رسائل القاضي الفاضل الى صلاح الدين في تثبيت المجاهدين
الشيخ محمد موسى الشريف

"وبها أجناد عددهم كثير وسوادهم كبير، وأموالهم واسعة وكلمتهم جامعة، وهم على حرب الإسلام أقدر منهم على حرب الكفر، والحيلة في السر فيهم أنفذ من العزيمة في الجهر"
تأمل قال: كثيرون، وأموالهم واسعة، وغير منقسمين إلى أجنحة، وهم أقدر على حرب الإسلام منهم على حرب الكفر!!
ويواصل القاضي الفاضل حديثه الجيش عن وانتمائه وولائه، فيقول:
"لا تعرف ولا ربا إلا ساكن قصره، قبلة ما إلا يتوجهون إليه من ركنه واختار أمره"
وهذا نص لا يحتاج تعليقا!
"دولة قد كبر نملها الصغير، ولم تعرف الكثير، ومهابة تمنع من مخاطر الضمير، فكيف بخطوات التدبير"
"هذا إلى استباحة للمحارم ظاهرة، وتعطيل الفيلرائض على عادة جائرة، وتحريف للشريعة بأويل، وعدول إلى غير مراد الله بالتنزيل، وكفر سُمِّيَ بغير اسمه، وشرع يُتَسَتَّر به، ويحْكَم بغير حكمه"
فلو أن كاتبا بليغا يريد أن يصفي الجيش المصري منذ عصر الاحتلال، ما اهتدى إلى عبارة جامعة كهذه!! فلله دره!!
عباراته المأثورة
كانت للقاضي الفاضل العديد من العبارات المأثورة التي لا زالت تتداول حتى اليوم. من أبرز هذه العبارات ما قاله في وصف الكتابة:
“إنِّي رأيتُ أنَّه لا يكتُبُ إنسانٌ كتابًا في يومِه؛ إلاَّ قالَ في غدِهِ: لو غُيِّرَ هذا لكان أحسنَ، ولو زِيدَ كذا لكان يُستَحسَنُ، ولو قُدِّمَ هذا لكان أفضلَ، ولو تُرِكَ هذا لكان أجملَ.”
هذه العبارة تعكس التفكير النقدي والإبداعي للقاضي الفاضل. وقد كانت هذه العقلية النقدية جزءًا من شخصيته الأدبية التي جعلت منه كاتبًا مميزًا في عصره.
كما يعكس هذا الاقتباس المبدأ الذي كان يعيشه في حياته اليومية، حيث لم يكن يرضى بالكمال، وكان دائم البحث عن الأفضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق