شفيق وجبهة الإنقاذ
فراج إسماعيل
كل الأحاديث التي أجريت مع أحمد شفيق خلال الفترة الماضية متشابهة فيما عدا ما كشفه تحت وطأة انفعاله بأن جبهة الإنقاذ أوفدت له خالد يوسف "الرجل الثاني في التيار الشعبي بعد صباحي" للتحالف معه.
ما قاله لم يمر مرور الكرام، فقد ردت جبهة الإنقاذ بأن خالد يوسف سيرد بنفسه عقب عودته من الخارج، سيما أن شفيق كان واضحًا تمامًا وهو يقول لقيادات الجبهة الذين أحصاهم بثلاثة عشر أولًا ثم سريعًا طرح منهم واحدًا، بأن أكل عيشهم كله من الفلول.
نذكر بما قاله شفيق أو من فاته الحوار الذي أجراه معه مصطفى بكري.. "اشتغلوا لمصر وشوفوا الخيبة اللي انتوا فيها، خبرة أحمد شفيق وما قدمه لمصر تفككوا كلكم يا 12 واحد. الجبهة أرسلت لي اللي اسمه خالد يوسف للتفاوض حول الانتخابات ورددت عليها بطلبات لشروط التحالف ولكنهم اختلفوا عليها. إن كنتم ترفضون العمل مع الفلول كما تدّعون أذكركم أن أكل عيشكم كله من الفلول. الزموا حدودكم واعرفوا انتو بتكلموا مين".
كلام محرج جدًا لكل قيادات الإنقاذ والتيار الشعبي ولخالد يوسف شخصيًا الذي له حديث مع المذيع اللبناني طوني خليفة بالإضافة إلى تصريحات عديدة يصف فيها شفيق بالثورة المضادة.
يقولون إن السياسة في جانب منها "لعب تحت الطاولة"..
لكن لحدود اللعب أصول وشروط لا تتجاوزها فيختلط الحابل بالنابل.
الجبهة التي تزعم أنها تحمي الثورة وتتبناها وتحارب الانقضاض عليها، لعبت تحت الطاولة عكس المعلن تمامًا، مما يجعلنا أمام استنساخ فعلي للثورة المضادة التي قضت على البطل القومي الإيراني محمد مصدق رئيس الوزراء بين عامي 1951 و1953 وذكرنا بمأساتها الكاتب الكبير فهمي هويدي في مقال له مؤخرًا.
مصدق حورب بمظاهرات واعتصامات وبلطجية كما حال مصر حاليًا وركز الإعلام على إهانته والحط من قدره.
ومثل حالنا الآن كان يروج أيامها بأن المتظاهرين والبلطجية الذين دفع بهم إلى الشوارع للتخريب وقطع الطرق والاعتصام في الأماكن الحيوية، ثوار يحمون ثورتهم ويحاولون إنقاذ البلاد من مصدق الذي زعموا أنه وراء الانهيار الاقتصادي.
لاحقًا تبين أنه من تدبير المخابرات الأمريكية والبريطانية.
ما يحدث في مصر نسخة طبق الأصل، لكن إرادة الله تشاء أن تنكشف بعض أهم الخيوط عن طريق أحمد شفيق نفسه، وأكيد أنه يقصد ما قاله، فالحوار مسجل وكان بإمكانه التراجع بحذف تلك العبارة المثيرة للجدل.
يبدو أن شفيق قرر أن يتحدث عن كل من لعبوا معه تحت الطاولة..
farrag.ismail@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق