الأحد، 17 أغسطس 2014

أثر المقاومة على الكيان الصهيوني

أثر المقاومة على الكيان الصهيوني


محمد سيف الدولة
مهاجرون من إسرائيل، جنود صهاينة، محللون إسرائيليون، كتاب وأدباء عالميون، يهود غير صهاينة، كل هؤلاء وغيرهم قدموا شهاداتهم على امتداد سنوات طويلة عن طبيعة (إسرائيل) واعتداءاتها المتكررة، وعن المقاومة الفلسطينية وآثارها على هذا الكيان الصهيوني، وكيف تؤدى إلى تفككه ويأسه وهزيمته وسحب الشرعية الباطلة من تحت أقدامه.

وفيما يلي بعض هذه الشهادات، كما وردت في دراسة هامة بعنوان ((أثر الانتفاضة على الكيان الصهيوني)) للمفكر الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري، وسنشعر ونحن نقرأها وكأنها كُتبت اليوم تعقيبا على العدوان الصهيونى الأخير. ولعلها تساعدنا فى رسم صورة لحقيقة ما جرى ويجرى بعد كل انكسار للعدو الصهيونى أمام صمود ومقاومة الشعب فى فلسطين، وتمثل حافزا إضافيا لدعم بلا حدود لنضال الشعب الفلسطينى الذى لم يتوقف منذ قرن من الزمان :

شهادة مهاجر من اسرائيل


((لم يكن الأمر هينا، لقد استغرقنى أعوام من الانفجارات وأعمال القتل، من الأحزان والآمال، من المجادلات والقلق، لكننى فى النهاية انهرت. سئمنا ان نجدهم فى كل مرة نفتح المذياع يتحدثون عن انفجارات، عن دماء، عن موت، عن جنائز. هذا هو الواقع صراحة. ولست فخورا بذلك، ولا اعتبر هذا شعارا لى ولكن من المستحيل ان تقولوا لنا عليكم ان تبقوا هنا ما دام من المستحيل ان تضمنوا لنا حياتنا. اريد ان امنح اسرتى اقصى قدر ممكن من السعادة. الجميع يعتقد انه لا مجال نتقدم نحوه..المشكلة هى اننا على مدى السنوات الثلاث والخمسين الماضية لم ننجح فى ضمان امننا. هذا هو سبب الرحيل..الحل هو الرحيل وليس تغيير السلطة)) ـ (عاموس ساهر، مستوطن اسرائيلى قرر ان يهاجر من إسرائيل بعد انتفاضة الأقصى)

اليأس من القضاء على المقاومة


((فلنتخيل أن كل الأوهام تحققت، وقبضنا على كل الإرهابيين، وصادرنا كل الأسلحة، وحطمنا كل مصانع السلاح..فهل سيكون لهذا أي تأثير؟ هل يشك أحد انه فى الصباح التالى ستظهر مصانع سلاح أخرى ستنتج المزيد من الأسلحة؟..هل يشك أحد في أن هناك مئات من الفلسطينيين الآخرين سيعلنون مجددا أنهم على استعداد أن يشنوا هجوما على إسرائيل ؟ هل نفذ خزان الانتحاريين من نابلس وقطاع غزة؟)) ـ (يوزى بنزمان - هارتز )

الاعتراف بالهزيمة

((يدخل ملاكمان الحلقة: واحد منهما بطل الوزن الثقيل، والآخر وزن الريشة. ويتوقع الجميع أن يقوم البطل بتسديد ضربة قاضية تقضى على غريمه الهزيل فى الجولة الاولى.

ولكن بأعجوبة تنتهي الجولة الأولى، والضربة القاضية لم تسدد بعد، ثم الجولة الثانية، ويستمر نفس الوضع. وبعد الجولتين الثالثة والرابعة لا يزال خفيف الريشة واقفا، مما يعنى انه هو الرابح الحقيقي، لا بالضربة القاضية ولا بالنقط، وإنما لمجرد انه لا يزال واقفا ومستمرا فى الصراع مع غريمه القوى )) ـ (يورى افنيرى)

الاعتراف ببربرية الكيان الصهيوني ووحشيته ـ شهادة جندي صهيوني


((كنا نتسلى بمنع عربات الاسعاف التى تحمل المرضى والجرحى من المرور. ولقد رأيت أشخاصا يموتون بسبب الفشل الكلوي والأزمة القلبية، ورأيت بعض الحوامل يقضين حتفهن أثناء الولادة، كنا نستيقظ أحيانا فى منتصف الليل ونركب دبابة مع جنود آخرين، وندخل في المدن والقرى الفلسطينية قبل بزوغ الفجر ونمطر الاسر الفلسطينية النائمة فى منازلها بالقذائف.

وأحيانا كنا نقوم بغارات قبل الفجر ونندفع داخلين الى منازل الفدائيين لنلقى القبض عليهم او لنقتلهم امام اعين زوجاتهم وأطفالهم. وأحيانا أخرى كنت أقود بلدوزر إسرائيلي لأحطم منازل وأحلام قاطنيها، وأحيانا أخرى كنت اجتث اشجارا استغرق نموها عدة أجيال، وكم كنت أحب اتلاف الارض الزراعية. وكنت احيانا اطلق الرصاص الحى على المتظاهرين المسالمين. لكن اكثر الاعمال التى كنت احبها هو اطلاق النار على الاطفال الفلسطينيين الذين يتجاسرون على القاء الحجارة على. فى هذه الحالة كنت اصوب رصاصي على رؤوسهم وقلوبهم، ثم أتفاخر بأنني قتلت الكثيرين وأصبت عددا اكبر بعاهات مستديمة، فقد كنت أؤمن ايمانا جازما بأن حياة إسرائيلي واحد تساوى حياة ألف فلسطيني. وإن أبدى الفلسطينيون أي شكل من أشكال المقاومة كنا نلجأ للعقاب الجماعي!

ودعايتنا الصهيونية فى غاية الكفاءة. لقد اقنع الإسرائيليون العالم أننا نحارب دفاعا عن أنفسنا ضد عدو فلسطيني لا يريد سوى أن يقذف بنا إلى البحر. ولكن الأشياء ليست كما تبدو. إن العالم لا يعرف أن الإسرائيليين هم الذين يحاولون إبادة الشعب الفلسطيني. ونحن بمقدورنا أن نفعل ذلك بسهولة ويسر بسبب دعم أصدقائنا الأمريكيين الذين يساعدونا بغض النظر عما نقوم به ويعطونا خمسة بليون دولار كل عام ويزودوننا بآخر الأسلحة والطائرات. نحن لا نريد السلام فنحن نريد المزيد والمزيد من الأرض العربية حتى تصل امبراطوريتنا إلى منتهاها......الإرهاب لعبتي، والقتل أسمى، لا أشعر بأي ندم على ما فعلت لأن روحي ماتت، وأعرف أنه لا يوجد أي مجال لأن أنال الخلاص)) ـ (اعترافات الجندي الصهيوني عاموس)

اهتزاز الثقة في المشروع الصهيوني

هل بإمكانكم أن تأتوا بمثال واحد من التاريخ نجح فيه شعب في السيطرة على شعب آخر لفترة طويلة؟ هل تعرفون مكانا واحدا في العالم يعيش فيه بشر دون حقوق إنسان مثل الفلسطينيين؟ ـ ابراهام يهوشع ـ يديعوت احرنوت

((إن الانتفاضة هي حرب التحرير التي يخوضها الشعب الفلسطيني. فالتاريخ يعلمنا أن لا توجد أمة على استعداد أن تعيش تحت هيمنة شعب آخر وإن حرب التحرير التي يخوضها شعب مضطهد ستنجح حتما والإسرائيليون كقوة احتلال يقتلون الأطفال ويقومون بتنفيذ حكم الإعدام في أشخاص مطلوبين دون محاكمة. لقد أقمنا الحواجز التى حولت حياة الملايين إلى كابوس..إن علما أسود يرفرف فوق أفعالنا ))ـ مايكل بن مائير ـ هارتس

((إن الفلسطينيين يعرفون أن قوتهم العسكرية أقل بأضعاف من القوة الاسرائيلية .. ولكنهم يؤمنون من الناحية الأخرى بتفوقهم السياسي والأخلاقي )) جرشون باسكين ـ المدير العام المشترك للمنظمة الاسرائيلية الفلسطينية للبحوث والمعلومات

ايقاظ الضمير العالمي ـ شهادة أدباء عالميين


((استندت نظرية المجال الحيوي الصهيونية إلى أن اليهود شعب بلا أرض، وأن فلسطين أرض بلا شعب، هكذا قامت الدولة الإسرائيلية غير المشروعة فى 1948. فلما تبين أن هناك شعبا، وأن في فلسطين شعب يسكن في أرضه، كان من الضروري حتى لا تكون النظرية مخطئة إبادة الشعب الفلسطيني وهو ما يتم بصورة منهجية منذ أكثر من خمسين عاما.

هناك بلا شك أصوات كثيرة على امتداد العالم تريد أن تعرب عن احتجاجها ضد هذه المجازر المستمرة حتى الآن، لولا الخوف من اتهامها بمعاداة السامية أو إعاقة الوفاق الدولي. أنا لا أعرف هل هؤلاء يدركون أنهم هكذا يبيعون أرواحهم في مواجهة ابتزاز رخيص لا يجب التصدي له سوى بالاحتقار، لا أحد عانى في الحقيقة كالشعب الفلسطيني، فإلى متى نظل بلا ألسنة؟

أطالب بترشيح آرييل شارون لجائزة نوبل فى القتل. سامحوني إذ قلت أنني أخجل من ارتباط إسمى بجائزة نوبل. أنا أعلن عن إعجابي غير المحدود ببطولة الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الإبادة، بالرغم من إنكار القوى الأعظم أو المثقفين الجبناء أو وسائل الإعلام أو حتى بعض العرب لوجوده)) ـ (جابريل جارثيا ماركيث الكاتب الكولومبى)

((لم أكن أعرف أنه من الطبيعي أن يبحث طفل فلسطيني دمروا بيته عن كتبه ولعبه وسط الأنقاض، لم أكن أعرف أنه من الطبيعي تماما أن تزين الرصاصات الإسرائيلية جدران المنازل الفلسطينية، ولا أعرف أنه يلزم لحماية أقلية من الناس أن تصادر مزارع وأن تدمر محاصيل، ولا أن توفير الأمن لهذه الأقلية يقتضى احتجاز المئات عند نقاط التفتيش وحواجز الطرق قبل السماح لهم بالعودة إلى منازلهم منهكين، هذا إن لم يقتلوا..فهل هذه هي الحضارة، أيمكن أن نسمى هذه الأشياء ديمقراطية؟)) ـ (الكاتب البرتغالى ساراماجو الحائز على جائزة نوبل للادب)

بيان عدد من كبار المفكرين والمثقفين اليهود الفرنسيين

((هؤلاء الذين يبررون حق عودة اليهود إلى إسرائيل تحت دعوى "حق دم" يعود لآلاف السنين يرفضون حق العودة "حق الأرض" للفلسطينيين. وأصحاب المقامات الرفيعة في الأمم المتحدة تصالحوا وارتضوا الإذلال المفروض على السلطة الفلسطينية. وهؤلاء الذين يدعون إدارة العدالة الكونية يديرون رأسهم عن أعمال القتل خارج نطاق القانون، وإعدام السجناء دون وجه حق وجرائم الحرب التي يرتكبها آرييل شارون.

الاسرائيليون لديهم دولة ذات سيادة وجيش وتراب وطني، أما الفلسطينيون فهم محبوسون كالبهائم في معسكرات منذ نصف قرن معرضين للوحشية والإذلال، ومحاصرين على أرض من الأحزان في حجم مقاطعة فرنسية..إن الضفة الغربية مفخخة بالطرق الاستراتيجية ومثقوبة بنحو 700 نقطة تفتيش ومحاطة بالمستوطنات.

لا يمكن المساواة بين المحتل وبين من تحتل أرضه. الانسحاب غير المشروط للجيش الإسرائيلي من الأراضي المحتلة وتفكيك المستوطنات هو مجرد تطبيق لحق معترف به شكليا من الأمم المتحدة في القرارين 242 و 338 وحتى قرار مجلس الأمن 1042، ومع ذلك طلب بوش ضمانات من الضحايا.

شارون يعتقل ممثليهم، وينسف بيوتهم بينما تمنع قواته سيارات الإسعاف من الوصول للجرحى))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق