الخميس، 24 يوليو 2025

مجاعة غزّة.. و”أكل العيش”!

 مجاعة غزّة.. و”أكل العيش”!


تعيش غزّة بمليونين من فلذات أكبادها تحت خطِّ الحياة؛ لا خطّ الجوع أو الفقر أو الحرب. 

لا معيشة، ولا لقمة، ولا شربة، ولا كلمة في حرم المجاعة سوى الخذلان، ولا معنى سوى الحرمان. 

تشاهد غزّة مشاهديها، وترقبهم وعيونهم محدقة بها، يتفحصون جلدها المنحوت على عظم، وقلبها المتوقف عن ضخ الدم، وعيونها الشاخصة كأنّها لميتة تسير على الأرض، ولبدنها الذي يبدو الهيكل العظمي أسمن منه، ولا يصدق أحد ما يجري، لا غزّة، ولا العيون الصادقة والدموع الكاذبة، قدرٌ من الوقاحة أكبر من أن تتحمّله شاشة واحدة، وقدرٌ من الألم أكبر من أن يحمله كوكب برمته، وإن  حملته هي وحدها.. مجاعة يا عمي، مجاعة.


وبينما هي على ذلك، مسكينةً شريدة وحيدة مجوّعةً شهيدة، تتقافز أمامها بين كلّ فينة وأخرى أطباق من كلّ ما لذّ وطاب، أطعمة من وادٍ آخر، ليس فيها الدود مع الخبز، ولا التّراب مع ذرات بيضاء يشتبه في كونها 50 جرامًا من الطحين مع 50 كليوجرام من الوهم، ترى موائد ممتدة تكفي لإطعام غزّة عشر سنوات، بمحتوى لا ينضب، ولا يتأثر، لا بحرب ولا بمجاعة ولا يحزنون، ولا يحزنون فعليًّا، لا يعنيهم شيء، سوى “أكل العيش”، يفعلون ما يفعلون، ويخبرونك أنّه “أكل العيش” الذي يجبرهم على مواصلة “فلوجات” الطعام، ووصفات الطبخ، وهم يسألونك بعينين جريئتين حتى تكاد تشك في نفسك، وعظامك المنسحقة وهنا: وهل المطلوب منّا أن نجوع أيضًا لنشعر بك؟

والحقيقة أنّ هذا ما حذرنا منه سنوات وسنوات، لا لمجاعة ولا لحرب، وإنما لفراغ الإنسان من أيّ قيمة حقيقيّة، راهنًا نفسه لـ”محتوى” يقدّمه، حتى وإن كان سرابًا، وإن كان معجونًا من فراغ، لا شيء سوى ضجيج كاميرا وضجيج إعجابات وضجيج مشاهدات، ثمّ.. لا شيء، سوى أن بات الإنسان بهيمة مربوطة في حساب على عالمٍ افتراضيّ، استبدله بعالمه الحقيقيّ، حتى إذا انتهى شحن البطارية كأنّما أصيب بغيبوبة، حتى يفيق الهاتف فيفيق هو أيضًا، رهينة لا يملك من أمره شيئًا، فلا يملك موقفًا أخلاقيًّا، ولا رجولة ولا نخوة ولا شهامة، كأنّما كلما نادت غزّة “وامعتصماه”، أجاب الصدى: “محتوااااي”!

في السجن، في زنزانةٍ استطعت فيها لأيام تدبير هاتف وضيع أستطيع منه متابعة ما يجري في الخارج، ومع جوع بسيط في الداخل، أو حرمان من بعض أصناف الطعام، وهو لا شيء مقابل مجاعة غزّة، كانت صور الطّعام تؤذيني، وصور الشّراب وما لذّ وطاب تقلب عليّ المواجع، لا حسدًا لصاحبها، ولا حنقًا على حياته، ولا حقدًا إزاء سلامته، ولكن فتنة في محنتي، وريقًا جاريًا في حلقي دون أن يجد ما يبلله ويجبر لهفته، وعليهِ كانت المحنة أشدّ حين يواجه الحرمان بصور الخارج المترَف، بينما أبدو ضائعًا في متاهةٍ لا قرار لها، أتلهف لصورةٍ قادمة، لا لطعامٍ قادم، صورة تحمل من الطعام عينَ الطعام الذي بين يديّ، فأشعر بأنّني لست وحدي، وأنّ ثمّة من يطعم ما أطعَم!

تخيّلوا، تلك المحنة التي لا تساوي مثقال ذرة عالقة في نعل طفلٍ يعاني بغزّة، كم كانت المشاعر فيها مختلطة حين أرى صورة “عافية” وأنا في سقم السجن والزنازين، فكيف بمن يموت ابنه بين يديه، يهلك الولد، ويعجز والده عن إنقاذه بكسرة خبز، وتعجز أمه عن إعادته للحياة برشفة حليب، ثم يتصفح هذا المكلوم جواله ليرى من يتضامن معه فيفاجأ بسفرة عامرة من المنسف، يتقاطر الجميد فيها على اللّحم، وتلمع حبات الأرز، بينما تلمع في الآن ذاته نهاية الطريق والدنيا، ويبرق الموت من هوّة في السقف، ثم يفاجأ بشوكة تهبط من الأعلى بسرعة جنونية، مع رائحة بارود نفّاذة، ليفيق من المشهد السفليّ على المشهد الحقيقيّ، وهو أن قطع اللّحم تلك التي كانت على المنسف، كانت تخصه هو، بشحمه ولحمه!

سفَلة كثر، لا وصف آخر، يظنون أنّ قلوب المتابعين الوهميّة على منشوراتهم أهم من قلوب غزّة المكلومة، ويرون أن مشاهداتهم المزيّفة أهم من مشاهديهم المجوَّعين، ويعتبرون أن طبيعة محتواهم عذر لهم في البقاء أسرى داخل ذلك المستنقع النتن، وأنّ “أكل عيشهم” أهمّ من مسغبة الغزّيّين وأكلهم أنفسهم، ويجهلون أنّ تلك الأواني ليست وحدها التي تدور، ولكن تدور الأيام أيضًا، بين دناءة “المفاجيع”، وعلو” “المفجوعين”.

فرجاءً، كفوا غزّة أطباقكم، ما دام طبقها فارغًا، وما دامت ملاعقكم مقصورة عليكم، وما دامت نيرانكم مشتعلة تحت الخراف وهم مشويّون فوق نيرانهم، وليذهب “عيشكم” وعيشتكم إلى الجحيم.

مصر العظيمة التي أحن إليها وتبكيني مرتين!

 مصر العظيمة التي أحن إليها وتبكيني مرتين!

شهادة في الصميم شاب مصري يلقي زجاجات الطحين لأهل غزة

  مضر أبو الهيجاء

إن مشهد الشاب المصري ابن أرض الكنانة مصر 

المنتمية والطاهرة، وهو يلقي بزجاجات الطحين 

والسكر في البحر، مبتهلا إلى الله أن يحملها في

 البحر إلى أهل غزة المكلومين،

مشهد مؤثر أبكاني مرتين!

الأولى:

كم وحجم وشكل العجز الذي وصل إليه المسلمون في

 القرن 21، حيث لم يستطع أقرب الناس أن ينقذ أخاه،

 حتى بات يخاطب البحر ويرسل أشواقه وحنينه ويبث

 آلامه عبر الأثير!

الثانية:

غفلة قيادات المرحلة البائسة التي تمر بها فلسطين

 وعموم منطقتنا العربية، عن كنز عظيم وخامة رفيعة

 هي شعوب أمتنا التي تصطبغ بالدين، وتتشكل

 وحدتها الشعورية من القرآن الكريم والسنة والسيرة

 النبوية، ثم بعد هذا لا تجد من تلك القيادات إلا تأثيما

 للكرام وتمجيدا وتعويلا على مشاريع اللئام!

جانب الصواب كل من فهم الإعداد المطلوب في

 مواجهة الأعداء دون اعتبار حركة الشعوب خامة

 التغيير الحقيقية.

فهل ستتخلص قيادات المرحلة الضبابية من دين

 وديدن الحزبية، وتدرك أن خامة النصر متوفرة

 حولها في كل مكان وكل الدول العربية، ولكنها

 تجاوزتها وبنت على حركتها وجماعتها الحزبية، ثم

 بعدما فشلت جلدت الشعوب المنتمية، ولعنتها على

 المنابر في نفس الوقت الذي أثنت فيه على أعداء الله

 والأمة والدين، وذلك انطلاقاً من الأصول غير

 الشرعية، التي استبدلت مفهوم الحزب ومصالحه

 بمفهوم الأمة ومصالحها العلية!

مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 24/7/2025


رموز العلمانية في عالم الإسلام

 رموز العلمانية في عالم الإسلام

د. علي محمد عودة

أستاذ متخصص في تاريخ الحروب الصليبية، وتاريخ العدوان الفكري الغربي على الإسلام


لم يكن رموز العلمانية في عالم الإسلام سوى منتج رديء لمشروع صمويل زويمر بعد أن فشلت جمعياته التنصيرية الباهظة التكاليف في تنصير المسلمين.

فقد أعلن زويمر في كتابه الذي صنفه عن ريموند لول سنة 1902م انه أصبح يرى فجر النصرانية في كل مكان من العالم الإسلامي الواقع تحت الاحتلال الغربي وذلك الفجر الذي رآه زويمر بسبب ان المنصرين أصبح في مقدورهم التحرك بحرية في ديار الإسلام الواقعة تحت نير الاستخراب (وليس الاستعمار) الغربي.

وبعد مضي أكثر من ربع قرن أصيب المنصرون بالإحباط بعد ان فشلوا في تنصير المسلمين رغم الجهود المضنية التي بذلوها والأموال الكثيرة التي انفقوها وعندما فشل المنصرون في تنصير المسلمين أعلن صمويل زويمر ان العمل يجب ان يقتصر على اخراج المسلمين من دينهم ولذلك شكلوا طائفة تحت شعار العلمانية ومنذ ذلك الحين بدأت طائفة العلمانية ليس في تغريب المجتمع الإسلامي بل في تخريبه لأن الغرب لن يرضى للمسلمين ان يصبحوا مساوين له في التقنيات.

وعلى الرغم من الجهود الشرسة التي يبذلها رموز العلمانية لتخريب عالم الإسلام فأن مصيرهم الى الزوال بفضل مقاومة علماء الإسلام ووعي المسلمين وفوق هذا وذاك ان رموز العلمانية يحاربون دين وعد الله تعالى بنصره واظهاره على سائر الأديان. 

ولن تقوم الساعة حتى يتحقق هذا الوعد الإلهي.

ومن عجب ان صمويل زويمر صنف كتابه عن أشهر وأخطر منصر في التاريخ. 

وهو القطالوني ريموند لول الذي وضع خطط ومناهج يسير عليها المنصرون الى اليوم وقد انتهى زويمر من الكتاب وهو في البحرين سنة 1902.

وزعم في مقدمته ان ريموند لول هو الرائد الأول للمنصرين وانه كتب عنه لينقذ الذاكرة من نسيانه وقد زعم صمويل زويمر في مقدمته انه لا يمكنه هو وسائر المنصرين ان يردوا الجميل لريموند لول الا بتحويل العالم الإسلامي بكامله الى النصرانية وانه صنف كتابه عن ريموند لول ليستفيد من صراعه مع الإسلام الذي وصفه زويمر بأنه (الغول العتيد الذي تحدى جيوش الرب القوي لمدة ثلاثة عشر قرنا).

ورغم تلك الآمال التي عبر عنها صمويل زويمر في مقدمته وخاتمته لكتابه عن لول. فقد ذهبت ادراج الرياح وقرر بعد الفشل انشاء تلك الطائفة العلمانية البائسة.

ولن تستطيع تلك الطائفة العلمانية البائسة القضاء على الإسلام بعد ان عجز النصارى بجيوشهم ومنصريهم القضاء عليه لمدة ثلاثة عشر قرنا كما قال زويمر.

الإسلام ليس الغول العتيد مثلما زعم زويمر بل هو الحق المبين الذي سوف تندحر امامه كل جيوش ابليس وحجج المبطلين من المنصرين وأفراخهم العلمانيين.

غزة... تختبر ضمير العالم!

 ربيع الكلمات

غزة... تختبر ضمير العالم!


هنا أرض غزة التي تختبر ضمير العالم، وتقول له: ثمة جوع يفتك بالأجساد كما تفعل القنابل... وثمة موت صامت لا يُرى دخانه، لكنه يحرق الأمعاء والأرواح معاً.

غزة الآن ليست أزمة غذائية عابرة، بل مجاعة مصطنعة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يفرضها حصار خانق وقصف لا ينقطع منذ أكثر من تسعة أشهر. 

لقد انهارت المنظومة الحياتية بأكملها، وأصبح الأطفال، قبل الكبار، وجوهاً شاحبة في مشهد يُدمي القلوب ويعري الضمائر.

فكيف ينام العالم هانئاً وهناك مئات الآلاف بلا طعام، يئنون تحت سقف الموت والجوع معاً؟

تُشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الوضع الغذائي في قطاع غزة بلغ المرحلة الخامسة (كارثية) وفق تصنيف «آي بي سي» (IPC) العالمي لانعدام الأمن الغذائي، وهي أعلى درجات التصنيف... «خطر المجاعة».

ووفقاً للتقييم الصادر في مايو 2025، فإن نحو 470 ألف شخص - أي ما يعادل ربع سكان القطاع - يعانون من جوع كارثي، بينما يعيش باقي السكان بين مرحلتَيْ الأزمة والطوارئ الغذائية.

في غزة اليوم، لا تُسمع أصوات الانفجارات وحدها، بل تُسمع معها صرخات أمعاء خاوية، وأجساد ذابلة، وأطفال تتقافز عيونهم بين السماء والأرض باحثين عن كسرة خبز، أو رشفة ماء نظيف، أو جرعة دواء تخفف أوجاعهم.

إن ما يحدث في غزة اليوم ليس أزمة عابرة، بل مجاعة مصطنعة مكتملة الأركان، يصنعها حصار محكم وقصف مستمر منذ أكثر من تسعة أشهر، حتى انهدّت أسقف البيوت وأسقف القلوب معاً، فلم يعد هناك بيت يؤوي، ولا مستشفى يداوي، ولا سوق يبيع شيئاً، يؤكل أو يُشترى.

صور لا يطيقها قلب بشر... أكثر من 1.1 مليون إنسان يعيشون المرحلة الخامسة من انعدام الأمن الغذائي، وهي مرحلة الموت جوعاً.

نصف مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد، بعضهم لا يجد حليباً يسد رمقه، فيذوي أمام عيني أمه التي تكتفي بإخفاء دموعها لئلا يزداد وجعه وجعاً.

وفيات الرضع بدأت تتسع، لا بالقنابل هذه المرة، بل بغياب شربة حليب تحفظ الروح متصلة بالجسد.

تقول أم فلسطينية وقد غلبها البكاء «والله ما ذقت طعاماً منذ سبعة أيام، كل ما أريده أن ينام أطفالي من دون بكاء الجوع، حتى لو كان آخر يوم لي في الدنيا».

أي قلب يحتمل هذا المشهد؟ وأي حضارة هذه التي تباهي بتقدمها، بينما يموت أطفال غزة عطشاً وجوعاً ومرضاً؟

لقد دمرت الحرب أكثر من 70 في المئة من المزارع والأسواق ومخازن الغذاء، بينما تُمنع قوافل الإغاثة والمساعدات من الدخول، في خرقٍ صارخٍ للقوانين الدولية كافة. وتشير دراسات اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن التجويع يصبح سلاحاً عندما يُستخدم لإحداث ضرر مباشر في المدنيين من خلال تعطيل منظومة الغذاء، وليس نتيجة عارضة للنزاع.

وهناك اتفاقيات عدة تحظر استخدام التجويع كسلاح وتحذّر من وقوعه في أي حرب... اتفاقيات جنيف عام 1949، والبروتوكول الإضافي الأول، عام 1977 «تحظُر استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب، خصوصاً ضد المدنيين.

ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، عام 1998، يعتبر»تجويع السكان المدنيين عمداً» جريمة حرب، إذا كان يتم عبر منع الإمدادات الضرورية لبقائهم.

وقرار مجلس الأمن 2417، عام 2018، يدين استخدام الجوع كسلاح، ويربط بين الصراعات المسلحة، وانعدام الأمن الغذائي، وخطر المجاعة.

لكن مع الأسف ليس هناك إرادة سياسية لنصرة المظلوم والوقوف بجانبه بسبب أن القوى العظمى تدعم هذه التصرفات اللاأخلاقية...

ما يجري اليوم في غزة يجعل الإنسان يفقد الثقة بالمجتمع الدولي... أي نوع من السلام يريدونه وهم يستخدون سلاح التجويع المجرم بالقانون الدولي!

أمريكا وإسرائيل وصفرية الحرب على الأمة

  أمريكا وإسرائيل وصفرية الحرب على الأمة

  
كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

تعيش النظم الغربية الصهيونية والصليبية بصفة عامة والكيان الأمريكي الإسرائيلي بصفة خاصة صفرية المعركة مع الأمة الإسلامية في فلسطين المقدسة وكافة الجغرافيا الإسلامية حيث اعتمدت الأمم المتحدة على تضييع حقوق الأمة العربية والإسلامية على رؤى صفرية تحقق نتيجة واحدة حراسة القوة الإسرائيلية من خلال عدة قرارات وظيفية تقوم من خلال النظام الدولي والنظم العربية التي نتجت لحراسة أمن الكيان اللقيط.

جميع الإدارات الغربية في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية لا ترى إلا حراسة راس الافعى الإسرائيلية وجعلها كيان فوق كل القرارات الدولية ولم توضع سياسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الا لحراسة الأهداف العامة لليهودية العالمية والتي تكمن في الدفاع على وجود إسرائيل ثم جعل إسرائيل هي الكيان المهيمن على الشعوب المحيطة حتى لو تطلب الأمر الحرب المباشرة على الدول ذات التوجه الجهادي  ضد يهود أو تطلب الأمر إلى سلاسل الحروب الغير مباشرة على الشعوب عامة والدول المجاورة لفلسطين خاصة ومصر الكنانة اشد خصوصية .

الحرب على الشام قبل عقود ست لتمكين طاغية العلوية النصيرية بشار الزنديق المعروف بالأسود كانت حرب عقائدية خالصة تهدف على هدم الكيان العقدي للأمة العربية والإسلامية.

الحرب على السنة من خلال تمكين شيطان القرن الخميني من رقاب الأمة السنية المباركة في العراق والشام واليمن والاحواز لتصبح الأمة مجرد ارقام من الضحايا والشهداء أمام عصابات الإجرام الشيعي.

الحرب على الأمة الشامية بعد تمكين الدجال حسن نصر الله الذي هلك بعدل الله ونسأل الله أن يرحمه ويرحم الموتى المسلمين.

الحرب المباشرة على الشعب الفلسطيني عامة والأمة الغازية خاصة من السابع من أكتوبر هذا العلم أو الذي قبله.

أمريكا والغرب والصهيونية لا تريد الا الخلاص من الفلسطينيين ومع ذلك يراهن القادة العرب على تغيير الأمور وفقا لتوجيهات الافعى الصهيونية والصليبية الصفوية.

هل من العقل والمنطق أن تكون الطائرات والجيوش اليهودية تقتل وتدمر الدولة والأمة الفلسطينية منذ ست عقود وأكثر وما ذلك يحرص العرب على لغة السلام والمفاوضات التي يتلاعب بها الغرب على الأمة العربية والإسلامية؟

الحرب الإسلامية ضد اليهود والغرب الصهيوني لن تقسم النتائج على اثنين مهما حاول ساسة الغرب أو ثعالب البيت الأبيض أو دعاة السلام الوهمي في بلاد العرب والمسلمين.

أمريكا والغرب وإيران الصفوية وأوروبا الصليبية جعلوها صفرية بالأفعال والاقوال ضد أهل السنة والجماعة أمة العرب والمسلمين فلا تحيدوا عن الطريق واقبلوا الواقع كما هو فلا تسمحوا بالتدليس ولا بتغيير الحقيقة لمجرد اللقاءات العشوائية حول موائد المكر الأمريكي الغربي الصهيوني والصليبي لخدمة الكيان الصهيوني.

يا قادة الأمة العربية والإسلامية بصفة عامة ويا حكام بلاد العرب السنة بصفة خاصة عيشوا الحدث بما يوازيه وعلى حقيقته فوالله لن تقبل إسرائيل الا بتدمير جميع بلاد العرب والمسلمين.

يا قادة بلاد العرب السنة والأمة الإسلامية عامة والله الذي لا اله الا هو إن لم تذهبوا إلى قتال اليهود وانتم مختارون للقتال معدين تمام الاعداد سوف يأتي اليكم اليهود لأنهم دعاة فساد وإفساد وتدمير للشجر والحجر.

يا قادة العرب والمسلمين اليهود لم يخضع لله رب العالمين الا بعد أن رفع الله الجبل فوق رؤوسهم فهل يستقيموا لكم حول مائدة المفاوضات؟!!!!!!

قال تعالى: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. (سورة الأعراف).

يا أمة العرب والإسلام والسنة عيشوا الحدث بما يوازيه قبل أن تكونوا جزء من تاريخ المكر الصهيوني الخدام لتمدد إسرائيل.

يا قادة العرب والمسلمين أغيثوا غزة والعراق واليمن والاحواز وأهل السنة في الشام فوالله لإن ضاعت غزة فلن تبقى مواضع أقدامكم الا تحت عقل ذليل وقلب بلا جسد أو جيد بلا روح .

يا شباب الأمة اعتبروا قبل أن تكونوا عبرة كونوا أمة ولن تكون الأمة إلا بالسنة المحمدية ولن تكونوا بالسنة الا بالصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وجماع ذلك في التخلي على الرايات الطائفية والجماعات السياسية المدمرة للامة لنعيش الواقع كما يجب والمستقبل كما يكون حينها تصبح فلسطين للأمة من النهر الى البحر والعراق سنيا والشام أمويا واليمن سعيدا بالتوحيد والحجاز مدنيا والقاهرة يغرد فيها أصوات الصحابة وفقه الشافعي وسيف ابن العاص وحكمة صلاح الدين وبطولة قطز والسادس من أكتوبر بشباب يعيشون صفرية المعركة مع اليهود وعموم الباطل سواء كان يهوديا أو صليبيا أو خمينيا أو قبوريا باطنيا أو علمانيا.

عوام الأمة هم دعاتها اليوم وهو سر التيه الكبير!

عوام الأمة هم دعاتها اليوم وهو سر التيه الكبير!

جيل الاستبدال أم جيل التغيير!؟

  مضر أبو الهيجاء

لم أقصد الطعن في العلم والعلوم والدعوة والإصلاح، فالمسألة لا تتعلق بحفظ المتون، ولكنها تتعلق بالدعاة المبرزين في الساحات، والمعبرين عن الأطر والحركات!

إن خطاب الدعاة هو المقصود بالنقد، وهو عقل كثير من العلماء الذين يميزهم ضعف الفكر والتصور والفهم، والذي يظهر ضعفه وخوره اليوم في الخطاب الإسلامي القاصر والمعاق!

 

فمن هو العالم المطلوب اليوم؟

إن العالم الذي تنتظره الأمة هو الذي يتميز بالجمع بين الصدق والفهم وشجاعة الموقف، فهي ثلاثة عناصر وليست واحدة، ولا تكفي فيها اثنتين، وبدون تلك المواصفات سيتشابه موقف الداعية والعالم مع العامي والجاهل، فكلاهما يعبر بعواطف دون عقل راشد ولا فهم عميق ولا عمل جاد، ينقل الأمة عبر خطوات عملية لصنع وقائع مختلفة وجديدة، وليس نوح ولا ردح متواصل لا يغني ولا يسمن من جوع، مهما جمع من إعجابات وتصفيق.

 

والسؤال المطروح هو:

أمام تجويع غزة، ونحر المسلمين وحرق أطفالهم في السويداء وحوران الفلسطينية، كيف السبيل للخروج من المأساة التي ستنتقل من جغرافيا عربية إلى أخرى إسلامية، دون تفريق إلا عند من يعبدون صنم الأوطان؟

مرت سنتين والعالم العربي والإسلامي والغربي والشرقي يشاهد حرق الأطفال في المستشفيات الغزية على شاشات التلفاز بشكل مباشر يعرض مراحل حرق لحوم أهل غزة وهي تتدرج نحو الموت حتى تخرج منها الروح!

إن ما حصل ولا يزال يحصل في غزة يمكن أن يمتد من سنتين لعقدين قادمين وأكثر، فما المانع من نقله إلى مصر والسعودية وتركيا، لإزهاق مواطن الثقل في الأمة وتمزيق دولها وحرق وإضعاف وإخضاع شعوبها، قبل وصول المنعرجات الدولية القادمة؟

 

لا تجلدوا أنفسكم بل ارتقوا بعقول قلوبكم؟

لم يفلح مجموع الأمة وشعوبها ولا حركاتها ولا آحادها وأفرادها بفك الحصار عن أهل غزة، كما لم يفلح أحد منا بإطعام أهلها الذين يموتون كل يوم جوعا بسبب التوحش الإسرائيلي بإيعاز أمريكي صليبي حاقد ولئيم.

 

غياب العلم ورفع العلماء وتيه القادة!

تنتقل الأمة اليوم من تخبط إلى تخبط، ولعل محارق غزة -التي جاءت نتيجة الارتباط بمحور المقاومة ولوثة مفهوم وحدة الساحات الإيرانية، ونتيجة للرؤية الأمريكية في ضرورة تغيير وإعادة ترتيب أوضاع عموم المنطقة بعد الحلول الثقيل فيها من خلال نافذة غزة التي وقع ربانها في الفخ- كشفت وعرت هزال الحركات الإسلامية وإشكالية عقل وخطاب وفهم العوام المتحكم والمسيطر على عقول كثير من الوعاظ والقادة الحزبيين والدعاة، وإن كان كثير منهم يوصفون في الإعلام وعلى المنصات بالعلماء!

تصور يا رعاك الله أن عامين من ذبح ونحر الفلسطينيين في الشام أعقبه نحر وحرق السوريين في نفس الجغرافيا، ولا يزال الخطاب العلمائي أجوف من أي حل وخال من أي خطوة تسهم في تغيير الواقع القائم، ولو بوضعه على سكة توصلنا إلى الهدف، وتسهم في تقليل الشرور الواقعة، وتمنع أو تؤخر الشرور القادمة!

بل إنه لمن الخزي الكبير والمشهود اليوم أن يتبارى العلماء والعوام في التعبير عن العواطف وسيل الدموع، دون التفات وتوقف لحقيقة المطلوب من علماء الوقت في النوازل العظيمة التي تحل في الأمة بين شعوبها والمشاريع المعادية لهويتها وثقافتها!


وبعد كل هذا فإن سؤال الوقت يقول: أين يكمن الحل؟

إن العجز العربي والإسلامي الشعبي والحركي ليس ناتج عن غياب الصدق أو عدم الجاهزية للتضحية والبذل، بل إن الأمة العربية والإسلامية بمجموع شعوبها جاهزة أكثر من علمائها وأصدق من حركاتها.. فأين يكمن النقص وما هي معضلة الحل؟

 

غياب الدولة الجامعة المعبرة عن الأمة الموحدة!

يمكن للإدارة الأمريكية الصليبية -من خلال ذراعها الإسرائيلي التنفيذي الحقير، أو من خلال الطوائف العربية والأعجمية المفارقة للهدى والسوية والدين، والناقمة على أتباع محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من النقمة على الشياطين- أن تستمر بذبح المسلمين -دون غيرهم- في فلسطين وعموم الشام ثم تنتقل لذبحهم في مصر والحجاز ونجد، وكذلك في تركيا وباكستان وكل مكان يرفع فيه الأذان!

إن ما حصل في الشام الكريم ومن قبله في العراق العظيم واليمن الحزين، وما يحصل الآن في فلسطين، لن يتوقف مهما تضاعفت عواطف الجماهير وعلا عويل العلماء والدعاة المهمومين والصادقين، دون أن يسترد المسلمون دولة الإسلام، ولو بشكل تراكمي يخرج من لوثة الدولة الوطنية التي أصبحت بسبب التصور القطري المفارق للدين، قفصا فولاذيا يحبس المسلمين ويهرق طاقات المجاهدين، ويبدد جهود الموحدين والدعاة والمصلحين!

والسؤال يقول في ظل الوضع الفلسطيني السوري المعقد، كيف يمكن الخروج من عنق الزجاجة لاسيما ونحن وشعوبنا نذبح؟

الحل في التراجع عن المطالب السياسية الوطنية المحدودة وإعلان العلماء هدف بناء الدولة الإسلامية الجامعة عبر نافذة تتصف اليوم بالجاهزية، وهي وحدة الشعوب في فلسطين والشام ومصر والعراق.

مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 21/7/2025