الجمعة، 28 نوفمبر 2014

يا عرب: المستعبدون.. لا ينتصرون!


يا عرب: المستعبدون.. لا ينتصرون!


د. عبد الله هلال

حدثت الكارثة.. واستسلم العرب للحلف الصهيوأمريكي استسلاما كاملا وفاضحا، لدرجة أنهم يستخدمون الحكومات العربية لاستكمال الحملة الصليبية (ضدهم!) وتفتيت الدول العربية. حكومات عربية عقدت العزم على (حرق) الربيع العربي بأي ثمن حتى وإن احترق العرب أنفسهم.. 

وقد توافقت أهدافهم ومصالحهم مع أهداف ومصالح الحلف إياه الذي يعاديهم أساسا، ولكنه يسيطر عليهم ويحركهم بأجهزة التحكم عن بُعد بسبب ملفاتهم المخزية لدى مخابرات الأعداء في الموساد الصهيوني والمخابرات الأمريكية.
وقد وصلت الكارثة إلى التضحية بفلسطين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. لإرضاء الأعداء والحصول على الدعم الدولي لتفتيت دول الربيع العربي؛ مع علمهم أنها أساسا حملة صليبية ضد الإسلام، ويزعمون- ذرا للرماد في العيون- أن (أعداءهم!) هم وحدهم الذين يملكون حل مشكلاتهم، وأهمها قضية فلسطين!.
وليس صحيحًا أن كل أوراق قضية فلسطين مركزة في أيدي أمريكا أو ربيبتها إسرائيل أو كليهما.. 
والقول بذلك يعني أن العرب كمّ مهمل لا قيمة لهم ولا ولو كان الأمر كذلك لقلنا إن هذا قدرنا وبدأنا من نقطة الصفر لتحسين وضعنا. 
ولكن الحقيقة أن الوضع العربي (باستثناء الحكام الخونة) قوي جدًا من جميع الوجوه, وأن العرب لديهم من أوراق الضغط والتأثير ما يمكن أن يجبر العالم كله على احترامهم.. بل وما يضع حدًا لهذه العنصرية الصهيونية التي تفوقت على النازية. فنحن نمتلك مخزون الطاقة النفطية الرئيس في العالم كله, ولو كان هذا السلاح في يد أمة رشيدة لتربعت على عرش الكرة الأرضية وفرضت نفسها على كل الأمم دون حاجة إلى حروب أو فتوحات!..
كما نمتلك أكبر وأضخم الأسواق الاستهلاكية في العالم, إذ نستورد كل شيء من الإبرة إلى القمر الصناعي, وفقدنا قيمة الرشد في الاستهلاك، وهذا العيب يمكن تحويله إلى ميزة؛ فلو تجرأنا وخاصمنا أية دولة وتوقفنا عن الاستيراد منها فسوف تنهار وتلبي كل مطالبنا..
وقبل كل ذلك فنحن نمتلك عقيدة إيمانية استطاعت منذ قرون أن تحول العرب الحفاة العراة الأميين إلى سادة الدنيا.. وهذه العقيدة هي التي تدفع الشباب المؤمن إلى حب الاستشهاد والتضحية بالنفس, فهل يمكن أن يصمد أمامنا أولئك المحبُّون للدنيا, المتشبثون بالحياة, والذين قال الله تعالى فيهم إنهم «أحرص الناس على حياة».. أيُّ حياة وإن كانت حياة الذل والهوان؟!.
هذا إضافة إلى موقعنا الاستراتيجي وأرضنا الخصبة وشمسنا المشرقة ومياهنا العذبة المتدفقة وكنوز الآثار والخامات وغيرها من الخيرات, بل والأسلحة المخزونة!.
فكيف نهدر كل مصادر القوة التي حبانا الله تعالى بها ونقف كالشحاذين على أبواب البيت الأبيض لكي يفعلوا لنا ما يجب أن نفعله بأنفسنا؟!.. هل يمكن لأحد في العالم كله أن يحترمنا أو حتى يشفق علينا ونحن أذلاء إلى هذا الحد؟!. 

إن أخشي ما نخشاه هو ألا يكتشف العرب أن أمريكا هي العدو الحقيقي لهم إلا بعد فوات الأوان, وبعد خراب مالطة. إن وضعنا المتدهور بسبب غياب فكرة الاعتماد على النفس مرشح لمزيد من التدهور والانهيار؛ لأن العالم كله يحترم القوة ويدوس الضعيف وإن كان معه الحق.. وحتى لو كانت أمريكا دولة صديقة افتراضا, أو كانت دولة غير ظالمة جدلاً, فكيف تقف إلى جانبنا ونحن لا نعتمد على أنفسنا؟!. إن فكرة الشكوى لمن نعتبرهم الكبار في أمريكا وأوربا كلما طغي وبغي علينا العدو الصهيوني هي السبب في زيادة طغيانه, ليس فقط لأنهم أعداء لنا مثله ولكن لأنهم يرون منا ضعفًا ومسكنة.. وإذا لم نعتمد على أنفسنا فسوف يبتلعنا الطوفان. ولعل سائلاً يسأل عن السبب في هذا التسليم وذاك الهوان رغم امتلاكنا لمصادر القوة التي يمكن أن تجعلنا سادة العالم...
فنقول إنه غياب الحريات وسيادة الحكم الفردي الذي يسٍهل التأثير عليه واختراقه من قبل الأعداء، وهذا هو سر التحالف المشين بين الأعداء والحكام الطغاة ضد الربيع العربي الذي يبشر بعودة الحرية للعرب والمسلمين، لأن الحرية والديمقراطية سوف تأتي بحكام وطنيين مراقَبين من قِبَل شعوبهم؛ ولا يجد أعدائنا خائنا يتعاون معهم ضد شعبه. يا عرب.. لا بديل عن الحرية، فالأحرار فقط هم الذين ينتصرون.
وبما أن الخيبة العربية صارت كبيرة ومستعصية، فلا بديل عن توجيه الخطاب إلى المرابطين في فلسطين..

إن كل عربي ومسلم يتمنى أن يكون من شهداء الأقصى ويسهم في تحريره، ولكن الأوضاع العربية المؤسفة حاليا تتطلب من المرابطين هناك الاعتماد على الله أولا ثم على النفس.
 لا تعتمدوا على العرب فقد استسلم الطغاة وباعوكم للأعداء بلا ثمن.
أيها الشعب الفلسطيني المجاهد.. اعلموا أنكم على الحق، وأن الحق هو الذي ينتصر في النهاية (وكان حقا علينا نصر المؤمنين).
 إنكم تواجهون ابتلاء عظيما لا يقل عن الابتلاءات التي واجهها الأنبياء والمجاهدون السابقون، وعلى قدر الصبر سيكون النصر. نعلم أنهم خضعوا للمخطط الصهيوني بإحكام الحصار على أهل غزة لتجويع الفلسطينيين وإرغامهم على التخلي عن المقاومة تمهيدا للتسليم النهائي والاستسلام، ويوازي هذه الخطط الشيطانية مخطط الاستيلاء على القدس.. فإن تمادى الباطل وركب الأعداء (والأصدقاء!) رؤوسهم فلتكن الانتفاضة الثالثة، انتفاضة (الجوع) التي يشارك فيها الجميع، وليس المقاومون فقط. 
إن أغلب الثورات المزلزلة الناجحة كان باعثها سياسة التجويع التي اتبعها الطغاة على مر التاريخ، فلتبدأ الانتفاضة الثالثة وليشارك فيها عرب 48.. ونعوذ برب الناس من حزب (نتنياهو- عباس)!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق