العسكر والوكلاء وواشنطن .. معركة مصر القادمة
ملاحظة: (المقال كتب من سنة)
- إن معركة هذه الأمة الأزلية هي مع الوصاية الأمريكية "الاحتلال الناعم"، وإن الاحتلال الناعم لا يتم إلا بعسكر وجيوش على نفس "ملة" و"لغة" و"جنس" و"عرق" البلد الذي يتم احتلاله، إذا فمواجهتنا الأزلية هي مع "العسكر"، ومتى تخلصنا من نارهم الموجهة إلى صدورنا، نكون قد تخلصنا من الاحتلال الأمريكي لنا.
- إن تحويــل الجيوش إلى منظومات "اقتصاديـة" مرتبطة بأشخاص، و تبنيها لمواقف وتوجهات سياسية، يُحول الجيوش من مجرد أداة لحماية البلاد، إلى "عصابة مُسلحة" ذات توجهات سياسية تفرضها بقوة السلاح والنفوذ الاقتصادي، وبذلك تتحول إلى طرف مُحتل.. لا طرفٍ حامي.
- إذا قلبت النظر شرقا وغربا في محيطك العربي المُتخلف، ستجد عسكرا هنا وهناك، يُذيقون شعوبهم العذاب "ضعفين"، فلا هُم احتلال مباشر تستطيع أن تعلن الجهاد عليه، ولا لديك من الأدوات ما يكفي لمواجهتهم، إنهم أفاعي ناعمة الملمس .. ناقعة السُم، شيئا فشيئا يتحللون من بدلاتهم العسكرية ليرتدوا تلك المدنية ناعمة الملمس ليضللوا ملايين أخرى من الدهماء التي تهتف لكل جلاد .. أن يعيش.
- إن سياسات واشنطن كانت دوما أن لا تدخل جيوشها في معركة مباشرة لكسب النفوذ و السيطرة على العالم، بل كانت تعمل على صناعة "وكلاء" محليون لها في كل "منطقة" وفي كل "بلد"، وهذا عملا بمنطق "الشركة" الرأسمالي، ولم تدخل جيوش واشنطن في منطقة إلا في محاولة لزرع وكيل جديد ثم الخروج، ووكلاء واشنطن "عربيا" هم "جيوش" قذرة .. وأسر حاكمة.
- وسياسة الوكيل و"التوكيل" هي سياسة شركات رأس المال بالأساس، وهي جزء من الثقافة الأمريكية، وبدأها "روزفلت" منذ سنة "45" بعد انحسار النفوذ البريطاني تدريجيا عن المنطقة، فالتقى روزفلت وقتها بعض الزعماء هم "ابن سعود" لتوكيل الطاقة والنفط، و"فاروق" وكان يتوسم فيه أن يكون شرطي المنطقة الأمريكي ولكنه بدا ضعيفا، ومن هنا بدأت أمريكا في سياسة تغيير الأنظمة من الداخل دون احتلال مباشر وصناعة وكلاء محليون لها.
- ولو رجعنا إلى ثورة إيران -مثلا-، سنجد أن المفاوضات بين "الجيش" والخميني لم يكن الجيش طرفا فيها بل كانت واشنطن تفاوض نيابة عن الجيش، وحتى في مصر حينما تأزم الوضع بين الجيش والإخوان كان "كارتر" هو المندوب المفاوض بين الجيش والإخوان، إنهم حملة التوكيلات الأمريكية، وحين يتعثرون يأتي مالك الشركة ليفض النزاع بين وكيله والآخرين.
- وكانت واشنطن دوما تصنع لوكلائها المحليين في كل دولة "إمبراطورية اقتصادية" يقتاتون منها وتصنع منهم نخب اقتصادية بالغة الثراء لرفع كعبهم داخليا وربط مصيرهم بخدمة ولي نعمتهم، وهذا مشاهد في الخليج وفي التسهيلات التي تمنحها الشركات الأمريكية للأسر الحاكمة، ومشاهد في مصر حين تمت بتعليمات أمريكية صناعة إمبراطورية اقتصادية للعسكريين مرتبطة مباشرة بالمسار الأمريكي ومعوناته، ولذلك فهم مرتهنون سياسيا واقتصاديا وولائيا لواشنطن، فـ"لحم كتافهم من خيرها".
- ومسار التحول في الجيش المصري من الاستقلال التام إلى التبعية الكاملة حدث منذ اتفاقية السلام "79" التي حولته إلى كيان طفيلي يتغذى على فتات المساعدات الأمريكية مقابل دوره في حماية النظام ومعاهدة العار، وحماية التطبيع وحراسة الحدود الغربية - الجنوبية للكيان، وتم تحويل جهاز المخابرات المصري لترانزيت خاص بالمخابرات الأمريكية في حربها على ما يسمى الإرهاب، ورأس حربه في المنطقة العربية للحفاظ على الأنظمة ومحاربة توجهات المقاومة الإسلامية
- وختاما:
إننا حين نواجه هذه الأنظمة فلسنا نفاضل بين دولة مدنية ودينية !!، إننا في حرب مباشرة ومفتوحة مع البيت الأبيض ورجال تل أبيب ووكلائهم، إن هذا هو التوصيف الحقيقي لمعركتنا، ووعينا بشكل كامل لهذا يحدد مواقفنا، فالوعي الصحيح يشكل رد الفعل الصحيح، وإدراكك للعدو ومواقعه يجعلك لا تؤتى من خلف ظهرك، إنها معركة "الأنا" - "الهوية"، أمام "المسخ" - "الآخر"، ليس الآخر الذي يمكن أن تتعايش معه، بل الآخر الذي يريد سحقك وتحويل جسدك إلى آلة امتصاص لإنتاجه الرأسمالي، و تحويل عقلك إلى اسفنجة تمتص أفكاره المادية البالية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق