الاثنين، 24 نوفمبر 2014

حسام الغمري يكتب : لا بديل عن النصر يوم 28 والبديل كارثي ، وتلك هي الأسباب

حسام الغمري يكتب : لا بديل عن النصر يوم 28 والبديل كارثي ، وتلك هي الأسباب



طلب مني أحد الاصدقاء الذين أثق في عدالتهم أن أوضح اسباب دعمي المعلن لــ #انتفاضة_الشباب_المسلم ، وقال انه في الغالب سيختلف معي ، مما دفعني لكتابة هذا المقال والذي سأحاول فيه توضيح ليس فقط ضرورة النزول الحاسم يوم 28 ، بل وضرورة تحقيق نصرمهم ابتداء من هذا اليوم ، ليس لأني لا أقبل الاختلاف ، وحاشا لله أن أكون من الجاهلين الجامدين ، ولكن لادراكي يقينا بتداعيات هزيمة الحراك الثوري في هذا اليوم .

ودعونا نبدأ مستلهمين التاريخ ، والكلام هنا موجه لأنصار حاكمية الاسلام ، في جوار دولة أعلنت رسميا يهوديتها وسط عالم بين حقيقة وجهه الصليبي ، ودعونا نناقش مجموعة من الاسئلة :-

ألم يبدأ محمد علي باشا حياته متوددا لرموز التيار الاسلامي مثل الشيخ عمر مكرم ، وحين وضعوه على سدة الحكم انقلب عليهم ، فنفي هذا وهمش هذا ، واشترى آخر بالمال ، ومن ثم بدأ في علمنه الدولة ، وهذا السيناريو بالضبط هو ما فعله المقبور عبد الناصر الذي تودد للاخوان ، وأخيرا فعله السيسي حامي حمى الصهاينة باعترافه ، وكيف لا وهو منهم ؟

ألم يتسلم محمد علي باشا شعبا ثائرا خرج ضد الفرنسيز مرتين في ثورتين عارمتين ثم خرج بعدها ضد إثنين من الولاة العثمانيين حتى نصباه أميرا ، كذلك ايضا استلم المقبور عبد الناصر شعبا لا أقول فقط انه كان ثائرا ضد الملك وضد الوجود الانجليزي ، بل شعب كان يقوم بعمليات فدائية ضد معسكرات الانجليز في القنال ، وكلاهما نجحها بالعنف الشديد في طمس روح الثورة داخل وجدان المصريين ، لدرجة ان محمد علي باشا قام بضرب ثوار المنوفية بالمدفعية لقمع احتجاجاتهم ، فمات الحراك الثوري قرابة قرن من الزمان ، وصارت المنوفية من أشد المواليين لحكامها العسكر عبر عقود ؟


وبما ان المقدمات المتشابهة تؤدي حتما الى نتائج متشابهة ، فدعونا نتعرف سويا على فاتورة استسلام اجدادنا لمحمد علي ، ومن بعده للمقبور عبد الناصر حتى نعلم الفاتورة التي سندفعها اذا استسلمنا لحامي اسرائيل باعترافه ، السيسي .
محمد علي انشأ نظام الاحتكار فجعل من نفسه مالك الارض الوحيد والتاجر الوحيد والصانع الوحيد ، فازداد فقر الشعب ، وربح هو وحده وبطانته الفاسدة
عبد الناصر قام بتأميم المصانع والشركات وعين على ادارتها ضباط جيش قاموا بنهبها وأخيرا بيعها بأبخث الاثمان ، حتى الملكية الزراعية فتتها المقبور بعقود دعائية تمنحه حق استعادة الـــ ” خمس فدادين ” في أي وقت ، فانشأ طبقة اقطاعية جديدة من ضباط الجيش ، وازداد الشعب فقرا بعد فقر .
محمد علي ورط المصريين في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، لا أقول فقط ضد الخلافة العثمانية في قونية ونزيب ، بل تجاوز ذلك كله وارسل ابناءنا الى المكسيك ارضاء لقوى عالمية ،

ايضا المقبور عبد الناصر ورطنا في حروب في اليمن ، ثم سلم الارض كاملة لاسرائيل في هزيمة مذلة ، اعتقد انه رتبها لنا بعناية ، ولعلكم الآن تلاحظون ان السيناريو يتكرر اليوم في ليبيا وسيناء وعلى حدود السعودية مع العراق ، وأخيرا .. الوعد بارسال جنود الى فلسطين لا لتحريرها ، بل لضمان أمن اليهود .. والتاليات أدهى وأمر .
محمد علي باشا لم يترك اجدادنا ليختاروا من بعده بحرية كما نصبوه بحرية ، بل جعلها وراثية في ابنائه الذين جاءوا بالمحتل الصليبي الانجليزي في عام 1881 ، كذلك فعل عبد الناصر الذي جعلها وراثية في ضباطه الذين جاءوا بالمحتل الامريكي ، أم نقول انهم جاءوا بالزوج الامريكي وفق تصريحات وزير خارجية العسكر … وافضيحتاه ، وبالطبع سيفعل السيسي كذلك ولكن مع اليهود احبابه وهذا وعدهم الذي ينتظرون .

والآن تعالوا نتأمل حال مصر اليوم بين الأمم لنعرف فاتورة الاستسلام للظلمة العسكر حماة الصهيونية حتى نتوقع المستقبل في حالة الهزيمة يوم 28 لا قدر الله .

هل سمعتم عن بلاد ينقطع فيها الكهرباء في الالفية الجديدة كما هو الحال في مصر ؟

هل راقبتم مدى تلوث المياه وازدياد فترات انقطاعها في مصر هبة النيل ؟

ما رأيكم في حالة الطرق وتنظيم المرور ؟

ما رأيكم في نسبة تلوث الجو ؟

ما رأيكم في نسبة الضوضاء في الشوارع ؟


والآن تعالوا ننتقل الى ما هو أكثر أهمية وخطورة :-

ما هو حال الجامعات المصرية وترتيبها العالمي ؟

ما هو حال التعليم الاساسي ؟

ما هو مصير من نبغ وتفوق في مصر ، كالمخترع الصغير ؟

ما هو حال المستشفيات في مصر ؟

ما هو حالة الري .. ألم نصل الى درجة الري بماء المجاري ؟

ما هي حالة الصناعة ؟

ما هي حقيقة المعاملة في الاقسام والسجون ؟

ما هي حالة الاعلام والثقافة والفن ؟

ما هي حقيقة التجارة البينية بين الدول في بلاد القطن طويل التيلة ” سابقا ” ؟

ما هو حجم السياحة ؟

والآن ننتقل الى ما هو أخطر وأخطر :-

ما هي حقيقة هوية مصر الدينية وحالة الازهر ودار الافتاء ووزارة الاوقاف ؟

من هم علماء مصر الذين تستمع اليهم وتأخذ منهم أمة الاسلام من بعد الشيخ الشعراوي ؟

ما هي حرية العبادة في المساجد وحرية الأئمة والخطباء على المنابر ؟

ما هو دور الدولة في دعم الدعوة ؟

ما هو حقيقة دور الكنيسة المتوغل في الحكم وما هي طلباتها في مصر الاسلامية ذات العهدة العمرية ؟

هل تسمع صوت الآذان في صلاة الفجر ؟


ثم ننتقل الى مرحلة أهم مما سبق ، بل هي أصل الحكاية :-

ما هو موقف مصر من العدو الصهيوني ؟

هل طلبت مصر تحقيقا في اسرى الجيش الذين نُحروا بدم بارد عام 67 ، أم انهم اذنبوا حين لبوا نداء هكذا دولة فذبحوا بلا ثمن أو حتى صوت مدافع عن حقوق ذويهم وورثتهم ؟

هل من حق مصر رفع الكثافة السكانية في سيناء المهجورة ؟

هل تستطيع مصر أن تفتح ملف ” أم الرشراش ” ايلات المصرية المحتلة ؟

ما هو حقيقة كفاءة الجيش المصري ، وماذا لو توقفت امريكا عن تزويده بالسلاح وتدريب ضباطه لأي سبب ؟

وما هو موقف الجيش المصري من حركة المقاومة الوحيدة ضد العدو الصهيوني ؟

وأود ان أنقل في هذا الصدد جمله قالها لي أحد الطيارين الشرفاء يوما : والله احنا منعرفش القنابل اللي بتبعتهالنا امريكا للإف 16 بداخلها بارود وللا أسمنت .
وأخيرا نختم بالجانب الاكثر ألما ولست اتحدث عنها عن العدالة الاجتماعية أو معدل الفقر أو نسبة البطالة أو مستوى الأجور بالمقارنة بدول المنطقة ولكني اتساءل :-

كيف اصبحت اخلاقيات المواطن المصري الذي عرف قديما بالشهامة والجدعنة ؟

ما هي حقيقة اعداد البلطجية ؟

ما هي نسبة تعاطي المخدرات ؟

ما هو حجم العمل في الدعارة لصالح الخليجيين ؟

ما هي أوضاع التكافل الاجتماعي ، ورعاية المسنين ؟

ما هي أوضاع النظافة في مصر وهي من الايمان كما أخبرنا الرسول ؟

ما هي نسبة العنف ضد المرأة ومعدلات التحرش الجنسي في الشوارع ؟



صديقي العزيز ، استطيع طرح مئات الاسئلة المؤلمة حول حقيقة وضع بلدنا مصر المنحوسة ، ولكني اكتفي بهذا القدر من الالم ، لتدرك معي فاتورة الاستسلام لحكم العسكر الموالي للصهيونية ، ولتتخيل معي حال مصر ومستقبل ابنائنا بعد سنوات اضافية من استمرار هذا الحكم المتآمر على مصائرنا واحلامنا ومستقبل ابنائنا ، ناهيك عن غضب الإله ، الذي ابدا لم يأمرنا بالاستسلام للقوم الظالمين ..
وأخيرا .. لك تحياتي
حسام الغمري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق