السعودية تحت الحصار: هل تنهار المملكة ببطء؟
ترجمة خدمة العصر
2019-10-3
كانت السلطات السعودية صامتة بشأن مزاعم الحوثيين عن غارة عبر الحدود، لكن التقارير المثيرة للقلق تتسرب من البلاد، كما كتب "ماثيو بيتي"، مراسل شؤون الأمن القومي في مجلة "ناشيونال إنترست".
هناك شيء فاسد في المملكة العربية السعودية. الأمير محمد بن سلمان، كان ذات يوم الوجه الشبابي الواعد للسعودية، يراكم الهزائم السياسة الخارجية في الخارج، ويواجه تذمرا في الداخل.
في خلال عطلة نهاية الأسبوع، قام المتمردون الحوثيون بعملية واسعة على طول الحدود مع اليمن، وأسروا مئات الجنود. ثم أدى القتل الغامض للحارس الشخصي الملكي إلى إطلاق أجراس الإنذار داخل المملكة.
;مع تفاق مشاكله، قد يحاول ولي العهد السعودي تسنخدام مناورة أخيرة: التقارب مع طهران، لكنها مخاطرة، وليس لديه مساحة كبيرة للمناورة.
وقال الباحث الإيراني المقيم في الولايات المتحدة، تريتا بارسي: "ذكر عديد من السعوديين الذين قابلتهم أن ما يحدث يمكن أن يكون على أيدي أفراد داخل الحكومة السعودية تريد إحراج الأمير محمد بن سلمان، لأنهم يرونه أنه يحشر السعودية في زاوية ضيقة"، مضيفا، أنه "إذا كنت سعوديًا، وكنت قلقًا بشأن مستقبل بلدك، فلا أعتقد أنه من الصعب استنتاج أن ابن سلمان هو العقبة الأولى".
بدأ الأمير محمد بن سلمان حكمه مع سياسة خارجية طموحة. لقد دفع الرئيس دونالد ترامب للتصعيد ضد إيران، وكثف الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، وأطلق حصارًا مثيرا ضد خصومه في قطر. والآن، تتفجر سياساته في وجهه.
في 14 سبتمبر، استُهدفت محطة نفطية مهمة في بقيق، شرق السعودية، مما أدى إلى توقف نصف صادرات النفط السعودية، لكن أظهرت نهاية الأسبوع الماضي أن الأسوأ ربما لم يأت بعد. إذ بدأت عطلة نهاية الأسبوع من الكوارث بادعاء الحوثيين هزيمة ثلاثة ألوية سعودية في غارة عبر الحدود بالقرب من مدينة نجران السعودية، وكان معظم الأسرى يرتدون ملابس مدنية. وتقول بعض التقارير إن هؤلاء مرتزقة باكستانيين استأجرهم السعوديون. وسمعت الباحثة "راندا سليم" أن هؤلاء هم جنود يمنيون جزء من قوات التحالف.
لكن اللقطات التي نشرها الحوثيون أظهرت صوراً لإذلال سعودي واضح: مئات الجنود يلقون أسلحتهم مستسلمين، ومقاتلو الحوثيين فرحون في سيارات مصفحة أمريكية الصنع، ومعدات عسكرية باهظة الثمن مشتعلة. وقام أحد أفراد الطاقم بتسليم دبابته للجنود الحوثيين المسلحين بالبنادق فقط.
بعد يوم من الهجوم، أطلق الحوثيون 290 سجينًا إلى السعودية. تفاوض البلدان لوقف إطلاق النار، وعرضت السعودية هدنة محدودة في أربع محافظات في اليمن قبل يوم من الغارة. "إن الحوثيين يتبعون أنموذجًا للتفاوض من موقع قوة ، وهو ليس خاصا بإيران، لكن طهران تمارسه بشكل أفضل من أي طرف آخر في الشرق الأوسط"، كما أوضح الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، بهنام بن طالبو. كانت السلطات السعودية صامتة بشأن مزاعم الحوثيين، لكن التقارير المثيرة للقلق تتسرب من البلاد.
في يوم الاثنين الماضي، ادعى مكتب الرئيس الإيراني أنهم تلقوا "رسالة" من السعودية. في اليوم التالي، أعلن المسؤولون العراقيون أنهم في طريقهم لعقد لقاء سعودي إيراني وجهاً لوجه.
وقالت الباحثة "راندا سليم" للمجلة الأمريكية "إنهم يحاولون عقد اجتماع قريبا في بغداد بين طهران والسعودية. هناك عدد من المبادرات في الوقت الحالي. لكنني أعتقد أنه على عكس المرات السابقة، نرى الآن كلا الطرفين على استعداد للانخراط في مسار التقارب".
حدث تقدم دبلوماسي كبير في أغسطس، عندما التقى مسؤولون من الإمارات علنًا بنظرائهم مع إيران وبدأوا في سحب قواتهم من اليمن. "حقيقة أن الإمارات قررت الإعلان عن ذلك في رسالة واضحة للسعوديين، وإلى الجميع، مفادها أن الوقت قد حان لإعادة التفكير في إستراتيجية التعويل على الأميركيين ليدافعوا عنهم من إيران ..."، وفقا لتقديرات الباحثة "راندا سليم". وأوضحت: "أعتقد أن السعوديين كانوا مترددين في البداية للانضمام إلى الإمارات في عملية أعادة الانتسار هذه. لقد كان من الصعب عليهم استيعاب قرار الإمارات بشأن اليمن...ولكن بعد هجوم "بقيق"، رأيت نفس النوع من إعادة التفكير السعودي بالثقة التي توفرها إدارة ترامب لتوفير الأمن حالة وقوع هجوم في المستقبل". وسرعان ما أصبح واضحا أن هذا الانتقام العسكري لن يكون، سواء من الولايات المتحدة أو المملكة العربية السعودية.
بعد مرور عام على اغتيال الصحفي السعودي الناقد، جمال خاشقجي، على أيدي القوات السعودية، تستمر المملكة في فقدان أصدقائها في واشنطن. وقد أثار هجوم" بقيق" (شرق السعودية) رد فعل واسع النطاق ضد فكرة خوض الحرب من أجل المملكة العربية السعودية. وتكثف الآن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الأمريكيين الضغوط على السعودية بسبب الحرب في اليمن، والتي تقول الأمم المتحدة إنها أسفرت عن مقتل 7290 مدنياً وتركت 24 مليونًا في حاجة إلى المساعدات الإنسانية.
ورأت الباحث "راندا سليك" أن مجموعة متنوعة من "البطاقات الجامحة" يمكن أن تسرع المفاوضات مع إيران، ولكن هناك شيء واحد مؤكد: لن يتمكن محمد بن سلمان من الاعتماد على خطة إنقاذ من الولايات المتحدة. وفي السياق ذاته، قال الباحث الإيراني الأمريكي "بارسي"، إنه "مع تبني الولايات المتحدة موقفا عسكريا أكثر تقييدًا في المنطقة، وإشارات إلى أنها لن تخوض حروبًا لبعض حلفائها، يعيد هؤلاء الحلفاء اكتشاف فائدة الدبلوماسية"، مضيفا: "كان هذا الخيار متاحًا للمملكة العربية السعودية دائمًا، ولكن طالما ظنوا أنهم يستطيعون حمل الولايات المتحدة على خوض الحروب من أجلها، فليس لديها مصلحة في ممارسة الدبلوماسية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق