الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

كيف تعطل الثورة ؟

 كيف تعطل الثورة ؟



آيات عرابي


للثورة أهداف وقاعدة شعبية وأعداء 
عند حدوث أي إنقلاب على أي نظام منتخب, يتحول الجيش المنقلب أوتوماتيكياً إلى عدو للشعب 
وفي حالة مصر لم ينقلب الجيش المصرائيلي فقط على إرادة الشعب وعلى الرئيس المنتخب بل كانت جريمة تخابر وخيانة عظمى نفذها لصالح الكيان الصهيوني كلبهم الاستراتيجي في مصر ولم يكتف الجيش المصرائيلي بذلك بل قتل وذبح في مجازر رابعة والنهضة وغيرها وهجر أهالي رفح وقام بحماية أمن الكيان الصهيوني ببجاحة ويرتكب جرائم مروعة في سيناء. 
وحين تريد تعطيل الثورة فعليك ضرب الثوابت الواضحة وإشغال معسكر الثورة في نقاشات سوفيسطائية تحدث انقساماً على الثوابت التي لا يختلف عليها اثنان عاقلان. 
الثوابت: 
– الجيش المصرائيلي عصابات مسلحة انقلبت على اختيار الشعب متمثلا في رئيسه المنتخب وهو كيان عميل يعمل على حماية الكيان الصهيوني وهذه هي وظيفته منذ انقلاب يوليو 52 وهو العدو الظاهر للشعب وخلفه باقي مؤسسات دولة العسكر.
-الرئيس مرسي هو اختيار الشعب ولا يحق لأحد أن يعزله الا بانتخابات ولا يحق لأحد أن يطالب بعدم عودته لاعتراضه على أداءه أو كل تلك الحجج الفارغة التي يسوقها بعض الجهلة أو بعض الخبثاء.
-هناك إجماع كامل على عودة الرئيس منذ البداية ومن يدعو لضم كيانات فارغة مثل 6 ابريل وأن ينصاع الجميع لرغبة 3 أنفار يعارضون عودة الرئيس, هم من يضربون الإجماع الثوري. 

كيف يمكن تفريق معسكر الثورة ؟

أ- روج لخرافة الإنقلاب على الإنقلاب

ومن يفعلون ذلك في الحقيقة يتجاهلون أن القوة الشعبية الكاسحة أقوى عدديا من الجيش وقادرة على فرض إرادتها بأساليب متنوعة على عصابة مسلحة تعدادها مليون (بحساب ميليشيات الداخلية الارهابية والجيش المصرائيلي) وهم بذلك يشوشوا المسار الواضح للثورة ويعطلون أي خطوات عملية في اتجاه استعادة الشعب لإرادته وينشرون حالة من الإتكالية واللا مبالاة بين صفوف المعسكر الرافض للإنقلاب ومن ناحية أخرى يوحون بأن الشعب مازال تحت وصاية عصابات الجيش المصرائيلي.
ب- روج لخرافة (شرفاء الجيش) وأوحي للناس أن الجيش الذي أحرق وقتل وجرف الجثث في رابعة به شرفاء ليظل بعض المعسكر الرافض للإنقلاب منتظراً أن يتحرك (شرفاء الجيش) المزعومون والذين لم يتحركوا بعد كل المجازر والخيانات المعلنة.
ج- اضرب الإجماع الثوري الواضح على أهداف على رأسها عودة الرئيس مرسي, عن طريق مصطلحات غامضة مثل الإصطفاف, لتنفتح الساحة السياسية أمام مناقشات عقيمة عن عودة الرئيس من عدمه مع أن مسألة عودة الرئيس من الثوابت ومع أن من ينادون بعدم عودته هم من المجرمين المؤيدين للعسكر بالاضافة إلى أن عددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة, وبدلاً من أن ينشغل معسكر الثورة بوضع خطط للعصيان المدني والتوقف عن دفع الفواتير وكافة الإجراءات الثورية الأخرى, ينشغل بمناقشة ضم مجرم مثل البرادعي أو جهول مثل وائل غنيم أو غيرهم وينشغل بمناقشة عودة الرئيس ( مع أنها أساسا من الثوابت) ومع أنه ليس مطلوباً منك كمعسكر ثوري الا أن تدعو الناس لثوابتك وتعمل على إقناعهم وتقود حملة إعلامية شرسة ضد دعاية الانقلاب لتجمع المزيد من الكتل الشعبية حول أهدافك الواضحة منذ البداية.
البعض يفعل هذا وهو يعلم تمام العلم أن ما يفعله يخدم الجهات التي تقف خلف الإنقلاب ويروج بعضهم لفكرة الحفاظ على المؤسسات, بعض هؤلاء سذج وبعضهم الآخر يعلمون تمام العلم أنهم يعملون لصالح الجهات التي تقف خلف الإنقلاب.
وفكرة الحفاظ على المؤسسات التي يروج لها بعض السذج أو الخبثاء تشبه بالضبط أن تسمع أحدهم يقول أن (الداخلية بها شرفاء) وأنها ستصحح وضعها وستنقلب على وزيرها
تخيل كم السباب الذي سيخرج من فيك وقتها عندما تسمع جملا مثل هذه عن الداخلية ! 
الأمر نفسه ينطبق على الجيش المصرائيلي ولعل الوثيقة السرية التي سمح حسن التهامي بنشرها في كتاب لعبة الأمم وعبد الناصر تكشف لك حقيقة ذلك الجيش
الوثيقة الحادية عشرة
(سري للغاية)
زيارة بايرود سعت 1200 يوم 9\6\1955
وهذا التقدير مبني على أساس أن وجهة نظر العسكريين الأمريكيين أن يحل الجيش المصري – كجيش صديق – في قاعدة قناة السويس الهامة محل الجيش البريطاني وأنهم قد سبق لهم عمل تقدير موقف لاحتياجات الجيش المصري ليصل إلى القوة المطلوبة في خلال خمسة سنوات بمصاريف 550 مليون دولار – ولعمل الاتصالات مع العسكريين الأمريكيين التي سبق أن نوه عنها في تقرير سابق مع وزير الحرب الأمريكي والتي طلبها جونز (الاسم الكودي لمايلز كوبلاند عميل الاستخبارات الامريكية) ازاء العوامل السابق التنويه عنها في هذا البند نرى: 
أن أمريكا ستسرع في تنفيذ مشروع المعونة العسكرية لمصر وفي هذه الحالة قد يكون الشرط الوحيد من ناحيتهم أن توقف مصر استيراد أسلحة من روسيا وسيكون من السهل على مصر تحديد عملية التعامل مع روسيا شأنها في ذلك شأن أي معاهدة تجارية.
توقيع | صاغ محمد حسن التهامي
ص: 167 كتاب لعبة الأمم وعبد الناصر
والوثيقة تكشف بوضوح ما كنت أردده منذ شهور طويلة وهو أن الجيش المصرائيلي يعمل فقط لحماية الكيان الصهيوني هذا هو الوصف الوظيفي Job Description (لمحبي الرطانة الانجليزية) له عند سادته الأمريكيين.
الكباريه يا سادة يظل كباريه حتى لو عمل ابنك به او ارتاده 
وقتلى الكباريه ليسوا شهداء !

وبهذا يمكن إفقاد الثورة عامل الحسم وتضييع عامين من المجهود وتضييع دماء تراق يومياً وشهور من حياة أسرى ينتظرون أن يحسم معسكر الثورة المعركة وأعراض فتيات تنتهك ووضع اقتصادي مأزوم ومجاعة قريبة وكارثة سد النهضة التي ستحل على مصر قريبا إن لم نحسم المعركة ضد عصابة بني صهيون الانقلابية في مصر. 
أقبل جباه هؤلاء الصامدين في مصر والذين لم يتوقفوا عن النزول لحظة منذ بداية الانقلاب وتحية للأسرى في سجون الجيش المصرائيلي وتحية لأسر الشهداء رحمهم الله 
وتحية لسيادة الرئيس الصامد د. محمد مرسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق