“أبو العينين وطائرةُ الكنز”
منذ عدة أيام ظهرَ “محمد أبو العينين” في مقطع فيديو وهو يركبُ سيارة (بوجاتي) رياضية خارقة أمامَ إحدى فنادقِ باريسَ في فرنسا، وكان يرتدي شورت أزرق وتيشيرت أبيض… أبوالعينين ياعيني عليه!!فإذا حولنا أنظارنا إلى مصر فسنجد أن سلطاتُ الانقلابِ ما زالت تتكتَّمُ على واقعةِ احتجازِ طائرةٍ محملةٍ بسبائكَ ذهبيةٍ ودولاراتٍ وأسلحةٍ في “مطار كنث كاوندا” بدولة زامبيا، هذه الطائرةُ قادمةٌ من القاهرة، وهناكَ أنباءٌ تفيدُ بأنَّ الطائرةَ مملوكةٌ لرجلِ الأعمالِ المُباركي “محمد أبو العينين”!!
والسؤالُ هنا: هل يفيدُ صمتُ “أبو العينين” حيال هذا
الأمر والاكتفاء بإطلاق مخبر أمنِ الدولة “مصطفى
بكري” ليتوَلى تبرئته مُستخدماً شماعةَ الإخوانِ لتعليقِ
الفضيحةِ أم جلاجل عليها؟!!.
فقد قالَ “مُصطفى بكري” -والذي يعملُ فى قناةٍ مَملوكةٍ
لسيّده أبوالعينين- “آخرُ ادعاءاتِ لجانِ الجماعة
الإرهابية اتهامُ محمد أبو العينين وكيلُ مجلسِ النوابِ
بأنه صاحبُ الطائرةِ الموقوفةِ في زامبيا، ويزعمون أنّ
الطائرةَ هي G55 وأن محمّد أبو العينين هو الوحيدُ
الذي يمتلكُ هذا النوع”.
ونقول لبكري: إن الجماعة ليس لها علاقة من بعيد أو قريب بهذه الحادثة، فإن مسؤولاً زامبيَّاً قد قال بصريحِ العبارة: “إنّ الطائرةَ قادمةٌ منَ القاهرة، وتحملُ بضائعَ خطرةً، وهبطتْ مساء يوم الاثنين في مطار كينيث كاوندا الدولي في لوساكا، وأننا قُمنا بالاشتراكِ مع زملاء من مختلفِ وكالاتِ إنفاذ القانون بعمليةٍ أسفرَت عن مُصادرة 5.6 مليون دولار، وخمسةِ مسدسات، وسبعِ ذخائرَ، و126 طلقة، و602 قطعةً نقديةً ذهبيةً تزنُ 127.2 كيلوجرام، ومعداتٍ لوزن الذهب”.
واللافت للنظر أن حادثةَ احتجازِ طائرةِ الكنزِ جاءتْ بعد تداولِ أنباءٍ عن قيامِ مسؤولين في مصرَ بتهريبِ أموالِهِم خارجَ البلاد، خوفاً من سقوط النّظام في ظلّ الانهيار الاقتصادي الحالي في مصر.
والسّؤال الأهمُّ: هل يمكنُ أن تخرجَ طائرةٌ بهذا الكنزِ دونَ علمِ المسؤولين؟!
والغريبُ أن عددًا من الصحفِ المصريّةِ من بينها صحيفة “المصري اليوم” نشرَت الخبرَ، فقالت الصحيفة: ” أعلنت السّلطاتُ الزامبية الثلاثاء احتجازَ طائرةٍ خاصة تحملُ 5.6 مليون دولار نقدا و602 عملةً ذهبيةً.
وصرّح المديرُ العامُّ لهيئةِ مكافحةِ المخدراتِ في زامبيا، ناسون باندا، للصحفيين بالعاصمة لوساكا: “الطائرةُ قادمةٌ مِن القاهرة، وتحملُ “بضائِعَ خطرةً”، كما لوحظ أنه بعد نشرِ الصحفِ والمواقعِ المصريةِ للخبرِ فور صدورِه، عادَت هذه الصحف وحذفتِ الخبَر، بناءً على تعليماتٍ منَ “الشركة المُتحدة” التابعةِ للمخابراتِ العامة، والتي تمتلكُ معظمَ المواقِع والصحفَ والقنواتِ المصرية!!
وللأسف، فإن السلطات المصرية لم تصدر أي بيان حتى تاريخِه، ولكنّها صدّرَت أحدَ مخبريها ينبحُ لينفي التهمةَ عن سيّده وولي نعمَتِه “أبوالعينين”، وكل ما استطاعَ أنْ يقولَه هو ماركةُ الطائرة وشماعَةُ الإخوان.
كما ذكرت وكالَة الأنباءِ (أ.ش.أ) الرسميةَ في مصرَ عن مصدرٍ مطّلع، قوله “إنّ الطائرة التي أُثيرَ الكثيرُ من اللغطِ حول خروجِها من مطارِ القاهرة باتجاه زامبيا خلالَ السّاعات الأخيرة هي طائرةٌ خاصّة حطّت في مَطارِ القاهرة (ترانزيت) في وقتٍ سابِقٍ وخَضعت للتفتيش الدقيق”!
فكيف يتم التفتيش الدقيق ولا تكتشف هذه الأشياء؟؟!!.. أم أنه تم شحنها من مصر؟؟!!
لكن يا سيادة المصدر المطلع من حقك تكذب براحتك، أما أنْ تنفي نفياً تاما أنْ تكون الطائرةُ مصريّة وأنها قدمت ترانزيت وخضعت للتفتيش.. فهذا كلام لا يصدقه أي عاقل!. ونقولُ لكَ ببساطةٍ: أن الوثائقَ الرسمية تؤكدُ أن الطائرَةَ قامت بـ125 رحلة من قبل جميعُها من أو إلى القاهرة، وأنّها طارت بالأمسِ من مصرَ إلى زامبيا مباشرة!!.
عُموماً فنحن لا نبحثُ عن ماركَةِ الطائرةِ الخاصّة ولا عن مالكها سواء كان “أبوالعينين” أو إبراهيم العرجاني زعيمُ مليشيات اتّحادِ قبائلَ سيناء الذي ظهرَ رفقةَ ابنِه عِصام العرجاني بجوار الطائرة T7-WSS والتي تم احتجازُها لاحقًا في زامبيا بعدَ وصولِها من مطارالقاهرة.
نحن فقط نسألُ أسئلةً مشروعةً، لماذا لم يصدرْ تصريحٌ رسمي حتّى الآن؟ وهل تمّ تفتيشُ الطائرة قبلَ إقلاعها وكيف مرّت هذه الأسلحةُ والذخائرُ والسبائكُ و أكياسُ الدولارات من كاميراتِ المُراقبة صقورُ الجماركِ وغربانُ الداخليةِ الذين ضبطوا صندوقَ صابون خارجا من مصر لكنهم لم يتمكنوا مِن رؤية ٥.٦ مليون دولار و ١٢٧ كيلو ذهب وخمسة مسدسات وعددا من الذخائر، ومن قبل أصَابهم عمى الألوان عند مُرور آلاف القطعِ الأثريّة المهربة لدولةِ الإماراتِ وإيطاليا وغيرها
وعلينا أن نتلقى الأخبارَ من صحفِ وتلفزيون زامبيا طالما إعلامُ السامسونح يعيشُ فترة الكمون الصيفى…!!
وتحاولُ بعضُ الجهاتِ التحدث عن وجودِ كمياتٍ من المُخدرات على متنِ الطائرةِ لصرْف الأنظارِ عن الموضوعِ الأصلي وهو نهبُ وتهريبُ ثرواتِ الجنرالات خارجَ البلادِ وجعلِ القضيةَ جريمةً دوليةً منظمة، لا جريمةً محليةً يقومُ بها جنرلات العسكرِ.
وبالرَّغم من هذه الفضيحةِ وأن السلطاتِ الزامبيةَ سمحَت للصحفيين بتصوير الطائرةِ وتصويرِ المضبوطاتِ ومع ذلك لايزال الصّمتُ سيدَ الموقف.
وكانت وزارةُ المعادنِ في زامبيا، أعلنتْ أنّ الحَمولةَ المضبوطَة ليستْ ذهبًا، ولكن عبارةً عن خليطٍ من عدةِ معادنَ، على رأسها معدنُ النحاس بنسبة بلغت نحو 61% بجانب الزنكِ بنسبة 38%، وكمياتٍ ضئيلةٍ من القصديرِ والنيكلِ وهذا يعنى أن أحدَ أمرين أن اللصوصَ تنازلوا عن المضبوطاتِ مقابلَ السّكوت عن الفضيحةِ أو أن شخصا مهووسا يهرّب نحاسا لزامبيا فى طائرة؟
الكاتب: د. عز الدين الكومي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق