الأحد، 5 مايو 2013

عندما تشيح الحكومة بوجهها عن حكماء يوسف


عندما تشيح الحكومة بوجهها عن حكماء يوسف

فراج إسماعيل

كتبت أمس أننا بحاجة لحكمة النبي يوسف عليه السلام لنستطيع استكمال النجاح الذي بدأه الفلاح المصري في معركة القمح أمام أخطار كثيرة تتهدد هذا المحصول الاستراتيجي، آخرها احتراق 8 أفدنة في بني مزار بالمنيا كان قد تم التعاقد على توريدها تقاوي.
لكن ماذا نفعل إذا أشاحت الحكومة بوجهها عن الساعين لتقديم المشورة لها؟!
حكمة النبي يوسف تعبير مجازي مقصود به الخبرات المصرية التي يمكنها المساهمة بدور وهي كثيرة داخليًا وخارجيًا، إلا أن البيروقراطية العريقة المتجذرة فينا لا تسمح بالتواصل معهم أو الانفتاح عليهم إذا سعوا بأنفسهم إلى ذلك؟!
أمس جاءتني رسالة من الخبير المصري ممدوح الحكيم المقيم في كندا والحاصل على جنسيتها تعليقًا على ما كتبته.. يقول: "أنا مهندس مصري كندي متخصص، اتصلت بمكتب رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل وتحدثت إلى سكرتاريته، ثم أرسلت رسالة بالبريد الإلكتروني مؤرخة بتاريخ 27 إبريل 2013 متضمنة أفضل وأسرع طريقة لتخزين القمح، وهي التي نسميها "الصوامع الأفقية" وقد استخدمت لسنوات في أمريكا الشمالية. للأسف لم يرد أحد حتى الآن.
اتصلت عدة مرات من هنا في كندا فلا يجيبني سوى عامل السنترال الذي أخبرني أنه ليس لديه ما يفعله، فطلبت منه أن يزودني برقم هاتف مكتب الدكتور باسم عودة وزير التموين واتصلت به عدة أيام دون أن أظفر بمن يرد.
كما كتبت في جريدتك هناك كثيرون ينتمون إلى النظام القديم يحاربون باستماتة لتدمير أي تقدم يمكن إنجازه في مصر.
 أشعر أنني يجب ألا أحاول الاتصال مرة أخرى أو محاولة تقديم المساعدة لبلدي".
أحتفظ برقم الخبير المصري لمن يطلبه من مكتب هشام قنديل أو مكتب وزير التموين وإن كنت أشك أن أحدًا سيهتم.
 باسم عودة يتفوق على المستوى الفردي في عمله لكن وزارته مليئة بالعواجيز الذين لم يتغيروا منذ منتصف عهد النظام القديم، فقد اعتادوا على البيروقراطية والكسل المكتبي، والأمر نفسه ينطبق على مساعدي رئيس الوزراء.
إدراك النجاح لا يقتصر على المواهب الشخصية وإنما يحتاج لعمل مؤسسي وهذه إشكالية خطيرة لا تحل إلا بتغيير شامل في الأدمغة والدماء.
farrag.ismail@yahoo.com


مقالات فراج إسماعيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق