الثلاثاء، 21 مايو 2013

إنجلترا ترفع راية التوحيد

 إنجلترا ترفع راية التوحيد


شريف عبد العزيز الزهيري 
shabdazizabd@hotmail.com

الخبر : أظهرت أحدث الدراسات السكانية أن النصرانية تندثر في انجلترا ، وأن نصارى انجلترا سيصبحون أقلية خلال عشر سنوات ، لصالح الإسلام الدين الأكثر انتشارا في انجلترا 

التعليق:
 هل يعرف المسلمون من هو " Offa Rex " وبالعربية " أوفا ركس " ؟ 
أوفا ركس هو ملك مرسيا بإنجلترا الذي كان من أعظم حكام أوربا بالقرون الوسطى، ولكن الكنيسة جعلت المؤرخين يتجاهلونه بسبب إسلامه؛ مما تسبب في قلة المصادر التي تتحدَّث عنه, رغم مساهمته في توحيد الممالك الأنجلوساكسونية السبع سنة 757 ميلادية , وجهوده في الإنعاش الاقتصادي ونشر الأمن  ، كانت علاقات الملك أوفا ركس مع الدولة العباسية قوية؛ مما مهَّد لإسلامه، وإن كنا لا نعرف تحديدا كيف دخل في الإسلام وقصة إسلامه بالتفصيل؛ وذلك لإخفائه الأمر في البداية، ثم لحرص الفاتيكان والمؤرخين الصليبيين على إخفاء الحقيقة بعد ذلك بتجاهلها، بل وتجاهل شخص الملك نفسه رغم عظمته في تاريخهم.

قام الملك أوفا ركس بسكِّ عملة جديدة بدلاً من عملته القديمة التي تحمل صورته, وجعل عملته الجديدة تحمل عبارة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) على أحد الوجهين، وعلى الوجه الآخر: (محمد رسول الله)؛ وذلك في إعلان صريح عن إسلامه, ولا توجد قطعة من هذه العملة إلا محفوظة بالمتحف البريطاني . 

انجلترا تحتفظ بتاريخ حافل من العداوة والكراهية للعالم الإسلامي ، فانجلترا كانت ومازالت صاحبة المركز الأول في العداوة والتآمر والكيد ضد العالم الإسلامي ، وثبت جرائمها بحق الإسلام والمسلمين متخم ومزدحم بالمشاهد والمواقف السوداء ، ودفتر أحوالها العدائية ضد العالم الإسلامي يجعلها الأكثر نكاية وتفتيتا للأمة المسلمة ، وخلف كل مصيبة وقعت للعالم الإسلامي ؛ فتش عن انجلترا . 

فمنذ بروز اسم ريتشارد قلب الأسد ملك انجلترا في الحملة الصليبية الثالثة سنة 586 هـ ـ 1191 م وانجلترا هي القاسم المشترك الأعظم في كل النوازل الكبرى التي وقعت في الأمة الإسلامية ، فانجلترا هي التي أسست مملكة قبرص الصليبية لتواصل الكفاح ضد العالم الإسلامي بعد خفوت صوت الحروب الصليبية في أوروبا ، وانجلترا هي التي حمت مملكة رودس الصليبية وجماعة فرسان المعبد لتكون شوكة تهدد دائما سواحل العالم الإسلامي ، وانجلترا هي التي تآمرت مع روسيا القيصرية وفرنسا على الخلافة العثمانية وأضعفتها شيئا فشيئا ، وعملت على تفتيتها وتبنت حركات التمرد والانفصال في أطرافها ، فهي التي دعمت الثورة العربية التي قادها الشريف حسين ، وأدت لانفصال الشام عن الدولة العثمانية ، ولما تم لها ما أرادت أخذت في اقتناص أطراف الدولة طرفا بعد طرف ، فقد دعت انجلترا إلى مؤتمر سري عقد في لندن عام 1905م.. حضرته جميع الدول الاستعمارية وهي: انكلترا وفرنسا وايطاليا واسبانيا والبرتغال وبلجيكا وهولندا ، والهدف من عقد المؤتمر تشكيل جبهة استعمارية من الدول الأوروبية لمواجهة التحالف الناشئ بين الدولة العثمانية وألمانيا ، ولتحقيق بعض الأهداف التوسعية في أفريقيا وآسيا. وتشكلت من المؤتمر لجنة عليا توالت اجتماعاتها حتى عام 1907م، وأطلق عليها (لجنة كامبل) ، انجلترا احتلت أهم الولايات العربية المسلمة التابعة للدولة العثمانية ، فاحتلت مصر والعراق وفلسطين والأردن والسودان ، كما احتلت الهند ونيجيريا وتنزانيا أو زنجبار وقبرص . 

أما أعظم وأكبر جنايات انجلترا على العالم الإسلامي فتمثل في زرع الخنجر اليهودي في قلب الأمة الإسلامية ، فانجلترا تعتبر بلا ريب الراعي الرسمي المسئول عن قيام الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين المباركة ، فقد توالت مؤامرات انجلترا ضد العالم الإسلامي ، ففي عام 1909م أسقطوا السلطان عبد الحميد الحارس الأمين لدولة الخلافة الذي رفض بيع فلسطين مقابل كل ذهب اليهود ، وفي عام 1916م تآمرت انجلترا مع فرنسا وروسيا على تقسيم المنطقة العربية والإسلامية (سايكس – بيكو) وافتراسها بعد ذلك ، وفي عام 1917م قامت انجلترا بإعطاء فلسطين لليهود ليقيموا عليها دولة اللقيطة (وعد بلفور)، على أساس أن فلسطين بلد بلا شعب وأن اليهود شعب بلا أرض ، وفي عام 1923م وقعوا معاهدة لوزان وهي المعاهدة التي نصت على استبعاد الإسلام من حياة الأمة المسلمة وتطبيق العلمانية المعادية للدين في ديار المسلمين ، وفي عام 1924م اسقطوا الخلافة العثمانية ، ومع بروز قوة أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية ، خفت الدور الانجليزي في الحرب ضد العالم الإسلامي ، واكتفت انجلترا بلعب دور المستشار الفني لأمريكا ، لما لانجلترا من رصيد ضخم للتجربة التآمرية ضد العالم الإسلامي . 

بعد كل هذا التاريخ الطويل من التآمر والكيد للإسلام والمسلمين والعالم الإسلامي ما الذي جري لانجلترا ؟ 
انجلترا اليوم وبعد كل هذه القرون من العمل ضد الإسلام والمسلمين تجري عليها السنن التي جرت من قبل على كل أعداء الإسلام بعد أن اختلطوا بهم ، اليوم تمر انجلترا بنفس الدور الذي مر به التتار من قبل الذين اكتسحوا العالم الإسلامي ابتداء من سنة 614 هـ فأبادوا ودمروا حواضر الإسلام الكبرى في المشرق حتى انتهوا إلى بغداد عاصمة الخلافة العباسية سنة 656 هـ فدمروها تدميرا كلية في تراجيديا لم ير الزمان مثلها ، ثم لم يمض عليهم سوى ثلاثين عاما حتى دخلوا في دين الله أفواجا ، وأصبحوا أكبر قوة حامية وداعمة للإسلام والمسلمين . 

الإحصائيات المتوالية من شتى الجهات المتخصصة في انجلترا أجمعت على أن القرن الحالي لن ينصرم حتى تكون انجلترا إحدى دول العالم الإسلامي ، فقد حذرت الأرقام الرسمية من أن النصرانية قد تواجه انهيارًا كارثيًا في انجلترا ، مشيرة إلى تراجعها بوتيرة تزيد عن 50 % على ما كان يُعتقد في السابق. وتبين دراسة جديدة لمعطيات الإحصاء السكاني في انجلترا في العام 2011 أن عقدًا من الهجرة الجماعية ساهم في تمويه حجم انخفاض عدد معتنقي النصرانية  بين السكان المولودين في بريطانيا، حيث انضم 1.2 مليون نصراني مولودين خارج انجلترا ، بينهم كاثوليك بولنديون وإنجيليون من بلدان مثل نيجيريا، وهذا تسبب بتمويه حجم الانخفاض بين المسيحيين المولودين في بريطانيا، وكشفت الدراسة أن عدد الذين يعتبرون أنفسهم مسيحيين من المولودين في انجلترا انخفض في الحقيقة بواقع 5.3 أشخاص أو بنسبة 15 % في غضون عشر سنوات، بينما ارتفع عدد المسلمين في انجلترا ومقاطعة ويلز بنسبة 75 %،وفي حين أن زهاء نصف المسلمين البريطانيين هم دون سن الخامسة والعشرين، فإن نحو ربع المسيحيين يزيد أعمارهم على الخامسة والستين، بحسب الدراسة نفسها. ويبلغ متوسط عمر المسلم البريطاني 25 عامًا، أي نصف عمر النصراني الانجليزي . 

هذا التحول المتوقع في حركة التاريخ الإنساني على أرض رائدة العداوة والتآمر ضد العالم الإسلامي يؤكد على سنة ربانية قاضية وحقيقة تاريخية ماضية ، وهي أن منهج الإسلام ومبادئه وذاتيته الحركية والحضارية أكبر وأعظم من كل محاولات النيل منه ، وأن القدرة الفائقة لدى الإسلام في احتواء كل الثقافات والحضارات حتى المعادية منها ، تؤكد على مدى حاجة البشرية لفهم هذا الدين ومنهجه ودلالاته ، فالإسلام هو طوق النجاة الوحيد الباقي لنجدة البشرية جمعاء قبل الغرق في طوفان الإلحاد والضياع  ، فياله من دين لو كان له رجال !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق