفيات مما جعله يتصل هنا وهناك وكل مرة يقول وهو مذعور على بنته : أنا سلمان العودة ! هل "تعرف أحد "؟ لعله يجد أذنا تعي وقلبا يخشع لينقذ ابنته .
فهذا العلم الـ فوقه نار والذي يعرفه القاصي والداني جلس على الأرض أشعث الشعر حاسر الرأس يتكلم بمرارة عن حالة إنسانية تمثلت في بنته وفلذة كبده عندما رآها بين الحياة والموت في إحدى الليالي وكان عاجزا عن إنقاذها في ظل لامبالاة وبيروقراطية المستشفيات مما جعله يتصل هنا وهناك وكل مرة يقول وهو مذعور على بنته : أنا سلمان العودة ! هل "تعرف أحد "؟ لعله يجد أذنا تعي وقلبا يخشع لينقذ ابنته .
هنا استشعرت المرارة بكل علقمها والأسى بكل حنظله ليس فقط لسلمان العودة بل لأولئك الناس الذين لو ذكروا أسماءهم عبر التلفون فلن يعرفهم أحد ولن يبالي بهم أحد وربما مات أطفالهم بين أيديهم وهم لا يلوون على شيء .
ثم تداعت لي الذاكرة -إن لم تخني -بقصة قرأتها عن فيلسوف فرنسي توصل إلى فكرة مفادها أن الإنسان يصارع في هذه الحياة وهو سيخسرها في النهاية فلماذا لا ينهيها مبكرا ؟
وطبق هذا المبدأ على زوجته الجميلة فخنقها بوسادة وهي نائمة سعيدة غارقة في أحلامها حتى يريحها من صراع خاسر في هذه الدنيا ثم نزل إلى الشارع منتصف الليل وأخبر أحد الجنود بأنه قتل زوجته ويطلب منه اتخاذ بقية الإجراءات ولأن أول إجراء يكون بالقبض عليه وإيداعه التوقيف بالسجن فلقد رفض الجندي أن يقبض عليه وقال لا أستطيع أن أقبض على فيلسوف فرنسا لكن سأخبر المسؤول المناوب والأكبر مني ليتصرف فلما أخبر الجندي رئيسه بالحادثة قال : ولا أنا أستطيع القبض عليه وهذه من صلاحيات من هو أكبر مني وهكذا بالتناوب أخبروا كل المسؤولين حتى وصلت إلى الوزير الذي قال لهم : ليس أنا من يأمر بالقبض عليه إنما سأخبر رئيس فرنسا .. فلما وصل الخبر للرئيس قال لهم لعله أصيب بالجنون فيودع المستشفى للعلاج لكنهم أكدوا له أنه بكامل قواه العقلية : فكان الرئيس يفكر ويذرع الغرفة طولا وعرضا مهموما فزعا .. فلم يجد أي مخرج لهذا الفيلسوف في القانون فقال : وا أسفاه وا أسفاه .. يا للعار ! إن فرنسا تقبض على عقلها وتودعه السجن !
وطبق هذا المبدأ على زوجته الجميلة فخنقها بوسادة وهي نائمة سعيدة غارقة في أحلامها حتى يريحها من صراع خاسر في هذه الدنيا ثم نزل إلى الشارع منتصف الليل وأخبر أحد الجنود بأنه قتل زوجته ويطلب منه اتخاذ بقية الإجراءات ولأن أول إجراء يكون بالقبض عليه وإيداعه التوقيف بالسجن فلقد رفض الجندي أن يقبض عليه وقال لا أستطيع أن أقبض على فيلسوف فرنسا لكن سأخبر المسؤول المناوب والأكبر مني ليتصرف فلما أخبر الجندي رئيسه بالحادثة قال : ولا أنا أستطيع القبض عليه وهذه من صلاحيات من هو أكبر مني وهكذا بالتناوب أخبروا كل المسؤولين حتى وصلت إلى الوزير الذي قال لهم : ليس أنا من يأمر بالقبض عليه إنما سأخبر رئيس فرنسا .. فلما وصل الخبر للرئيس قال لهم لعله أصيب بالجنون فيودع المستشفى للعلاج لكنهم أكدوا له أنه بكامل قواه العقلية : فكان الرئيس يفكر ويذرع الغرفة طولا وعرضا مهموما فزعا .. فلم يجد أي مخرج لهذا الفيلسوف في القانون فقال : وا أسفاه وا أسفاه .. يا للعار ! إن فرنسا تقبض على عقلها وتودعه السجن !
وشعرت بالتأسي عندما رأيت أن العودة بحجم مقامه وعلمه وفكره يعاني فكيف ببقية العامة من المواطنين لكن غضبي وحنقي جاوز حده عندما هاجم بعض المغردين سلمان العودة واتهموه بالسرقة للموضوع ضاربين بعرض الحائط كل الأخلاق والإنسانيات والمنطق والهدف من الموضوع لأغراض غير أخلاقية وظالمة في محاولة للنيل منه .. لا أدري أيّ عاقل سيصدق أن العودة تعجزه اللغة والأفكار والعلم والفكر والثقافة حتى يسرق من أحد ؟
لا أدري من يعبث بمقدرات الوطن وعقل الوطن ليبقي فئة من الخنافس الملونة تتسنم ذروة المشهد الثقافي ؟ لا أدري كيف سنرتقي بين الأمم ونحن نسيء لمن يحاول النهوض بالوطن إلى مصاف الأمم المتقدمة ؟
فعلا وا أسفاه .. إننا نهين ونسخر ونستهزئ بالعقول الصادقة والمخلصة للوطن سواء أكان العودة أم غيره !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق