الخميس، 20 نوفمبر 2014

حسام الغمري يكتب : ” وفي الحروب نعامة 5 ” حرب اليمن ، فيتنام المقبور عبد الناصر

حسام الغمري يكتب : ” وفي الحروب نعامة 5 ” حرب اليمن ، فيتنام المقبور عبد الناصر


الشاعر العربي القديم بما عُرف عنه من حكمة و فلسفة استطاع توثيق حالة الحاكم المتُجبر على العُزل من شعبه ، وجبنه وفزعه من ملاقاة الاعداء ان اظهروا بعض قوة ، وهذا شأن الجبناء ضعفاء النفوس في كل زمان ومكان ، لا يظهرون شجاعة و بأسا الا على الضعفاء !!

يقول الشاعر العربي :

أسد على وفي الحروب نعامة
فتخاء تنفر من صفير الصافر
        هلا برزت الى ” غزالة ” في الوغى
أم كان قلبك في جناحي طائر  !!

فما الذي تحقق مقابل موت 20000 جندي مصري وعشرات الآلاف من الجرحى والمبتورين
ما الذي جنيناه من ضياع الاحتياطي الاستراتيجي من الذهب المصري في حرب تبناها المقبور عبد الناصر وعصابته العسكرية وحدهم ضد ارادة الشعب المصري في غياب حقيقي للشورى الاسلامية
هل استطاع رد الصفعة لآل سعود الذين مولوا خروجه المذل من سوريا الحبيبة
أم انتهت مغامرته العسكرية بتوقيع معاهدة اذعان لشروط الملك فيصل بعد أن انتكس وضاعت منه سيناء وغزة
وهل يتناول الاعلام المصري ولو لمرة هذه المأساة بالدراسة والنقد والتحليل أم ان دوره فقط التهليل للبيادة
وللمأساة ابعاد  كثيرة مخزية
تبدأ مأساة تورط الجيش المصري في اليمن نتيجة السياسة المصرية التي انتهجها المقبور جمال عبد الناصر وعصابته العسكرية وقتها والتي تقضي بمحاربة ما اسماها الأنظمة الرجعية في المنطقة العربية ، وقد آلت مصر علي نفسها في ذلك الوقت بالقضاء علي هذه الأنظمة بكل الوسائل حتى إذا تطلب الأمر المساعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية لها ، متجاهلة العدو الحقيقي الذي استولي بخلاف فلسطين الحبيبة على على قطعة ارض مصرية تغافل عنها المقبور وهي في حوزتهم حتى الآن وقد بنوا عليها ميناء اسموه ايلات !! .

والهدف المعلن في الابواق الدعائية للمقبور هو ما اسماه ايضا نشر المد الثوري في أرجاء الوطن العربي بل ومد ذلك إلي أفريقيا في بعض الحالات ، والواقع انه نشر المد القمعي الذي ابدا لا يبني حضارة كما قال جورج اوريل في روايته التي باتت الاشهر في مصر الآن .

ففي 26 سبتمبر سنة 1962 قامت الثورة في اليمن باصابع مخابراتية مصرية وطلب مجلس قيادة الثورة اليمنية مساعدات عسكرية من مصر وفورا بدأت الأخيرة في الاستجابة لهذه الطلبات ، وذلك لسببين :-

الاول :
هو وضع قوات عسكرية بالقرب من الحدود السعودية لاغاظة آل سعود

الثاني :
الهاء المشير عامر بعد الازمة الشهيرة التي حدثت بين الرجلين ولوح فيها المشير باستقالته حين حاول المقبور تقليص صلاحياته في الجيش بانشاء ما اسماه المجلس الرئاسي ، وتطورت الامور بعد ذلك الى حد التلويح بامكانية انقلاب الجيش التابع للمشير على المقبور عبد الناصر .

وفي 30 سبتمبر سنة 1962أرسل المشير عبد الحكيم عامر المتحكم الوحيد في الجيش المصري والباحث عن مجد شخصي يعوض ما فاته في سوريا ، اللواء أ. ح. علي عبد الخبير ومعه بعض ضباط الصاعقة والمظلات وغيرهم إلي اليمن لمقابلة أعضاء مجلس قيادة الثورة اليمنية ومعرفة طلباتهم.

ثم بدأت مصر في إرسال بعض الوحدات الفرعية من الصاعقة والمظلات للمعاونة في حماية الثورة ، ثم تطور الأمر سريعاً حيث ذهب المشير عامر ومعه الفريق أنور القاضي رئيس هيئة العمليات المصرية إلي اليمن وكلفوا بمساعدة الثورة اليمنية بلا حدود من اموال الشعب الكادح .

وبذلك تطورت الأمور إلي حد بعيد حيث تدفقت القوات المصرية يومياً من القاهرة إلي صنعاء ، وبدأت مصر في إنشاء جسر جوي وبحري ضخم عبر آلاف الكيلو مترات لنقل الرجال والعتاد والأسلحة والمهمات والتعينيات بل والذهب المصري إلي أرض اليمن. لرشوة القبائل اليمنية لضمان ولاءها لعسكر مصر

وقد وصل حجم القوات المصرية في اليمن إلي 130 ألف جندي .. ناهيك عن عشرات الآلاف من المعدات والذخائر.. حتى وصل عدد الذخائر المستهلكة 20مليون طلقه ذخيرة .. كما جاء في كتاب أوراق قائد ميداني للواء عبد المنعم خليل.

وفي المقابل قامت السعودية ومعها بريطانيا وبعض الدول الأخرى كالاردن بمساندة قوات الإمام المناهضة لثورة اليمن والتي تصدت للقوات المصرية بشراسة ، وكبدتها خسائر فادحة في الرجال والعتاد طوال سنوات هذا القتال البائس والغير مجدي استراتيجيا وعسكريا .

وبذلك استمرت المواجهات المسلحة بين الفريقين دون غالب ولا مغلوب ، وبطريقة الكر والفر، وباستخدام أسلوب حرب العصابات مثل نصب الكمائن والإغارات المتبادلة ، مما سبب خسائر كبيرة في صفوف الجيش المصري الذي اضطر في بعض الأحيان لاستخدام “النابالم” ونحوه وبعض الأساليب الأخرى لردع المقاتلين اليمنيين ، مثل الإغارة علي القرى وتدمير بعضها وقصف بعضها بالطيران والمدفعية.. الخ..

وبذلك تحولت حرب اليمن إلي حرب استنزاف مفتوحة وقاسية ليس فقط للاقتصاديات المصرية ولكن أيضاً لقواتها المسلحة ، وفق اقوال اللواء أ . ح . د زكريا حسن مدير أكاديمية ناصر العسكرية.

وبذلك ابتعلت اليمن خيرة وحدات القوات المسلحة المصرية وأهلكت أفرادها ومعداتها وأسلحتها وطائراتها وجميعهم من قوت الشعب !!

و كان من سلبيات حرب اليمن الكبرى أن القوات المسلحة المصرية دخلت في حرب لا تناسب الجيوش ولكنها تناسب قوات الشرطة التي تصلح لتعقب العصابات ، فسرعان ما نسيت القوات المسلحة المصرية قتال الجيوش وفنون الحروب المعروفة لتنغمس لمدة ست سنوات كاملة في حرب عصابات .. وكر وفر.. وهجوم وتعقب .. وقبض وتحقيق وتعذيب لا يصلح ابدا للجيوش .. وبذلك فقدت كفاءتها العسكرية وقدرتها القتالية وعادت إلي الوطن بعد هزيمة يونيه سنة 1967 وهي تحتاج إلي إعادة تدريبها وتأهيلها من جديد للحروب الحقيقية وتكتيكاتها مع الجيوش .

و في غياب معلومات شفافة عن خسائر مصر في حرب اليمن تذهب التقديرات إلى أن مصاريف مصر فاقت الخمس مليارات جنيه ( لاحظ باسعار الستينات ) ، و الاغرب في هذا كله ان المشير السلال الذي صارع المقبور عبد الناصر من اجل تثبيته على عرش اليمن قامت عليه ثورة اطاحت به و جعلته يفر للقاهرة بعد ذلك .

و كان قبل هذا قد وقع حادث و هو انه قام عدد من الظباط اليمنيين بالاتصال بالمقبور عبد الناصر في القاهرة ليبدوا له عدم رضاهم عن المشير السلال فماكان من المقبور عبد الناصر إلا ان احتجزهم في القاهرة رهن الاقامة الجبرية ، فبأي حق و بأي مشروعية يقوم بحجز ضيوف عنده و و يتدخل هذا التدخل السافر في شؤون بلد أستقوى عليه لكن اليمنيين اذاقوه الويل بعد ذلك وانتقموا لانفسهم وللكبرياء المعروف عنهم .

كانت الخسائر المصرية في حرب اليمن كبيرة جدا و صلت لعدد هائل من القتلى فاق العشرين الف قتيل مصري ، و هو عدد ليس بالهين و يا ليتهم اعتبروا شهداء ، لأنه بنص الحديث القاتل و المقتول من بين المسلمين في النار بخلاف الجرحى والمبتورين وكانوا بعشرات الآلاف ، كما انه تحدثت أخبار عن رشوة القبائل اليمنية من طرف المصريين بالذهب المصري الماخوذ من الاحتياط في البنك المركزي ، و كانت القبائل تاخذ الذهب و بعدها تقتل الجنود و الضباط المصريين و تبيع جثتهم للقبائل المساندة للملكية .

بمعني أن الكثير من القبائل اغتنمت من هذة الحرب و هم على حق بما ان الكل يريد ان يستقوي على اليمن واليمنيين من مصريين و سعوديين مع انه لو تركوهم و شانهم لكان احسن او لو ساعدهوم على تثبيت السلام و الأمان لكان افضل ، لكن الكل يريد ان يظهر بمظهر الزعيم فكات الهزيمة الناصرية مزدوجة .

فقد انهك جيشه المقبل على حرب مصيرية أمام الصهاينة ، و ثانيها ان اليمن الذي حرك قواته 3 ىلاف كيلومتر من اجل تغيير نظامه و ناهض السعودية عليه اصبح متوافقا مع السعودية و الملك فيصل و نبذ المقبور عبد الناصر ذو التصرفات الخشنة الهوجاء الغير اسلامية .

و هكذا نرى ان لحرب اليمن نتائج كارثية على مصر و شعبها ، و قد لجأ العسكر الى الاستدانة من الخارج لأن الحرب استمرت 1800 يوم وكانت مصر تخسر يوميا 2 مليون جنيه (بقيمة هذه الفتره) الى جانب السبائك الذهبيه للقبائل اليمنية ، كما ان القادة العسكريين المصريين لم يتركوا الفرصة تفوتهم ، فقد غرفوا من هذا الدهب الوفير و الأموال التي تصرف بلا حسيب او رقيب ، و قد اثبتت التحقيقات التي بوشرت عقبة فضيحتهم الكارثية عام 67 مع الوزير السابق عباس رضوان حيث وجد عنده 60 ألف جنيه مع بعض السبائك الذهبية و قد اقر صلاح نصر انها نصيب المشير عامر و كان هناك نصيب لجمال عبد الناصر كان يتسلمه سركتيره الخاص محمد احمد على عكس ما كان يروج البعض من طهارة ذمته المالية وقصص خيالية من هذا القبيل .

وهكذا كانت حرب اليمن بكوارثها والتي لم يستطع ان يحسمها عسكر مصر المستأسدون علينا ، و التي قيل عنها انه لمحاربة الرجعية و الصهيونية كارثة على مصر بان انهكت جيشها وميزانيتها ، و حين اعلن المقبور عبد الناصر الحرب على الصهاينة في مايو 67 باعلان اغلاق خليج العقبة امام الملاحة الاسرائيلية ، كان نصف الجيش منهك و غائب عن ارض المعركة و النصف الثاني يقضي ليايله الحمراء مع العاهرات في الشقق المفروشة مخمورين و طائرات العدو تقصف مطاراتنا و طائراتنا و تقصف معها شرفهم العسكري الذي مرغه المقبور عبد الناصر وعصابته العسكرية في التراب لصالح اسرائيل والصهيونية العالمية ، والتي ان كان لم ينتمي اليها ، فهو افضل من قدم الخدمة تلو الخدمة اليها ، ويكفي ضياع الاقصى بسبب هذا المقبور وعصابته العسكرية .


وللحديث بقية ان شاء الله
حسام الغمري

حسام الغمري يكتب : وفي الحروب نعامة( 1 )

هناك تعليق واحد:

  1. يريات الناس تقرا وتعرف مين هو عبد الناصر ربنا يجحمو

    ردحذف