السبت، 22 نوفمبر 2014

اليهود يعتدون والفرق الضالة تنهشنا


اليهود يعتدون والفرق الضالة تنهشنا

تتصاعد الاعتداءات اليهودية والصهيونية على المسلمين في غزة وسيناء وتتواصل جرائم اليهود والمستوطنين وممثليهم في الحكومة والبرلمان على المسجد الأقصى والمرابطين فيه، في ظل تفاقم وتضاعف العدوان المستمر للفرق الضالة على الأمة الإسلامية في عدد من البلاد.

ومما يزيد المشهد بؤساً وسخرية زعم قادة وخطباء الفرق الضالة أن تحرير فلسطين والأقصى هو هدفهم، وهو سبب ما يقومون به من عمليات وتفجيرات وصدامات!!

فها هم الشيعة من مختلف الأقطار وبزعامة إيران لا شعار لهم إلا (الموت لأمريكا والموت لإسرائيل)، ومنذ 35 عاماً لم يتجاوز قتلى الأمريكان واليهود على يد الشيعة والإيرانيين بضعة مئات، إلا أن عدد القتلى على أيديهم من المسلمين في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والسعودية والكويت يقرب من مليون!!ومن الفلسطينيين وحدهم قتل الشيعةُ منهم عدة آلاف في مخيمات لبنان على يد حركة أمل، وفي حي البلديات ببغداد على يد الميلشيات الشيعية، وفي مخيم اليرموك بدمشق على يد شبيحة الأسد وجيشه، ثم يتشدقون ويكذبون بملء أفواههم أنهم المجاهدون الحقيقيون لنصرة فلسطين وأهلها والقدس والأقصى.

والثمرة الحقيقية هي أن جرائم الشيعة تجاه المسلمين في عدد من البلاد تعد أكبر مشغلة لهم عن العدوان اليهودي بحق المسلمين والمسجد الأقصى، ولن يجد اليهود وإسرائيل وسيلة إلهاء لشغل المسلمين عن جرائمها ووحشيتها، أفضل ممّا يقوم به الشيعة.

كان العرب يعولون على العراق وسوريا لنصرة فلسطين، وكانوا يخافون من التدمير اليهودي لهما، فتكفل الشيعة بهذه المهمة، حتى أصبحا في حالة يرثى لها من الدمار والخراب والفشل والتفتت.

ورغم أن الشيعة يتسللون إلى البلاد السنية تحت ستار الوحدة الإسلامية، إلا أن التفريق والانقسام هو ما حققوه بجدارة وسابق تخطيط، فهم باسم الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب تسللوا لصفوفنا واستمالوا بعضاً من المسلمين، ثم جعلوا لهؤلاء المتشيعة والشيعة الأصليين مراكز للقوة والتأثير، ثم فصلوهم عن بقية المجتمع باسم الأوقاف الشيعية والمجالس الحسينية في الجانب الديني، ثم تمددوا في الساحة السياسية فكوّنوا لهم هيئات وأحزاباً طالبت بدايةً بكوتا لأنهم أقلية، ثم تضخم وزنهم السياسي باستخدام السلاح، واختطفوا اللعبة السياسية تحت شعار الثلث الضامن /المعطل في لبنان، أو المطالبة بالحقوق في البحرين، أو الأغلبية المظلومة في العراق، أو عجز الدولة في اليمن، فكانت المحصلة تفتيت المفتت، وتجزئة المجزأ، وعاشت شعارات الوحدة والأخوة الإسلامية، التي يجترها الأغبياء من المسلمين للآن!!

وأيضاً نجد اليوم الإباضية أحفاد الخوارج الأولين، ماضين بقوة لدعم وتمرير التسلل الإيراني الشيعي لداخل الجزيرة العربية، إما باتفاقيات ثنائية اقتصادية وسياسية، أو برعاية المفاوضات الأمريكية الإيرانية مع تهميش شركائها في مجلس التعاون!!

وبرغم أن عُمان جزء من مجلس التعاون الخليجي، إلا أنها ترفض وبشدة مواصلة الطريق للوحدة الكاملة، وتهدد بالانفصال إذا فرضت الوحدة!!

والعجيب هو هذا التناغم العجيب بين الرافضة والخوارج، برغم التاريخ الطويل من الصدام والقتال بسبب التناقض الكامل في الأسس والمنطلقات العقدية.

لكن يبدو أن عداوتهم للمسلمين تفوقت على عدائهما لبعضهما البعض، فمتى يفيق المسلمون لما يجري حولهم، ويدركون خطورة الفرق الضالة على دينهم ودنياهم؟

أما الخوارج الجدد من تنظيم داعش وجماعات التطرف كالقاعدة والسلفية الجهادية، فهي مصيبة جديدة تتزيا بزي الدين والالتزام، لكنها تورطت في التكفير للخصوم ثم القتل والتفجير والتنكيل، فضلا عمّا جلبته من كوارث ومحن للأمة، وكل هذا بسبب الجهل والطيش والتهور وقلة الخبرة عند المخلصين، وبسبب الخيانة والعمالة للمدسوسين بينهم وخاصة على مستوى القيادات.

فقد هب هؤلاء الشباب غالبا ونواياهم سليمة لدينهم وأمتهم، بل قاموا لخدمتها ونصرتها والدفاع عنها، لكن ضلت بهم الطريق فقد خدعهم العملاء أصحاب اللحى من عناصر الاستخبارات من عدة دول، فاصطدموا بالمسلمين من شعوبهم بدلا من المعتدين من الكفار، وما نعايشه اليوم في سوريا أصدق شاهد على ما نقول، فقد حاربت داعش فصائل المجاهدين أكثر من حربها للنظام النصيري، وقُتل من الثوار والمجاهدين أضعاف أضعاف الشبيحة، واحتلت من أراضى الثورة أكثر بكثير مما أخذت من النظام، وللأسف يبدو أن جبهة النصرة بدلاً من أن تتعلم من جرائم داعش، أخذت تقلدها، وهي في سبيلها لإعلان إمارتها الخاصة وتكرار كل خطايا داعش!!

وحين هبّ الشباب للجهاد كانوا يحلمون بنصرة الأقصى وحرب اليهود، والصراع مع الصليبيين الذين يدعمون إسرائيل، ومقاومة الرافضة الذين يعتدون على المسلمين.

لكن شياطين الإنس والجن صرفوهم عن مرادهم، ورتبوا لهم أولويات جديدة، تبدأ بحرب الأنظمة السنية وتكفير المجتمعات الإسلامية، قبل الحرب والجهاد لليهود، ولا مانع من السلم مع الرافضة حاليا واللجوء إلى ديارهم، حتى تترتب أمورهم.

ثم تطور بهم الحال حين فضحهم العدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة، ولم يتحرك الرافضة من إيران وحزب الشيطان، ولا تحركت القاعدة ولا نطق خليفة داعش، فتفتق لهم الشيطان عن مبرر عجيب، وهو: أن الأولوية في القتال هي لقتال حركة حماس المرتدين في غزة، ثم نحارب اليهود، ولا أظن أن اليهود بحاجة إلى أصدقاء إذا كان هذا منطق وأولوية أعدائهم من المجاهدين زعموا!!

ولا يتوقف هدم الفرق الضالة لنسيج الأمة عند هؤلاء، بل نجد اليوم نشاطاً محموماً لفرقة الأحباش الضالة لنشر بدعها وخرافاتها بين العامة، وهي التي رعتها المخابرات السورية طيلة عقود في بيروت، ثم تحالفت مع حزب الله بعد خروج السوريين من لبنان، وبعد أن كانت محصورة في لبنان، أصبح لها حضور في عدد من البلاد العربية والأوربية.

وأيضا الأحمديون القاديانيون المرتدون، فهم بترديد الشهادتين وقراءة القرآن الكريم ومشابهة المسلمين في الشكل يخدعون بعض البسطاء والجهلة من المثقفين! عبر قناتهم الفضائية أو دُعاتهم، وزيادة على كفرهم بادعاء النبوة لزعيمهم وتحريف معاني القرآن، فهم طابور خامس لليهود، ويحظون بكل رعاية واهتمام من قيادة إسرائيل التي تحتضن مركزا مهما لهم في منطقة الكبابير داخل منطقة الـ 48.

ويلحق بهم شياطين الإلحاد وعبدة الشيطان وأتباع الإيمو وأمثالها من الصرعات الفكرية أو الكفرية لا فرق، كل هؤلاء ينخرون في صلب أمتنا الرخو –وللأسف- وهم يزعمون أنهم لا يهدفون إلا إلى نصرتها وحمايتها أو الخروج بها من وهدة الضعف والتخلف والخرافة! وأن السعي لتحرير فلسطين أمنيتهم الكبرى.

إلا أن الحصيلة الحقيقية لسعي هؤلاء وأشباههم ما هو إلا زيادة ضعف الأمة وبلبلة صفوفها، وزرع الخلافات والنزاعات في ربوعها وأرجائها، أو تسهيل تغلغل الأعداء بين صفوفنا عبر علاقاتهم المشبوهة مع الكثير من الجهات المعادية.

وعلى الصعيد الخارجي فهذه الفرق تشغلنا بصد عدوانهم المعنوي ببث الشبهات والشكوك وزرع خلايا فاسدة في مجتمعاتنا، أو صد عدوانهم الإجرامي الدموي على أطفالنا ونسائنا ورجالنا، والذين سالت دماؤهم على أيديهم حتى تجاوز القتلى منا على أيديهم أضعاف أضعاف ما قتل اليهود منا!! ناهيك عن مئات الآلاف من المعتقلين والجرحى والمصابين.

شغلت هذه الفرق الضالة بعدوانها الكثيرَ من المسلمين عن مقاومة العدوان اليهودي المتواصل والمتكرر، لأنهم مشغولون بحماية أنفسهم، فأهل سوريا والعراق واليمن ولبنان وغيرهم مشغولون بحماية أنفسهم عن نصرة إخوانهم في فلسطين اللذين يعتدي عليهم اليهود، ولانشغال العالم بجرائم داعش تستمر إسرائيل بالعدوان على الأقصى وغزة، وتحتج إسرائيل بما تمتاز به من كذب وخبث بجرائم وغلو داعش لإدانة جهاد ومقاومة الفلسطينيين وأنهم يصدرون عن مشكاة واحدة.

والواجب على العقلاء من المسلمين الانتباه لخطورة الفرق الضالة على المسلمين وأنها تخدم المشروع اليهودي الصهيوني، ويجب التوبة علنا من دعوات البعض سابقا للتحالف مع أهل الضلال سواء الشيعة أو الغلاة، فمقاومة أهل البدع خطوة لازمة لمقاومة اليهود، وأن التصدي للخطر اليهودي لابد أن يبقى قائما ولا نتشتت عنه بمقاومة عدوان أهل الضلال.

الخلاصة: سبيل النبهاء والفطناء المزاوجة بين صد ضلال وعدوان الضُلال المبتدعة من كل الأطياف في الداخل، وعدم الغفلة عن جرائم وكيد اليهود والصهيونية وغيرهم من أعداء الأمة في الخارج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق