الاعتراف الدولي بالأسد: تجنيد المشروع الشيعي بجانب الصهيوني لمنع صحوة سنية؟
أنس حسن
دلالات الاعتراف الدولي الجديد بالأسد وبقائه هو في الوقت ذاته إعلان مشروع دولي جديد يتجاوز فكرة الثورة السورية، وسيتم بناء عليه تجاوز الكيانات المطالبة برحيل الأسد.
ذلك أن المشروع الحاليَ لم يعد مسألة رحيل الأسد، فقد كانت معضلة العالم مع الأسد هو ارتباطه بإيران، والآن قد تم استئناس إيران، ويتم المشي في خطوات تحويل وجهة المواجهة نحو تنظيم الدولة والنصرة لاحقا ..
انتهت حقبة الخوف من إيران لدى المجتمع الدولي، وبالتالي انتهت حقبة الخشية من حلفاء إيران، كما تم قطع الصلة بين إيران وفصائل غزة وضعفت علاقتها معها، والآن أصبحت إيران وحلفاؤها الحقيقيون أصحاب مشروع مشترك في الحرب على ما يسمى الإرهاب، وبمعنى آخر: تجنيد المشروع الشيعي بجانب اليهودي الصهيوني لمنع أي صحوة سنية.
ليس لأن العالم يعادي "السنة" أو يحب "الشيعة" فليست التقسيمات المذهبية هذه تعني لهم شيئا إلا من وجهة نظر الديموغرافيا والثقافة والهوية، حيث إن الكتلة الشيعية في أقصى تمددها لن تشكل خطرا على العالم في محيط "سني" عدو، سيجعلها تحتاج بشكل مستمر للدعم الغربي.
في حين أن أي صحوة سنية يكتب لها الانتشار والتوسع، فلن تتوقف عن الانتشار حتى تلامس حدود روسيا وقلب أوروبا والغرب إضافة للشرق الأوسط وإفريقيا، وبالتالي يكون وأد الفكرة التوسعية السنية والديموغرافيا السنية في منطقة "القلب"، وهي "الشرق الأوسط" ومحاصرتها بالشرطي الفارسي.
هذه اللعبة ليست محض مؤامرة أو خيال .. استمعوا جيدا للخبراء الروس ونظرياتهم حول الإسلام السياسي والجهادي وكيفية مواجهتهما وغيرهم من المحافظين الأوروبيين والأمريكيين.
التاريخ يعيد نفسه!
ردحذفالصفويون والصليبيون والتحالف التاريخي الدائم لمواجهة الأمة!