الأربعاء، 29 مايو 2013

شرف المتمرد وفيلم مبارك عن مرسى


شرف المتمرد وفيلم مبارك عن مرسى
وائل قنديل

أما «شرف» فليس المقصود هو الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق الذى دب فيه الحماس على حين غرة ويتصدى الآن بشراسة لم نعرفها عنه لتنفيذ مشروع تطوير خليج قناة السويس، وهذا موضوع ليس مجاله الآن.

و «المتمرد» هو كل من يشارك فى الحملة التى تحمل اسم «تمرد» وتحدث صخبا إعلاميا هائلا هذه الأيام، وهى نوع من النشاط السياسى الذى يعبر عن حيوية بين فئات شعبية تعبر عن غضبها واحتجاجها بوسائل جديدة ومتجددة ومستحدثة أثارت إعجاب رجل بتاريخ الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم فكشف فى حوار تليفزيونى أنه وقع لوحده ١٦ مرة على ١٦ استمارة تمرد تضامنا مع هؤلاء الشباب.

ما كشفه نجم تليفزيونيا أثار دوائر الدهشة المثارة أصلا من الأرقام الفلكية التى يتحدث عنها القائمون على الحملة فى صحف سيارة وصحف «بيارة» أيضا، ويؤكد استحالة الوصول إلى تقديرات علمية موضوعية لحجم الاستجابة لهذه الدعوات.. غير أن ذلك ــ من أسف ــ يشير أيضا إلى إشكالية أخلاقية فى جوهر هذه الحركة، ويضعها فى مرمى اتهامات بالتزييف والتدليس وصلت إلى النيابة العامة الآن.

وبالأمس فوجئ كثيرون من أصدقاء أعرفهم بأن أسماءهم وبياناتهم منشورة على الموقع الإلكترونى كمؤيدين للحملة دون أن يتحدث معهم أحد أو يستأذنهم فى الزج بأسمائهم فيها، وتبين أن قوائم الموقعين على بيان التغيير ضمن حملة المليون توقيع التى تبناها الدكتور محمد البرادعى والجمعية الوطنية للتغيير انتقلت بقدرة قادر وبترتيب الأسماء إلى قوائم حملة تمرد، وعلى عهدة أحد الأصدقاء كان من بين الأسماء اسم الدكتور محمد البلتاجى القيادى بحزب الحرية والعدالة والإخوانى المعروف.

وإذا كان هذا الأمر قد دفع بعض الموقعين رغم أنفهم للتفكير فى اتخاذ إجراءات قانونية، فإنه بالنسبة لى يثير الأسى على هذا النوع الجديد من الغضب والاحتجاج والذى لا يعبأ كثيرا بأن توجد له أرضية أخلاقية تقترب فى نقائها واتساقها من أرضية الغضب الذى سطع فى ثورة ٢٥ يناير..
فإن تتمرد وتسعى للتغيير بالحد الأقصى، فهذا شىء جيد وإيجابى ومشروع، لكن من المهم للغاية أن يبقى هذا الغضب شريفا منزها عن قيم الشطارة والمزايدات التى تهيمن على المشهد السياسى والإعلامى هذه الأيام.

ومن علامات «الفهلوة» والمزايدات السياسية اللطيفة أيضا أن تسمع أن عاملين بالتليفزيون المصرى تمردوا ورفضوا المشاركة فى إنتاج فيلم وثائقى عن الرئيس محمد مرسى بمناسبة مرور سنة على حكمه، وهذا فى ظنى تمرد وانسلاخ كامل عن المهنية لأن الحدث بصرف النظر عن تأييدك أو معارضتك للرئيس يستحق المعالجة الإعلامية، فهذا أول رئيس بعد ثورة ومنذ اليوم الأول لتوليه الحكم والبلد فى حالة احتقان وغليان ومن ثم ألف باء المهنية تدعو أى إعلامى لوضع هذه السنة تحت مجهر الرصد والتحليل والتقييم.. 
غير أنها رياح المزايدة والمكايدة وادعاء البطولة تدفع بعضهم للتلويح بأعواد من الحطب متصورين أنهم بذلك عناترة أشداء لا يشق لهم غبار.

وعلى عهدة زميلنا حاتم جمال الدين فإن عددا من شباب قناة النيل للأخبار رفضوا العمل فى مادة الفيلم وأبلغوا رئيس القناة (على مبارك) أنهم لن يشاركوا لأنهم يرفضون العودة للإعلام الموجه.. هكذا مرة واحدة رغم أن سيناريو الفيلم لم يكتب بعد ولم يعرف كيف سينفذ.

أبطال فعلا.. لكن أين المعركة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق