الوشق المصري.. جندي جديد في مواجهة الصهيونية
قلم التحرير
في الوقت الذي يرتقب فيه الكيان الصهيوني تحقيق آماله، ودق طبول النصر، ضاربًا بالقوانين والمبادئ الدولية والإنسانية عُرض الحائط، متحصنًا بأحدث الأسلحة والذخائر، متباهيًا بقوته وجبروته، إذ بالوشق المصري ينضم إلى صفوف المقاومة، ليقف في ساحة القتال، معربًا عن هشاشة وضعف العدو الغاشم، مستنكرًا هدم البيوت على رؤوس ساكنيها، محتجًا على المجازر وإرهاق أرواح الأطفال، منددًا بالنيران التي طال لهيبها الأخضر واليابس، وحاله يقول: أي ذنب اقترفته خيم اللاجئين لتحترق تحت القصف؟ أي كبيرة فعلها الأبرياء لتتلاشى صرخاتهم في الدخان، أي جرم ارتكبته الطفولة وبراءتها ليحرموا من حقوقهم في الحياة؟!الوشق المصري
الوشق المصري أو القط البري عبارة عن فهد صغير، يتميز بخفة حركته أثناء الانقضاض على الفريسة، وينتمي إلى فصيلة السنوريات، ويعد واحدًا من الحيوانات الثديية المفترسة (آكلة اللحوم)، ويستوطن هذا الحيوان الغابات، والصحاري، والمناطق الجافة ذات الأمطار المنخفضة، ويتراوح طوله بين 60 إلى 130 سم.هجوم الوشق المصري على جنود الاحتلال «الإسرائيلي»
الوشق المصري و«إسرائيل».. من الأمور التي أثارت جدلًا واسعًا على محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث قام الوشق المصري بالدخول إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية بالقرب من جبل حريف على الحدود المصرية الفلسطينية، ومن ثم هاجم بعض جنود الاحتلال، مما أدى إلى إصابتهم بالعديد من الجروح.ونظرًا لسرعة انتشار حادثة الوشق المصري و«إسرائيل»، واهتمام الرأي العام العربي بها، واستدعاء الجيش «الإسرائيلي» العديد من الخبراء للتحقيق في الأمر.. تدخل كثير من متخصصي توثيق الحياة البرية لتفسير هذه الحادثة، حيث أكد أحدهم على أن الوشق المصري منتشر في البيئة الطبيعية لسيناء، ورجح أن تكون أنثى الوشق هي التي قامت بهذا الهجوم، فمن المحتمل أن يكون الجنود قد اقتربوا من صغارها وأفزعوهم، وهذا ما دفعها للدفاع عنهم، ذلك لأن الوشق المصري من الحيوانات التي نادرًا ما تهاجم البشر إلا في حالات نادرة كأن تشعر بالخطر على صغارها.والسؤال الآن: حيوان بلا عقل يهاجم بلا تراجع دفاعًا عن صغاره، غريزته تحتم عليه ألا يخذلهم أو يفرط فيهم، فكيف لبشر منحه الله العقل والإرادة أن يمل من الدفاع عن أطفاله وأرضه؟
كيف يُطالَب الفلسطينيون بالاستسلام، ويجبروا على التهجير، وهم أصحاب الأرض والحق؟!
حادثة الوشق المصري وغزوة بدر الكبرى
على الرغم من صغر حجم حادثة الوشق المصري و«إسرائيل» إلا أنها تحمل بين طياتها رسالة أمل لأهل غزة، كما بشر الله أهل بدر، فعلى الرغم من أن الفلسطينيين فئة قليلة منزوعة السلاح، منهوبة الموارد، محاصرة بلا خيار، فإنها مسلحة بالعزيمة والإرادة والإيمان، تواجه جبروت المحتل بصدر ثابت، مثلها كمثل أهل بدر الذين لم يخشوا قلة عددهم، ولا قوة عدوهم، فأنزل الله السكينة عليهم، وأرسل جندًا من عنده لنصرتهم، قال تعالى: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ) (الأنفال:9)، فنصر الله بهم الإسلام، وقال عنهم النبي ﷺ: «لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» (رواه البخاري).فكما لم يكن المسلون وحدهم في ساحة بدر، فإن الفلسطينيين لن يكونوا وحدهم، فهناك جنود لم يروها، تنتقم لهم، وتسير معهم، وتسند ضعفهم، وتكمل صفوفهم، وتضاعف جهودهم.. آخرها حيوان الوشق المصري الذي هاجم الاحتلال وكأنه جند من عند الله يرفض الاحتلال ويهاجمه، يسبقها النيران التي التهمت غابات أميركا بلا رحمة، وكأنها الطير الأبابيل التي أرسلها الله -تعالى- على جيش أبرهة، يسبقهم الغراب الذي سرق علم الكيان الصهيوني من على ساريته ورمى به في الأرض، وغيرها من الأحداث التي إن دلت فإنما تدل على أن هذا الكيان المصطنع أجبن أن يواجه أصحاب الأرض وحده، وأوهن من أن يحمل علمه الريح، أو أن يذكره التاريخ.
الرسالة الغامضة وراء هجوم الوشق المصري وحرائق الغابات في أمريكا
ختامًا:
هذه الحادثة لم تكن مجرد صدفة، بل حملت بين طياتها رسالة واضحة، وهي أن الأرض ليست للصهاينة، حتى وحوشها ترفضهم، ولله جنود لا تنتهي، منها ما يرى، ومنها ما يحسم المعركة دون أن يلفت الأنظار، فقد يكون بشرًا يقاتل، أو حيوانًا يفترس، أو ريحًا تعصف، أو نارًا تشتعل، فالجنود كثر، والرسالة واحدة: لا يدوم ظلم، ولا يستقر احتلال، والعدالة وإن تأخرت في أعين البشر، فإنها وعد لا يسقط بالتقادم.
قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا) (النور:55)، ويومًا ما سنردد: (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۖ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:45).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق