من كتاب فلسطين عروس عروبتكم
الدكتور محمد عباس
أشعر بالخزي والعار عندما أقرأ عن تلك المرأة اليمنية الفقيرة التي ذهبت ببقرتها العجفاء إلى شيخ المسجد في قريتها متوسلة أن يرسل البقرة إلى غزة ..وضحك الشيخ تحت وقع المفاجأة متسائلا: كيف نرسلها يا حاجة ؟!!
فردَّت عليه: الله يبارك فيها يا شيخ، خذها فقط !!، تعالت تكبيرات الحضور، وانطلق صوت جهير: أنا أشتري هذه البقرة بعشرين ألف ريال، فتعالت التكبيرات أكثر، مع صيحات وهتافات مختلطة، وتكاثر المزايدون على بقرة العجوز، فبيعت البقرة بنصف مليون ريال يمني، ثم ردَّها آخر المزايدين إلى العجوز، قائلاً: لقد بارك الله لك في بقرتك فخذيها لتعمّ بركتها، وانتفض الحاضرون صادحين: الله أكبر ولله الحمد ... ولكنني أرى هذه البقرة المباركة تحاول المرور من معبر رفح فتجد بقرة ملعونة تصر على إغلاقه ومن أجل ذلك ملأني الخزي والعار ..
أشعر بالخزي والعار من مشهد تلك العروس تذهب إلى أحد مراكز جمع التبرعات قائلة: هذه صرّة عرسي من الذهب تذهب كلها لأطفال غزة، فهم أولى بها مني، وبكى زوجها الشاب رضاً، وقال: وعليّ أيضاً مثل قيمة هذا الذهب لأطفال غزة، ثم سأشتري لها ذهباً آخر: نظرت إليه عروسه بحنان: ما دمت تستطيع شراء كمية أخرى من الذهب لي، فإنني سأتبرع بها أيضاً لغزة الشهداء !! .. لكنني أرى فرعون يسد المعبر فلا يمر الذهب ..
كتاب: فلسطين عروس عروبتكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق