وا غزتاه: مؤامرة ثالوث الصهاينة والمال والاستعمار
المحنة التي تمر على أهل فلسطين، بل قل على الأمة العربية والإسلامية محنة غير مسبوقة! فقد تداعت عليهم الأمم تقتيلاً وتشريداً واستعماراً وتهجيراً وعبثاً لم يشهد التاريخ له مثيلاً!
فالمحنة والمأساة التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية حالة غير مسبوقة، فعلى الرغم من كثرة شعوبها وتعدد دولها، فإنها في أضعف أحوالها، فقد تجاسرت عصابات الكيان الصهيوني المغتصب عليها، فهي تجوب بطائراتها أجواء فلسطين ولبنان وسورية، وأحياناً العراق واليمن، وربما غيرها!
دون أن تخشى رداً أو صداً أو مقاومة، بل استسلام!
لذلك فقد كشر الصهاينة عن وجههم الخبيث الفاشي الذي يستلذ بقتل العرب والمسلمين وعلى نحو يومي بصواريخ من الطائرات أو مدفعية من الأرض أو البحر، كي تقتل وتدمر وتجرح وتشرد وتهجر بسياسات وعمليات إبادة جماعية متتالية وجرائم حرب متلاحقة، وتوسع واستيلاء متزايد على الأراضي!
وها هي تأمر مواطني فلسطين ولبنان وسورية بإخلاء مدنهم وبيوتهم، وإلا فإنها ستقصفهم وتجرحهم أو تقتلهم! ولا يملك الناس العزل المغلوبون على أمرهم إلا أن يلوذوا بالنجاة بحياتهم!! وسط صمت وتخاذل وضعف وتهاون عربي وإسلامي مريع!
فلم يوجّه تهديد واحد لهذا الكيان على جرائمه وإبادته من أي دولة عربية أو إسلامية!
ولم يتم فرض حصار اقتصادي وسياسي عربي أو إسلامي على الكيان الصهيوني المغتصب!!
ولم يتم طرد أي بعثة دبلوماسية أو توقف عجلة التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني الغاصب!
بل هناك مراعاة ومداراة وتخيّر لعبارات هادئة ودبلوماسية في مواجهة الجرائم والتدمير والتقتيل والتهجير الذي يمارسه الكيان الصهيوني كل يوم!!! وكأننا كأمة عربية وإسلامية نبارك جرائمه تلك! ونغفل أو نتغافل عن سلسلة أعماله الإجرامية ونغمض العين عنها خوفاً أو ضعفاً أو ممالأة! وننسى ونتناسى أن الدائرة ستدور على الجميع ولن يسلم بلد عربي ولا مسلم من تلك المؤامرة وذلك التوسع!
وننسى ونتناسى أن من نعول عليهم من الدول الكبرى تتداول عبارات السلام والأمن الدوليين!
وتتداول الشجب والرفض للتهجير والتقتيل والإبادة! وتتداول بحقوق الإنسان وحق تقرير المصير.
ومن تتباكى على لزوم وقف الحرب في أوكرانيا لا تكترث بتدمير وتقتيل وتهجير وإبادة الشعوب العربية والإسلامية واستباحة أراضيها واستعمارها!
وفي مقدمتهم أميركا وألمانيا وبريطانيا وغيرها!
إن الأمة العربية عانت من تسلط آخر نال من كياناتها ودولها في العقدين الماضيين وهو التوسع الفارسي ومده الملتحف بالدين، وحقيقته أنه مد فارسي دمر دولاً وعواصمها! فكلاهما ربيب للدول الاستعمارية وحليف لها ويسير وفق أجندات ومسارات مرسومة ومحددة منهم، مجتمعين للقضاء على العرب والمسلمين!
فقد اجتمع ثالوث خبيث صهيوني واستعماري ومالي، وراح يعبث بدولنا قتلاً وتشريداً وإبادة!
وما تمر به غزة وفلسطين تحديداً من أحوال مأساوية دليل دامغ على إجرام هذا الثالوث ورغباته الجامحة في إنهاء وجودنا!! وها هي غزة تصرخ وتنادي وا غزتاه... فهل من مجيب؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق