الخميس، 23 مايو 2013

مطلوب من الرئيس مرسي أن يعالج أخطاء 3 رؤساء و46 عاما، في عام واحد


مطلوب من الرئيس مرسي أن يعالج أخطاء 3 رؤساء و46 عاما، في عام واحد

الكاتب: أحمد فهمي 
ــــــــــــ شبه "جريرة" سيناء ــــــــــ

هل تذكرون المحاضرة الشهيرة عن "الجيل الرابع من الحروب" التي ألقاها البروفيسور ماكس مانوارينج في معهد دراسات الأمن القومي بالكيان الصهيوني؟
ذاك الجيل من الحروب الذي يعتمد على إفشال الدولة بالريموت كنترول، بالبحث أولا عن نقاط رخوة داخل الدولة، ثم العمل على زيادة رخاوتها، حتى تتسبب في شل حركة الدولة بأسرها..
سيناء من النقاط الرخوة في جسد الدولة المصرية، وهذه الرخاوة نتجت أولا بسبب سياسات عبد الناصر الذي قدم "سيناء" هدية مجانية لليهود، ثم سياسات السادات الذي وضع الأوراق كلها بيد أمريكا، ثم سياسات مبارك المدمرة للمجتمع السيناوي ثلاثين عاما متتالية..


الآن مطلوب من الرئيس مرسي أن يعالج أخطاء 3 رؤساء و46 عاما، في عام واحد..
فلسفة الجيل الرابع من الحروب، لا تفتعل بالضرورة أزمات لم تكن موجودة، بل هي تنطلق من أزمة حقيقية فتوسعها، وتعيد تشكيلها وتوجيهها بأيدي محلية، لتكون رأس حربة في قلب النظام والاستقرار..
التناغم الواضح في الحركة ما بين محطة الإمارات –خلفان- والمحطة المصرية المتمثلة في وسائل الإعلام وبعض القوى السياسية، التي تتحرك فيما يبدو وفق رؤية واضحة مبرمجة، هذا التناغم يثبت أن القيادة العامة لمؤامرة إحباط بناء الدولة المصرية، تعمل بمنتهى الجدية، وبمنتهى النمطية أيضا..


ما يجعل سيناء منطقة مثالية لـــ"الجيل الرابع من الحروب" أنها مفتوحة أمام عدد من الفواعل السياسية: الرئاسة، الجيش، الجهاديين، حماس، اليهود.. وغيرهم..
كل هؤلاء إما لهم دور، وإما يزيف لهم دور لأسباب معروفة، وهذا يعني أن أي معالجة حقيقية لأزمة سيناء لن يكتب لها النجاح ما لم يتقلص التأثير السلبي لبعض هذه الفواعل..
أي صراع يكون له اتجاهات أربع: التصعيد، الاستقرار، الانكماش، الذوبان..
قد يكون من الصعب إذابة الصراع في فترة محدودة، لكن على الأقل يمكن حرمان الخصم من التصعيد، والعمل على استقرار الوضع مؤقتا، حتى تحين الفرصة المناسبة لينتهي تماما..


الهروب من التعامل المباشر مع محركات الصراع، عن طريق التعامل مع البيئة المحيطة به، لن يفيد كثيرا، فالعوامل التي يتم استغلالها لتصعيد الأزمة في سيناء معروفة للجميع، وهي التي يجب محاصرتها فورا دون إبطاء، الحل في إعادة الإعمار الفورية، وتحويل سيناء إلى منطقة جذب سكاني يتناسب مع إمكاناتها الهائلة..


بصفة عامة فإن تلك الأزمة، من النوع الذي يثير القلق، دون أن تكون له قدرة حقيقية على التأثير المباشر في البوصلة السياسية، هو مجرد حدث معطل يأخذك بعيدا لفترة..


"جريرة" سيناء أنها "سيناء" ،
هي معبر لفلسطين، حيث الصراعات،
وهي معبر للمستقبل، حيث الثروات..


لن نستطيع محو هذه "الجريرة" مرة واحدة، فلنجعلها أولا "شبه جريرة" كما هي "شبه جزيرة"..
فالقوم لن يتركونا نعيد توزيع انتشارنا داخل بلدنا بهذه السهولة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق