الوجه القبيح للتواطؤ الغربي
لم يرتوِ المحتل الصهيوني من الدم الفلسطيني بعدُ فعاد إلى غزة خارقا شروط الهدنة يقتل الأطفال والرجال والنساء وهم نيام في خيامهم.
يبقى الموقف الأوروبي من الإبادة الصهيونية أخطر المواقف الأخلاقية والسياسية والدبلوماسية لعدة أسباب.
أولها: أن أوروبا هي المسؤول الأول عن مأساة الشعب الفلسطيني عندما سلّمت بريطانيا وحلفاؤها أرض الفلسطينيين للصهاينة بعد أن كانت القوى الأوروبية تهيمن على منطقة المشرق العربي ومغربه.
ثانيا: لم تتورع أوروبا عن رفع شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان طوال عقود وهي التي تدعم حروب الإبادة والقتل والتصفية العرقية. هذا المنزع هو الذي ينسف كل الشعارات والسرديات التي تتلحف بها الثقافة الغربية باسم التحضر والمدنية والحداثة في حين تساهم بكل قواها الدبلوماسية والعسكرية والسياسية والإعلامية في جريمة غزة.
ثالثا: لم تكتف أوروبا الديمقراطية بدعم المجازر بل لعبت دورا أساسيا في شيطنة حق المقاومة بتصوير الفلسطيني إرهابيا قاتلا وإسلاميا متطرفا وشريرا لا يستحق السلام والأمن.
رابعا: نسيت أوروبا كل تاريخ المجازر والمذابح التي ارتكبتها في حق شعوب القارات الخمسة بما فيها مذابح النازية ضد اليهود أنفسهم قبل أن تدفع بهم نحو أرض فلسطين ليرتكبوا فيها حرب الإبادة.
كثيرة هي الأسباب التي تؤكد خيانة أوروبا للقيم التي تدّعي الدفاع عنها بل وصل بها الأمر إلى قمع الآراء والاحتجاجات الطلابية والشعبية المنددة بالمذبحة في خرق واضح وصريح لمبدأ حرية الرأي والتعبير الذي تتهم أوروبا بقية دول العالم بعدم احترامه.
ليست هذه المرة الأولى التي تعبر فيها أوروبا عن موقفها الصريح تجاه العرب والمسلمين بشكل عام وتجاه حقوق الشعب الفلسطيني بشكل خاص لكن هذه هي المرة الأولى التي تفضح فيها وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات المفتوحة حجم المشاركة في الدم الفلسطيني.
هكذا تسقط الأقنعة وتظهر حقيقة الشعارات المضللة التي تغطي مشاريع الاحتلال والإبادة والمجازر ضد الإنسان والإنسانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق