الأحد، 26 مايو 2013

أخجلتنى أيتها الأخت السورية

أخجلتنى أيتها الأخت السورية 
فراج اسماعيل


أخجلتني أخت من وادي بردى في ريف دمشق الذي يتعرض لحملة إبادة جماعية لا تحظى بالتغطية الإعلامية، وملأت قلبي حسرةً وألمًا حين ذكرتني في رسالة على بريدي الإلكتروني بأني لا أُظهر اهتمامًا في مقالاتي بما يحدث في سوريا العزيزة وأنا الذي جبت البلاد التي تعرض فيها المسلمون للذبح على الهوية وكتبت عنها تحقيقات مصورة كانت مادة لخطباء المساجد كالبوسنة والهرسك وأفغانستان والشيشان وكوسوفو وغيرها. صحيح أنني أصبحت كهلًا مفتقدًا لحماس الشباب الذي ملأني في تلك الأيام حين كنت أسافر وأغامر معرضًا نفسي للموت حين استهدفتني رصاصة من دبابة صربية ضلتني وأصابت زميلًا دانماركيًا كان يرافقني أثناء تصويرنا لمذبحة في مسجد قرب سراييفو، لكن هذا ليس عذرًا ولا مبررًا.
المذابح في سوريا تبث على الهواء، تقتحم غرف نومنا واستراحاتنا ومطاعمنا، ولا يحتاج الأمر لمغامرة أو تعريض النفس للموت، فقط نكتب ونذكر أنفسنا والعالم بأن شعبًا كاملًا يذبح ويتعرض للإعدامات الجماعية على يد ميليشيات حزب الله الذي كشف عن وجهه القبيح بأنه حزب طائفي وليس قوميًا ولا إسلاميًا ولا مقاتلًا ضد الصهيونية ولا أي اسم من تلك التي صدعنا بها وصدقها البعض.
في القصير مذبحة طائفية يروح ضحيتها الأبرياء السنة، فيما العالم العربي والإسلامي يقف متخاذلًا لا يحرك ساكنًا بحجة أنه يخشى استنساخ تجربة أفغانستان والعراق وولادة ظاهرة "السورنة" قياسًا على الأفغنة والعرقنة.
 يلعب الإعلام دورًا خطيرًا ومساهمًا في تلك المذابح التي يقترفها حزب الله والحرس الثوري الإيراني، بالترويج للمخاوف من القاعدة وجبهة النصرة، وتقسيم المعارضة إلى متطرفين إسلاميين وجيش حر.

الكراهية للإسلاميين التي تحرك طوائف المعارضة المصرية لم ترحم النساء السوريات اللائي جئن لدولة كانت توأمًا لبلدهن في الجمهورية العربية المتحدة.

إنه السبب الوحيد الذي جعل حمدي الفخراني القيادي بجبهة الإنقاذ يصف بشار الأسد بالبطل ويشارك في وقفة تأييد له.

لا أدري كيف لناصري يرفع شعار الثورة في القاهرة أن يفعل ذلك إزاء شعب شقيق حمل جمال عبدالناصر بسيارته على الأكتاف أثناء زيارته الشهيرة لدمشق بعد الوحدة!
يعترف الفخراني بأنه التقى بعض الأسر السورية– طبعًا من الشبيحة المتسللين- الذين أخبروه أن في سوريا جماعات إرهابية سلفية تابعة للجيش الحر وجبهة النصرة لديها مبدأ واحد: "من ليس معنا فهو كافر وعليه دفع الجزية ومن لا يدفعها يقومون بذبحه".. من يصدق إذن أن أمثال هذه الأطياف من المعارضة المصرية تحكم مليونياتها أهداف نبيلة؟!

 ابنة حمدي الفخراني "عبير" قامت بوضع صورة بشار الأسد على صفحتها الشخصية بالفيسبوك دون أن يحرك نخوتها الثورية صراخ المغتصبات السوريات اللاتي يتعرضن لعشرات أضعاف ما تعرض له مسلمات البوسنة على أيدي الصرب.

صحف الإثارة وقنوات الليل في القاهرة عرضت إحصائية بحدوث 12 ألف حالة زواج بين مصريين وسوريات، ولإكسابها المصداقية نسبتها للمجلس القومي للمرأة الذي نفاها بصورة قاطعة.

أغضب ذلك السوريين وكاد يفجر حالة من النفور والكراهية للشعب المصري تضيع جهوده في استضافة الأشقاء.

 كشف المجلس القومي للمرأة حقيقة الاحصائية، فقد أصدرها الاتحاد العالمي للمرأة المصرية بأوروبا ومقره امستردام، وفيها أن الزيجات تتم مقابل 500 جنيه للزوجة في مدن 6 أكتوبر والقاهرة الجديدة والعاشر من رمضان ومحافظات الإسكندرية والدقهلية والغربية وقنا.

 إعلام الإثارة عندنا روج تلك الأكاذيب باعتبارها "اغتصاب شرعي باسم الدين" فأصاب مشاعر السوريين في مقتل على حد ما ورد في ندوة نظمتها جريدة "الأهرام المسائي" حضرها معارضون ونشطاء حقوقيون من سوريا.

بالتحري عن الاتحاد العالمي للمرأة المصرية تبين أن العارية علياء المهدي تعمل فيه وفقًا لمعلومات عضو الائتلاف السوري مازن البلخي.

إذا كانت بعض قيادات جبهة الإنقاذ يعلنون مناصرتهم للقاتل بشار الأسد كراهية في الإسلاميين 

فالسوريون الذين أتوا مصر طلبًا للأمان والحماية يتعرضون لحملة تشويه للسبب ذاته لأن مساجد تابعة للجمعية الشرعية بالسادس من أكتوبر وكرداسة وغيرها تقوم باستضافتهم وتوصيل المساعدات إليهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق