الإجرام العالمي القائم..والانتقام الإلهي القادم..
د.عبدالعزيز كامل
استجمع الإرهاب العالمي الصهيو.ني الماسو.ني الحالي كل موجبات العقاب الإلهي، لذلك لا يجوز أن نحسب - مجرد حسبان - أن هذا الإجرام سيمر دون انتقام، فالوعد الصادق المتعلق بذاك الانتقام جاء في قول القوي القاهر سبحانه: { فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} [ إبراهيم /٤٧]
● ومع أن (المُنتقِم) ليس مِن أسماءِ اللهِ الحسنى، إلا أن من صفاته العلا أنه {عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ } وهذه الصفة الفِعليَّة ثابتة بالكِتاب والسُّنَّة، وانتقامه جل وعلا من الظالمين سنة قدرية حتمية الوقوع، إنصافا للمستضعفين وانتصارا من المجرمين، كما قال سبحانه: { إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة: ٢٢]
● ولذلك فإن عالم المجرمين الظالمين مقبل يقينا على فصول من ظلام الانتقام المتعدد والمتجدد بحسب عودتهم كل حين للعدوان، وإذا كان الله تعالى قد توعد بالانتقام على العودة إلى بعض الذنوب في قوله : { وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ } [المائدة/ ٩٥] فما بال من تعودوا على معاودة الإجرام من كل نوع، والتحالف مع المجرمين من كل صنف ؟
● أما الشياطين الخرس الساكتين عن الجرائم القائمة الدائمة في فلسطين - عربا كانوا أو عجما - فليسوا معذورين بصمتهم بل مأزوين، مهما ادعوا الخوف من الفتنة: { أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} وقد قال الله تعالى حتى للمؤمنين : { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [ الأنفال/ ٢٥). وفي الحديث : (.إنَّ النَّاسَ إذا رأَوُا المنْكرَ فلم يغيِّروهُ أوشَكَ أن يعمَّهم اللَّهُ بعقابِ من عندِهِ) [رواه الترمذي وغيره بسند صحيح/ ٢١٦٨] وأي منكر أنكر مما يقع تحت سمع وبصر العالم كله لنحو عام ونصف..
● عوقب قوم فرعون جميعا بجرم طغاتهم لما لم يمنعوهم عن الطغيان، فلقوا الله وهو عليهم غضبان ﴿ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ. فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ. [ الزخرف: ٥٥] وكان الانتقام منهم عاما تاما {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} [الأعراف/ ١٦٣]
● ولأن كل مؤمن ينتظر تحقق وعيد الله في أعدائه وأعداء أوليائه، فقد قضى سبحانه بتعدد أنواع الانتقام، بحسب تنوع أصناف الإجرام ، فقال سبحانه عن أعداء الأزمان الغابرة محذرا طغاة الأزمان الحاضرة : { فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت/ ٤٠]..
● لقد صدر بالفعل إعلان حرب الانتقام على من بارزوا الله بالعداوة في معادتهم لأوليائه، حيث قال - سبحانه - في الحديث القدسي الذي رواه البخاري (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)..
وقد تكون تلك الحرب في صورة صراعات أهلية، أو صدامات إقليمية، أو حتى حربا عالمية .. لكن الحاصل أنها حرب إلهية، مهما أظهروا لها من أسباب مادية أو ملابسات مصلحية.
● وواقع الأمر اليوم؛ أن كثيرا من بقاع العالم تعيش تحت وقع توقعات الانفجار.. أما المظلومون المقهورون فيتعالون على آلامهم بآمالهم في انتظار وعد الرب بالانتصار .. وفي الحديث : ( ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب عز وجل: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) [ رواه ابن خزيمة في صحيحه والترمذي في السنن، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ»]..
فاللهم عجل بإجابة دعوات المظلومين على الظالمين، وانتصر لهم يارب العالمين..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق