السبت، 29 نوفمبر 2014

تبرئة مبارك: دولته باقية وتتمكن والثورة مصممة على إسقاطها


تبرئة مبارك: دولته باقية وتتمكن والثورة مصممة على إسقاطها

المحرر السياسي

انتهت محاكمة ثورة 25 يناير وأدينت وبُرئ القتلة والفسدة. كانت البراءة متوقعة، لأن الذي يحكم الآن أكثر جرما وفتكا من مبارك وزبانيته وتعهد لمموليه ومحرضيه الخليجيين بما يسرهم.

ليس هناك قضاء ولا محاكم وإنما هو حكم العسكر كل البلاد تدار من غرفه المظلمة المغلقة، ولعلها فرصة لضخ دماء جديدة في الثورة. وتجاوز التراشق الإعلامي والإغراق في التلاوم والعتاب والتفاصيل والتوحد على زلزال ثوري كاسح.

والعسكر ضحك على الجميع أو على الأكثرية إذا استثنينا بعض النابهين ، فليس أمام الثوار الآن إلا التكتل متجاوزين العثرات بلا أي شروط مسبقة.

الثورة المضادة كانت دموية كاسحة مدعومة بشكل غير مسبوق إقليميا وخليجيا وصهيونيا والانقسام الثوري سهل المهمة.

ليس هذا وقت تلاوم وعتاب والرافض للتكتل الثوري تحت أي مبرر يُتجاوز والأولوية للالتحام مع المتظاهرين في الشوارع وضخ الدماء في عروق الثورة.

خسر الثوار الكثير ولم تخسر دولة مبارك شيئا، فلتُقلب المعادلة، فليس هناك من الثوار اليوم من يثق بخداع العسكر ولا من تقترب منه المخابرات الحربية إلا من باع نفسه وسلم عقله وقراره للعسكر.

ليس لدى الثوار ما يخسرونه بعد كل هذا الخداع والتيه والسذاجة والانقسام، فلا تفاوض مع العصابة ولا جلوس مع دموييها ولا استمالة ولا فرصة، وإنما هو زخم ثوري يجمع ولا يغرق في التفصيلات سيد قراره وأمره، إسقاط الانقلاب هو الجامع لكل حر شريف ثائر. وحكاية ثوري وإصلاحي أظن تجاوزها الشباب الثائر في الشوارع بقطع النظر عن منظومة تفكير قيادة الحرس القديم، ليس هناك إصلاحي في مواجهة حكم العسكر.

فلا استعلاء بوعي وفهم مدعى ولا عصبية لراية ولا حزبية ضيقة مقيتة وإنما هي ثورة عارمة تحدد مسارها بما يقرره ثوارها في الميادين وتسند بدعم التكتلات ثورية في الخارج، لا تنقصها الفكرة ولا الإبداع ولا تجديد الزخم ولا محطات التلاحم الثوري.

صنع العسكر المشهد منذ الثورة واستلموا الحكم من مبارك وكافأوه اليوم على صنيعه وأداروا "ملف الثورة" بمكر وخداع وحولوا الزخم والروح إلى مجرد ملف.

البراءة قذفت في قلوب وعقول كثير من الثوار حمم التصميم والاستدراك وتجديد العزم، فليكن إعلان البراءة اليوم بمثابة عهد ثوري جديد أكثر عمقا ووعيا.

والأهم في كل هذا، أن ما تعلمه الشعب المصري المسحوق من كل الذي جرى منذ انقلاب العسكر في يوليو إلى يوم إعلان براءة مبارك، لا أظن أنه تعلمه خلال العقود الستة الماضية، وهذا الوعي بحد ذاته أكبر غنيمة ومكسب للثورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق