كيف وظّف اليمين المثلية لكراهية المسلمين؟
الباحث العربي ا.مهنا الحبيل
1/10/2019
من النشطاء الذين زاروا مركز دار الرعاية الإسلامية في لندن، بعد العملية الإرهابية التي تعرض لها في 2017، الناشط اليميني التائب(نايجل فاراج)، والذي مدّ يده للمسلمين البريطانيين، بعدما عاش تجربةً قاسيةً على الضمير مع اليمين العنصري في بريطانيا، والذي يتحوّل بعضُه إلى يمينٍ مسلح. حرص نايجل على أن يُخبر المسلمين، والبريطانيين بالعموم، عن خطط استهداف الحالة المدنية لمسلمي الغرب، وأن هذا اليمين تطوّر كثيراً، وأصبح يستخدم ازدواجية تضليل فكري، يعبئ عبرها أقلياتٍ غير مسلمة، باسم الظاهرة المثلية.
ويوضح هذا المقال البعد الفكري والفلسفي والقيمي الذي يمكن أن يطرح على كل إنسان، لفهم الموقف من هذه الظاهرة بين الانتماء الشخصي وفرض الرؤية لأسباب سياسية وعنصرية، فالمسلمون في الغرب والشرق يتعرّضون إلى حرب تحريضٍ موسمي ممنهجة، تركّز على أن هذه المجتمعات تعيش تخلفا وعسفا ذاتيا ضد الإنسان والحرية الفردية، بسبب الإسلام ذاته لا الاستبداد، ومن ذلك عدم تمكين الثقافة المثلية للنشر بين أطفالهم وملتقياتهم ومؤسساتهم.
ولا يعني التقييم الفكري والفلسفي للظاهرة، بمنطق الميزان الإنساني المجرّد، وفرزها، أن مجتمعات المسلمين لا تعاني من عنف وعسف ضد الأفراد، تَضخم تحت قهر الاستبداد الذي انتقلت عبره مشاعر نفسية مختلّة، تمكّنت من بعض بيئات مسلمي الغرب. ولكن لتخصيص المسلمين بهذا التحريض علاقة بأن شعور الندّية لدى الفكرة الغربية لا يزال قائماً، على الرغم من تخلف المسلمين عن مساحات نهضةٍ كبرى.
الأمر الآخر هو صمود الفكرة القيمية بين المسلمين، أكثر من غيرهم، في بقاء الأسرة، على أصل تشكّلها الإنساني. ولذلك يُضاعَف الجهد ضدهم، لأسباب تتعلق بلعبة متناولة بين اليمين واليسار، لتحجيم امتداد الأسرة المسلمة، في جسم المواطنة للدولة الغربية الحديثة، وفتح مساحات تدخلٍ أكبر في عمق مجتمعاتهم، كما هو ترويج أن إسقاط الأسرة الفطرية أمر طبيعي، ليُستبدل بالمثلية الجنسية.
هنا يُطرح السؤال: أين يذهب الناس، في أُسرهم؟ وأين يذهب توادّهم وتراحمهم، على مستوى الحب الرومانسي أو الحب الودود لأطراف الأسرة، في حالات الاستقرار الطبيعي، وليس في حالات العنف العنصري، الذي يغطي خلله بمسحه في جسد المرأة المعنّفة أو المغدورة.
هنا يُطرح السؤال: أين يذهب الناس، في أُسرهم؟ وأين يذهب توادّهم وتراحمهم، على مستوى الحب الرومانسي أو الحب الودود لأطراف الأسرة، في حالات الاستقرار الطبيعي، وليس في حالات العنف العنصري، الذي يغطي خلله بمسحه في جسد المرأة المعنّفة أو المغدورة.
فلن تستقر أسرة اليوم، ولا مستقبلا اجتماعيا للبناء والأخلاق يستظل به العالم، في ظل شروط اليسار الجندري، يمكن تفكيكها كما يلي:
أولا، لا فارق بيولوجيا بين الجنسين، وأن ما يظهر على الطفل، ذكرا أو أنثى، هو بالمصادفة أو الخطأ، وأن الطفل يحتاج أن يخضع لمفاهيم تثير الشكوك في فطرته، بسبب أو من دون سبب، ثم تطور ثقافة الممارسة الجنسية المثلية لديه، من دون أي مبرّر لذلك، وأن الأسرة يجب أن تخضع قانوناً لذلك.
الثاني، لا يوجد شيء اسمه رجل ولا امرأة، بل نفسية ذكورية حطّت في الأجساد التي تحمل سمات بيولوجية مختلفة عن الأنثى، وهذا يطرح سؤالا: لماذا هذه النفسية حلّت في الذكر ولم تحل في الأنثى؟ ولماذا لا يكون الحل بعلاجها حين تتطرّف، بضبطه أخلاقياً وقانونياً، بدل
إقناع العالم بهذه الفنتازيا؟
الثالث، وهو مبرّر لعجز اليسار الجندري، وتسميته يساراً بسبب تمكّن النظرية في هياكل يسارية حديثة، ولسنا في معرض تقييم كل مفاهيم اليسار، وخصوصا تغييب اليسار الغربي الجديد، لمعادلة الجنوب اليساري التي تقوم على أولوية العدالة الاجتماعية، وحق الأسرة الفقيرة، لا ضرب المشاعر الرومانسية بين الرجل والمرأة، وإنما انتزاع حقوقهم الدستورية، من تحالف الاستبداد الجنوبي والإمبريالية، فهناك عملية التفافٍ ضخمة يمارسها الإعلام الغربي لدفن المفهوم الكفاحي الأخلاقي.
أولا، لا فارق بيولوجيا بين الجنسين، وأن ما يظهر على الطفل، ذكرا أو أنثى، هو بالمصادفة أو الخطأ، وأن الطفل يحتاج أن يخضع لمفاهيم تثير الشكوك في فطرته، بسبب أو من دون سبب، ثم تطور ثقافة الممارسة الجنسية المثلية لديه، من دون أي مبرّر لذلك، وأن الأسرة يجب أن تخضع قانوناً لذلك.
الثاني، لا يوجد شيء اسمه رجل ولا امرأة، بل نفسية ذكورية حطّت في الأجساد التي تحمل سمات بيولوجية مختلفة عن الأنثى، وهذا يطرح سؤالا: لماذا هذه النفسية حلّت في الذكر ولم تحل في الأنثى؟ ولماذا لا يكون الحل بعلاجها حين تتطرّف، بضبطه أخلاقياً وقانونياً، بدل
إقناع العالم بهذه الفنتازيا؟
الثالث، وهو مبرّر لعجز اليسار الجندري، وتسميته يساراً بسبب تمكّن النظرية في هياكل يسارية حديثة، ولسنا في معرض تقييم كل مفاهيم اليسار، وخصوصا تغييب اليسار الغربي الجديد، لمعادلة الجنوب اليساري التي تقوم على أولوية العدالة الاجتماعية، وحق الأسرة الفقيرة، لا ضرب المشاعر الرومانسية بين الرجل والمرأة، وإنما انتزاع حقوقهم الدستورية، من تحالف الاستبداد الجنوبي والإمبريالية، فهناك عملية التفافٍ ضخمة يمارسها الإعلام الغربي لدفن المفهوم الكفاحي الأخلاقي.
غير أن عودة اليسار الجندري إلى مواجهة الأسرة الكونية الصغيرة، وهي نواة الأسرة البشرية الكبرى وتوارثها، أي أن الأسرة رجل وامرأة جمع بين حبّهما، مدنياً أو دينياً، عقد تضامن ورعاية وكنف بينهما يحتضن أطفالهما، هو في حد ذاته خصم لدود لليسار الجندري، فلا بد من تفكيك أصل تشكّل هذه الأسرة التي يشهد لها التاريخ الطبيعي منذ تشكّل الكون، وينتج حول المعركة صخب شديد باسم اضطهاد المثليين الذي قد يقع من البعض ويخرق القوانين، فيظلم هذا الشاب أو الشابة من دون مساحة فهم لظرفهما، غير أن ما يجري باسم هذه المظالم هو في الحقيقة تفويج مضلل، يضغط على الأسر الفطرية ويحاصرها، حين يفرض عليها تعويض ممارسات العنف أو الإساءة اللفظية للمثليين، من أرواح الطفولة البريئة والأسرة الاجتماعية المستقرّة، فأي سوء يدفع العالم له، وأي واقع تُقهر عليه الطفولة؟
سنلاحظ هنا قضية مفصلية، وهي أن اليمين واليسار أحدثا حالة كراهية شرسة، تتناقض مع ما تتبنّاه تكتلات مثلية من رفض الكراهية، فالتعاطف المفهوم والمقدّر مع المسلمين، حين يتعرّضون للقتل العنصري، أو المذابح في مساجدهم، لا يُبرر خنقهم وصناعة أرضية كراهية ضدهم، يستخدمها اليمين ذاته، في تحشيد المشاعر ضد الأسرة على المستوى السياسي أو العنف.
وكرؤية يحتاج المجتمع المدني لمسلمي الغرب الاهتمام بها، وإيجاد بنيةٍ لها، يأتي هذا الخطاب في الدفاع عن الحق الإنساني والقيمي للأسرة المسلمة، والذي يقتضي أيضاً تصحيح مفاهيم سيئة، وسلوك أحمق وعنيف قد يتورّط فيه المسلمون داخل عوائلهم، وإن كانت الإحصائيات في الدول الغربية لا تزال تفيد بأن العنف بين الجنسين داخل العوائل وخارجها معدلاته مرتفعة جداً، فكراهية الأسرة الفطرية بين الرجل والمرأة لم تعالج هذا المأزق.
التحدّي اليوم هو في صياغة الخطاب الثقافي الذي يعرض فكرة التوضيح المغيّب عن الضمير الغربي والعالمي الذي يرغب بالفعل أن يتبيّن الحقيقة، وأن يكون هناك رصد وتدليل مباشر على دور هذه الكراهية للمسلمين في قضية الظاهرة المثلية، توظف لدور المسرح الخفي الذي تحكمه لعبة السياسة، ومصالح العنصرية الغربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق