المفكر الإسلامي حذر من مخطط صهيوني لتفتيت الأقطار الإسلامية
الذين يؤمنون بوجود اله حتى ولو لم يعبدوه أقل من %14 من الأوروبيين
%5 من الفرنسيين يذهبون الى الكنيسة اي اقل من نصف المسلمين الذين يصلون الجمعة في فرنسا
كتب حسن عبدالله:
قال المفكر الاسلامي د.محمد عمارة ان مخطط اعادة التفتيت لأقطار الأمة الاسلامية يؤرقه بشدة هذه الايام.
وأضاف في تصريحات لـ«الوطن» ان الاستعمار بدأ تفتيت العالم الاسلامي باتفاقية سايكس بيكو 1916م، التي كان تنفيذها المقدمة لاسقاط الخلافة الاسلامية 1924م، وازالة رمز الوحدة الذي ظل قائمًا منذ ظهور الاسلام وحتى ذلك التاريخ.
واشار الى انه منذ سقوط الخلافة الاسلامية تبعثر العالم الاسلامي الى كيانات قطرية هزيلة، يقترب عددها من الستين، لكن قيام الكيان الصهيوني في قلب العالم العربي 1948م، قد فتح الباب لمرحلة أكبر وأخطر، في تفتيت عالم الاسلام، منوها الى ان المستشرق الصهيوني برنارد لويس، كان قد دعا -منذ قيام اسرائيل- الى اعادة تفتيت بلاد المسلمين، على أسس دينية وعرقية ومذهبية، وذلك باضافة أكثر من ثلاثين كيانًا سياسيًّا جديدًا، حتى يقترب عالم الاسلام الى تسعين كيانًا، وذلك «لضمان أمن اسرائيل»!!
مخطط صهيوني
وقال د محمد عمارة ان تنفيذ هذا المخطط بدا منذ خمسينيات القرن العشرين -وكتب عنه موشيه شاريت- رئيس وزراء اسرائيل في مذكراته 1954م، يقول: «ان تقوية الميول الانعزالية للأقليات في العالم العربي، واذكاء النار في مشاعرها، وتوجيهها للمطالبة بالاستقلال والتحرر من الاضطهاد الاسلامي، هو عمل ايجابي، يدمر الاستقرار في تلك المجتمعات».
ولفت الى انه في ثمانينيات القرن العشرين نشرت المنظمة الصهيونية العالمية «استراتيجية اسرائيل في الثمانينيات»، وفيها تفصيل لمخطط هذا التفتيت، ولقد جاء في هذه الاستراتيجية
-عن العراق مثلاً-: «ان العراق أقوى من سورية، وخطره العاجل على اسرائيل أكبر، ولذلك فان تفتيت العراق أكثر أهمية من تفتيت سورية».
أما مصر، فقالوا عنها: «انه اذا تفتتت مصر تفتت الباقون، وهذا هو الضمان الحقيقي لبقاء اسرائيل».
وفي 1992م عُقدت ندوة متخصصة في اسرائيل حول الأقليات في العالم العربي، وجاء في توصياتها: «ان هذه الأقليات هي شريكة اسرائيل في المصير، وهي حليف لاسرائيل في مراجعة الاسلام والقومية العربية».
وقال ان هذا المخطط مكتوب ومنشور بكل اللغات، وتنفيذه قائم على قدم وساق أمام اسماعنا وأبصارنا، ونحن طوال هذه العقود نكتب، ونخطب، ونحاضر، لننبه قومنا الى خطره المدمر لنهضتها، بل لوجودنا، ومع هذا يتهمنا عملاء الغرب -من الصهاينة العرب والمتأمركين- بأننا ضحايا «نظرية المؤامرة»!
العلمانية والدين
وحول ما يمكن تسميته باشكالية العلمانية والدين العالم الاسلامي اكد د.محمد عمارة ان العلمانية تدمر الدين وتهدمه.وأضاف ان القس الألماني جوتفرايد كونزلن -عالم الاجتماع وأستاذ اللاهوت الانجيلي والأخلاقيات الاجتماعية بجامعة القوات المسلحة بميونخ في دراسته له عن (العلمانية والدين) يقول: ان العلمانية تعني الفصل التام والنهائي بين المعتقدات الدينية والحقوق المدنية، وسيادة مبدأ: دين بلا سياسة، وسياسة بلا دين.
ثم يتحدث عن صنيع العلمانية بالحياة الدينية في أوربا، وكيف حولت معتقدات المسيحية الى مفاهيم دنيوية، وقدمت الحداثة باعتبارها دينًا دنيويًّا، قام على العقل والعلم، بدلاً من الدين الالهي
- ففقدت المسيحية أهميتها فقدانًا كاملاً، وزالت أهمية الدين كسلطة عامة تضفي الشرعية على القانون والنظام والسياسة والتربية والتعليم، بل وأسلوب الحياة الخاص للسواد الأعظم من الناس.
ثم تحدث هذا القس -عالم الاجتماع- عن حال الحداثة التي أحلتها العلمانية محل الدين الالهي، وكيف عجزت -هذه الحداثة- عن الاجابة على أسئلة الانسان التي كان يجيب عليها الدين، فدخلت -هي الأخرى- في أزمة، بعد ان أصابت المسيحية بالاعياء، ففقد الانسان -في الغرب العلماني- النجم الذي كان يهديه..نجم الدين ونجم الحداثة معًا! وأصبحت القناعات العقلية مفتقرة الى اليقين، بعد ان ضاعت طمأنينة الايمان الديني، الأمر الذي أفرز انسانًا ذا بُعد واحد، لا يدري شيئًا ما وراء ظاهر الحياة الدنيا، فأصبح الخبراء بلا روح، والعلماء بلا قلوب! ثم جاءت فلسفة ما بعد الحداثة، ففككت أنساق الحداثة، الأمر الذي قذف بالانسان الأوربي الى هاوية العدمية والفوضوية واللاأدرية.
ثم تحدث هذا القس الألماني عن الفراغ الذي خلفه تراجع المسيحية -بسبب العلمانية- وكيف ان الانسان الأوربي قد أخذ يبحث عن اجابات على أسئلته لدى العقائد الأخرى، التي أخذت تتمدد في هذا الفراغ -من التنجيم- الى عبادة القوى الخفية والخارقة..الى الاعتقاد بالأشباح وطقوس الهنود الحمر..الى روحانيات الديانات الآسيوية..وحتى الاسلام، الذي أخذ يحقق نجاحًا متزايدًا في المجتمعات الغربية.
ارقام خطيرة
واذا كانت لغة الأرقام –يقول د.محمد عمارة-هي أصدق اللغات، فان أرقام الواقع المسيحي في أوربا تعلن عن صدق هذا التحليل الذي قدمه هذا القس الألماني (عالم الاجتماع)، ويكفي ان نشير الى:
- ان الذين يؤمنون بوجود اله في أوربا -حتى ولو لم يعبدوه- هم أقل من %14 من الأوربيين!
- وأن في أوربا - حيث أعلى مستويات المعيشة - أعلى نسبة من القلق والانتحار في العالم!
- وأن الذين يذهبون الى القداس -مرة في الأسبوع - في فرنسا (وهي أكبر بلاد الكاثوليكية والتي يسمونها بنت الكاثوليكية) هم أقل من %5 من السكان (أي أقل من ثلاثة ملايين)، أي نصف المسلمين الذين يصلون الجمعة في فرنسا!
- وأن %70 من كاثوليك روما -حيث الفاتيكان- يوافقون على ممارسة الجنس قبل الزواج!..وفي استطلاع أجرته مؤسسة جالوب 2005م ظهر ان %74 من الكاثوليك يتصرفون -في المسائل الأخلاقية- على عكس تعاليم الكنيسة، ولا يلتزم بتعاليم الكنيسة سوى %20 فقط!
- وفي ألمانيا توقف القداس في ثلث كنائس ابرشية أيسن، بسبب قلة الزوار!..
وهناك عشرة آلاف كنيسة مرشحة للاغلاق والبيع لأغراض أخرى.وتفقد الكنائس الألمانية -الانجيلية والكاثوليكية- سنويًّا أكثر من مائة ألف من أبنائها! وبسبب تحلل الأسرة، أصبحت ألمانيا وايطاليا واسبانيا معرضة للانقراض، اذ تزيد نسبة الوفيات فيها عن نسبة المواليد! بينما المسلمون في ألمانيا - وهم %3 من السكان- تبلغ مواليدهم نسبة %10 من المواليد الألمان.
- وفي انجلترا، لا يحضر القداس الأسبوعي سوى مليون فقط.ولقد صنفت %10 من كنائسها باعتبارها زائدة عن الحاجة، ومعروضة للبيع مطاعم وملاهى، وحتى علب ليل! ولقد غنت مادونا في كنيسة ايطالية تاريخية، بعد ان تحولت الى مطعم، وتحول المذبح الى فرن للبيتزا! وفي جمهورية التشيك عشرة آلاف كنيسة، نصفها معروض للبيع! وبعض الكنائس التي بيعت تحول الى نادٍ للعراة، وموسيقى التكنو!
- وفي كوبنهاجن عاصمة الدنمارك، عرضت عشر كنائس للبيع، وصرح كاي بولمان -الأمين العام للكنائس في الدنمارك-: أنه اذا لم تستعمل الكنيسة للعبادة، فالأجدر ان تستعمل كاسطبل للخنازير! في اشارة الى رفض بيعها، كي تصبح مساجد للمسلمين الدنماركيين!
- وفي أمريكا، انخفض حضور قداس الأحد الكاثوليكي بنسبة %40 عن خمسينيات القرن العشرين! و%70 من كاثوليك أمريكا يطلبون السماح باستخدام موانع الحمل، على خلاف موقف الكنيسة وتعليماتها! وهناك أكثر من ثلاثة آلاف أسقف وقسيس يواجهون المحاكمات بتهم الشذوذ الجنسي مع الأطفال!!
ولقد أوجز الكاردينال الانجليزي كوربك ميرفي رئيس الكنيسة الكاثوليكية في انجلترا وويلز، هذا الواقع الديني الذي صنعته العلمانية فقال: ان المسيحية أوشكت على الانحسار، وان الدين لم يعد مؤثرًا في حياة الناس.
ويختم دمحمد عمارة حديثه بالتاكيد على ان تلك هي الثمرات المرة لتجرع أوربا كأس العلمانية المسمومة..
تلك الكأس التي يريد الغرب وعملاؤه العلمانيون في بلادنا ان يتجرعها المسلمون في بلاد الاسلام!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق