الخيارات الصعبة
العنوان: الخيارات الصعبة
-المؤلف: هيلاري كلينتون
-عدد الصفحات: 656
-الناشر: سمون أند شاستر
-الطبعة: الأولى،0 يونيو/حزيران 2014
عرض/مرح البقاعي
لعل الضجة الإعلامية والسياسية التي أثيرت في الولايات المتحدة قبيل إطلاق كتاب هيلاري كلينتون الجديد الذي يحمل عنوان "الخيارات الصعبة" ترجع إلى ارتباط تاريخ إصدار الكتاب بقرب الإعلان عن انطلاق الحملة الرسمية للسيدة كلينتون للانتخابات الرئاسية في سباقها إلى المكتب البيضاوي للعام 2016.
فقد غصّت صفحات الصحف وواجهات المكاتب الكبرى بصور غلاف الكتاب الذي يحمل بين طياته يوميات هيلاري كلينتون في منصبها كوزيرة للخارجية الأميركية في الفترة الرئاسية الأولى للرئيس باراك أوباما، بينما لم يخلُ برنامج تلفزيوني أو إذاعي في الولايات المتحدة من حوار أو فقرة إعلامية تتحدث عن الكتاب وما يحمله من تجربة وزيرة الخارجية الأميركية ودورها في رسم السياسات الدولية لحكومتها في فترة هي الأكثر اضطرابا في العالم، ولا سيما إثر اندلاع الثورات في أكثر من بلد عربي في الشرق الأوسط وما رافقه من فوضى سياسية واضطرابات مسلّحة هناك.
وقد جاء الكتاب في أجزاء خمسة هي على التوالي:
الجزء الأول: صوّر لقاء هيلاري مع أوباما بعد خسارتها التصويت الداخلي للحزب الديمقراطي على بطاقة الترشح للانتخابات الرئاسية ثم قبولها منصب وزيرة الخارجية في فريق أوباما بعد فوزه بالانتخابات.
الجزء الأول: صوّر لقاء هيلاري مع أوباما بعد خسارتها التصويت الداخلي للحزب الديمقراطي على بطاقة الترشح للانتخابات الرئاسية ثم قبولها منصب وزيرة الخارجية في فريق أوباما بعد فوزه بالانتخابات.
الجزء الثاني: تحدثت فيه هيلاري كلينتون عن العلاقات مع آسيا والقضايا التي واجهتها الولايات المتحدة في الصين وميانمار.
الجزء الثالث: وجاء عن طبيعة الحرب في أفغانستان وباكستان، والعمليات العسكرية هناك، ومحاولات إنهاء الوجود الأميركي من خلال الانسحاب التدريجي للقوات المقاتلة.
الجزء الرابع: ويرصد العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع دول أوروبا وروسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا، ويسرد رؤية كلينتون والدبلوماسية الأميركية لأبرز أحداث أوكرانيا والقرم.
الجزء الخامس: تناولت فيه الوزيرة كلينتون موقفها من أحداث الربيع العربي والثورات المتعاقبة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، وموقفها من الاقتتال في سوريا، وأسرار السياسة الإيرانية، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكيف تمّ التوصل إلى هدنة هشة بين الجانبين العام الماضي.
الكتاب كصيغة شبه رسمية من حملة رئاسية
يعتبر الكتاب سيرة مهنية غنية بالأحداث والتواريخ المفصلية والوثائق تتحدّث بمجملها عن التحدّيات التي واجهتها كلينتون في فترة أربع السنوات التي تولّت فيها منصب رأس الدبلوماسية الأميركية.
وقد جاء عن الكتاب في جريدة النيويورك تايمز بقلم الصحفي روس داوثات أن "ما نشرته الصحافة الأميركية من مقاطع مختارة من كتاب هيلاري كلينتون الجديد "الخيارات الصعبة" تكاد تقترب من صيغة حملة انتخابية ذكية لها للانتخابات الرئاسية 2016".
ويتابع داوثات "قد تكون حظوظ السيدة كلينتون هي الأعلى في الوصول إلى البيت الأبيض في الانتخابات القادمة ما بعد عهد أوباما، فتجربتها الثرّة وما جمعت خلالها من مخزون علاقات دولية يعتبر حجرا أساسا لإمكانية الفوز بكرسي الرئاسة، وهي في الوقت عينه تتقدّم قائمة المرشّحين الديمقراطيين، كما أنها، على الطرف الآخر من المعادلة، تتقدّم المرشحين من الحزب الجمهوري بمعدل عشر نقاط.
وبناء على هذه الاستطلاعات يرى المراقبون أنها إذا استمرت على هذه الوتيرة فسيكون باستطاعتها قطع المسافة بقوة في فترة العامين سيرا نحو الانتخابات العامة 2016.
أما الرئيس باراك أوباما فقد صرّح مؤخرا بأن "هيلاري كلينتون تشّكل مرشّحة ناجحة لمنصب رئاسة الولايات المتحدة".
وقد أضاف هذا التصريح القوي للرئيس الأميركي مزيدا من الدعم والإشهار لكتاب كلينتون كونه اعتبر في نظر الإعلاميين والمراقبين السياسيين والباحثين أيضا بمثابة الانطلاقة شبه الرسمية لحملتها التي ستأخذ بيدها إلى سدة المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.
التحدّيات ومعوقات المهمات الدولية
تتحدث هيلاري كلينتون في كتابها عن الأزمات والخَيارات والتحديّات التي واجهتها كوزيرة الخارجية رقم 67 في تاريخ الحكومات الأميركية المتعاقبة منذ الاستقلال الأميركي، وكذا كيف شكّلت هذه التجارب رؤيتها للمستقبل السياسي للعلاقات الأميركية مع العالم وطبيعة هذه العلاقات.
تقول كلينتون في تقديمها للكتاب "كل واحد منا يواجه خيارات صعبة في حياته، وهذه هي طبيعة الحياة التي تحتّم علينا اتخاذ مثل تلك القرارات. ولا شك أن تلك الخيارات والأسلوب الذي نتبعه في التعامل معها هما اللذان يحددان معا شخصيتنا في المستقبل ومن سنكون".
يمضي الكتاب في توصيف ذلك البحر المضطرب من العلاقات الدبلوماسية والدولية بين الولايات المتحدة والعالم حين قبلت كلينتون أن تترأس الدبلوماسية الأميركية في العام 2008 بتكليف من الرئيس أوباما.
وكان على الطرفين أن يتوصلا إلى وضع خطة محكمة من أجل إصلاح بينْ التحالفات الدولية، ورأب جروح ومترتبات خروج أميركا من حربين في أفغانستان والعراق، ومعالجة الأزمة المالية العالمية التي ضربت الأسواق العالمية بقوة بما فيها سوق المال الأميركي.
ويضاف إلى هذه المهمات الصعبة مهمة لا تقل أهمية وتعقيدا عن سابقاتها تكمن في مواجهة الصين ومنافستها المقلقة لأميركا في السوق والسياسة، وكذا تعاظم التهديدات القادمة من إيران وكوريا الشمالية، والتعامل مع الثورات المتعاقبة في الشرق الأوسط وما أفرزت من ظروف أمنية شائكة وحركات متطرفة مسلحة.
هذا وتتقاطع هذه المهمات المستعجلة والملحّة مع معضلات سياسية هي الأصعب وخاصة القرار الأميركي بإرسال أميركيين للقتال في أفغانستان، مرورا بليبيا، ووصولا إلى مطاردة أسامة بن لادن في باكستان حتى تمكنت منه وأصابته في مقتل. وطبعا كان من الضروري معالجة ما يترتب على هذه المشاركة الأميركية بالجنود والقوات الخاصة العالية التأهيل من خسائر سياسية وشعبية لمن يتّخذ هكذا قرار.
112 زيارة دولية والمكتب البيضاوي بالانتظار
يتحدث الكتاب عن حجم الزيارات واللقاءات الدولية التي أجرتها هيلاري كلينتون بحلول نهاية ولايتها في العام 2012 والتي امتدت إلى 112 دولة في العالم، ومسافات قطعتها في السفر تقدّر بمليون ميل. وقد اكتسبت السيدة كلينتون خلال جولاتها الطويلة هذه ثقة عالمية ساعدتها في إعادة تشكيل مشهد السياسة الخارجية الأميركية في القرن الحادي والعشرين.
وقد دخلت الوزيرة كلينتون خلال هذه الزيارات المتعاقبة في حوارات هامة وجادة مع القادة والزعماء العالميين من أجل تقديم وجهات نظر الولايات المتحدة الأميركية خلال فترة قيادتها لدبلوماسيتها وكيف انتقلت السياسة الخارجية الأميركية في اعتمادها سياسة "القوة الذكية" لتوفير الأمن والازدهار في عالم واحد وسريع التغير، ولا سيما في المحادثات السرية الأكثر تعقيدا مع إيران، والتي أنتجت الاتفاق النووي المؤقت في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2013، والذي كان ثمرة اتصالات دؤوبة وصعبة ومعقّدة بين دول 5+1 وفي مقدمتها الولايات المتحدة من جهة وإيران من الأخرى.
تقول هيلاري كلينتون في ختام الكتاب "قريبا سيحين الوقت لخيار صعب جديد".
وفي واقع الأمر، يكاد يكون من الصعب أن تجد شخصا واحدا يعرف طموح هيلاري كلينتون جيدا يمكن أن يشك بلحظة واحدة أنها ستدخل حلبة السباق إلى البيت الأبيض لتكون -في حالة نجاحها في الانتخابات الرئاسية 2016- أول امرأة تترأس الولايات المتحدة في تاريخها بعد أن سجّل الأميركيون التاريخ في العام 2008 حين انتخبوا باراك أوباما كأول رئيس أسود يصل إلى سدّة الحكم في تاريخ أميركا.
الجزء الثالث: وجاء عن طبيعة الحرب في أفغانستان وباكستان، والعمليات العسكرية هناك، ومحاولات إنهاء الوجود الأميركي من خلال الانسحاب التدريجي للقوات المقاتلة.
الجزء الرابع: ويرصد العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع دول أوروبا وروسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا، ويسرد رؤية كلينتون والدبلوماسية الأميركية لأبرز أحداث أوكرانيا والقرم.
الجزء الخامس: تناولت فيه الوزيرة كلينتون موقفها من أحداث الربيع العربي والثورات المتعاقبة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، وموقفها من الاقتتال في سوريا، وأسرار السياسة الإيرانية، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكيف تمّ التوصل إلى هدنة هشة بين الجانبين العام الماضي.
الكتاب كصيغة شبه رسمية من حملة رئاسية
يعتبر الكتاب سيرة مهنية غنية بالأحداث والتواريخ المفصلية والوثائق تتحدّث بمجملها عن التحدّيات التي واجهتها كلينتون في فترة أربع السنوات التي تولّت فيها منصب رأس الدبلوماسية الأميركية.
وقد جاء عن الكتاب في جريدة النيويورك تايمز بقلم الصحفي روس داوثات أن "ما نشرته الصحافة الأميركية من مقاطع مختارة من كتاب هيلاري كلينتون الجديد "الخيارات الصعبة" تكاد تقترب من صيغة حملة انتخابية ذكية لها للانتخابات الرئاسية 2016".
يعتبر الكتاب سيرة مهنية غنية بالأحداث والتواريخ المفصلية والوثائق تتحدّث بمجملها عن التحدّيات التي واجهتها كلينتون في فترة الأربع سنوات التي تولّت فيها هذا منصب رأس الدبلوماسية الأميركية |
وبناء على هذه الاستطلاعات يرى المراقبون أنها إذا استمرت على هذه الوتيرة فسيكون باستطاعتها قطع المسافة بقوة في فترة العامين سيرا نحو الانتخابات العامة 2016.
أما الرئيس باراك أوباما فقد صرّح مؤخرا بأن "هيلاري كلينتون تشّكل مرشّحة ناجحة لمنصب رئاسة الولايات المتحدة".
وقد أضاف هذا التصريح القوي للرئيس الأميركي مزيدا من الدعم والإشهار لكتاب كلينتون كونه اعتبر في نظر الإعلاميين والمراقبين السياسيين والباحثين أيضا بمثابة الانطلاقة شبه الرسمية لحملتها التي ستأخذ بيدها إلى سدة المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.
التحدّيات ومعوقات المهمات الدولية
تتحدث هيلاري كلينتون في كتابها عن الأزمات والخَيارات والتحديّات التي واجهتها كوزيرة الخارجية رقم 67 في تاريخ الحكومات الأميركية المتعاقبة منذ الاستقلال الأميركي، وكذا كيف شكّلت هذه التجارب رؤيتها للمستقبل السياسي للعلاقات الأميركية مع العالم وطبيعة هذه العلاقات.
تقول كلينتون في تقديمها للكتاب "كل واحد منا يواجه خيارات صعبة في حياته، وهذه هي طبيعة الحياة التي تحتّم علينا اتخاذ مثل تلك القرارات. ولا شك أن تلك الخيارات والأسلوب الذي نتبعه في التعامل معها هما اللذان يحددان معا شخصيتنا في المستقبل ومن سنكون".
يمضي الكتاب في توصيف ذلك البحر المضطرب من العلاقات الدبلوماسية والدولية بين الولايات المتحدة والعالم حين قبلت كلينتون أن تترأس الدبلوماسية الأميركية في العام 2008 بتكليف من الرئيس أوباما.
وكان على الطرفين أن يتوصلا إلى وضع خطة محكمة من أجل إصلاح بينْ التحالفات الدولية، ورأب جروح ومترتبات خروج أميركا من حربين في أفغانستان والعراق، ومعالجة الأزمة المالية العالمية التي ضربت الأسواق العالمية بقوة بما فيها سوق المال الأميركي.
ويضاف إلى هذه المهمات الصعبة مهمة لا تقل أهمية وتعقيدا عن سابقاتها تكمن في مواجهة الصين ومنافستها المقلقة لأميركا في السوق والسياسة، وكذا تعاظم التهديدات القادمة من إيران وكوريا الشمالية، والتعامل مع الثورات المتعاقبة في الشرق الأوسط وما أفرزت من ظروف أمنية شائكة وحركات متطرفة مسلحة.
يتحدث الكتاب عن حجم الزيارات واللقاءات الدولية التي أجرتها هيلاري كلينتون بحلول نهاية ولايتها في العام 2012 والتي امتدت إلى 112 دولة في العالم، ومسافات قطعتها في السفر تقدّر بمليون ميل |
112 زيارة دولية والمكتب البيضاوي بالانتظار
يتحدث الكتاب عن حجم الزيارات واللقاءات الدولية التي أجرتها هيلاري كلينتون بحلول نهاية ولايتها في العام 2012 والتي امتدت إلى 112 دولة في العالم، ومسافات قطعتها في السفر تقدّر بمليون ميل. وقد اكتسبت السيدة كلينتون خلال جولاتها الطويلة هذه ثقة عالمية ساعدتها في إعادة تشكيل مشهد السياسة الخارجية الأميركية في القرن الحادي والعشرين.
وقد دخلت الوزيرة كلينتون خلال هذه الزيارات المتعاقبة في حوارات هامة وجادة مع القادة والزعماء العالميين من أجل تقديم وجهات نظر الولايات المتحدة الأميركية خلال فترة قيادتها لدبلوماسيتها وكيف انتقلت السياسة الخارجية الأميركية في اعتمادها سياسة "القوة الذكية" لتوفير الأمن والازدهار في عالم واحد وسريع التغير، ولا سيما في المحادثات السرية الأكثر تعقيدا مع إيران، والتي أنتجت الاتفاق النووي المؤقت في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2013، والذي كان ثمرة اتصالات دؤوبة وصعبة ومعقّدة بين دول 5+1 وفي مقدمتها الولايات المتحدة من جهة وإيران من الأخرى.
تقول هيلاري كلينتون في ختام الكتاب "قريبا سيحين الوقت لخيار صعب جديد".
وفي واقع الأمر، يكاد يكون من الصعب أن تجد شخصا واحدا يعرف طموح هيلاري كلينتون جيدا يمكن أن يشك بلحظة واحدة أنها ستدخل حلبة السباق إلى البيت الأبيض لتكون -في حالة نجاحها في الانتخابات الرئاسية 2016- أول امرأة تترأس الولايات المتحدة في تاريخها بعد أن سجّل الأميركيون التاريخ في العام 2008 حين انتخبوا باراك أوباما كأول رئيس أسود يصل إلى سدّة الحكم في تاريخ أميركا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق