السبت، 26 يوليو 2014

يخرج من قبره بعد 6 سنوات من وفاته!

يخرج من قبره بعد 6 سنوات من وفاته!


كم من صدقة أنقذت صاحبها، وكم أطفأت من غضب رب السماء، وكم من همِّ وضيق وكربة فرجتها الصدقة الخالصة التى وضعها العبد المؤمن فى كف فقير، فوقعت أولاً فى يد الرحمن، فكانت لصاحبها نورًا وبرهانًا ونجاة فى الدنيا والآخرة….
 والآيات والأحاديث والآثار التى تدعو للصدقة وتحض عليها وتبين فضلها كثيرة جدًّا، والمواقف من حياة المتصدقين وواقعهم كثيرة، كلها ذات عبر ودلالات وتؤكد للسامع والقارئ ومن قبل المشاهد المعاصر على عظم مكانة الصدقة، وأهميتها ودورها الخفى والذى قد لا يشعر به كثير من الناس حتى من المتصدقين أنفسهم فى إنقاذ صاحبها من النوازل والبلايا العظيمة، تمامًا مثلما حصل للثلاثة الذين حبسوا فى الغار، وفى هذه القصة العجيبة التى سنرويها أعظم دليل على فضل الصدقة التى هى طوق نجاة من كل همّ وضيق وكربة.

فلقد روى الإمام الشوكانى فى كتابه الرائع «البدر الطالع بمحاسن ما بعد القرن السابع» فى المجلد رقم (1) ص493، فى ترجمة علىّ بن محمد بن أحمد البكرى من علماء اليمن فى القرن التاسع الهجرى، روى هذه القصة العجيبة فى فضل الصدقة، وقد نص على تواترها وانتشارها بين أرجاء القطر اليمانى على اتساعه وضعف الاتصالات بين أهله لوعورة طرقه وسبله، وذلك حتى لا يبق لطاعن ولا متهكم على أمثال هذه القصص سبيل، وحتى لا نتهم بتغييب العقول أو تكريس الخرافات، كما سبق وفعل ذلك بعض دعاة الزمان، والله -عز وجل- وكيلنا وحسيبنا.

ومفاد هذه القصة أن رجلاً من أهل بلدة باليمن تسمى الحمرة وتقع فى غرب اليمن قريبًا من ساحل البحر الأحمر، كان يعمل بالزراعة، ومشهورًا بالصلاح والتقوى وكثرة الإنفاق على الفقراء وخاصة عابرى السبيل، وقد قام هذا الرجل ببناء مسجد، وجعل فيه كل ليلة سراجًا يوقد لهداية المارة وطعام عشاء للمحتاجين، فإن وجد من يتصدق عليه أعطاه الطعام وإلا أكله هو وقام يصلى لله -عز وجل- تنفلاً وتطوعًا، وهكذا دأبه وحاله.

وبعد فترة من الزمن وقع القحط والجفاف بأرض اليمن، وجفت مياه الأنهار وحتى الآبار، وكان هذا الرجل يعمل فى الزراعة، ولا يستغنى عن الماء لحياته وزراعته، وكانت له بئر قد غار ماؤها، فأخذ يحتفرها هو وأولاده، وأثناء الحفر وكان الرجل فى قعر البئر انهارت جدران البئر عليه، وسقط ما حول البئر من الأرض وانردم البئر كله على الرجل، فيأس منه أولاده، ولم يحاولوا استخراجه من البئر، وقالوا قد صار هذا قبره وبكوا عليه وصلوا واقتسموا ماله ظنًّا منهم بوفاته.

لم يعلم الأولاد ما جرى لأبيهم فى قاع البئر المنهار، ذلك أن الرجل الصالح عندما انهدم البئر كان قد وصل إلى كهف فى قاع البئر، فلما انهارت جدران البئر سقطت منه خشبة كبيرة منعت باقى الهدم من الحجارة، وغيرها أن تصيب الرجل، وبقى الرجل فى ظلمة الكهف ووحشته لا يرى أصابعه من شدة الظلمة، وهنا وقعت الكرامة وجاء الفرج بعد الشدة، وظهر دور الصدقة فى أحلك الظروف، إذ فوجئ الرجل الصالح بسراج يزهر فوق رأسه عند مقدمة الكهف أضاء له ظلمات قبره الافتراضى، ثم وجد طعامًا هو بعينه الذى كان يحمله للفقراء فى كل ليلة، وكان هذا الطعام يأتيه كل ليلة وبه يفرق ما بين الليل والنهار، ويقضى وقته فى الذكر والدعاء والمناجاة والصلاة.

ظل العبد الصالح حبيسًا قبره ورهينًا بئره ست سنوات، وهو على حاله التى ذكرناها، ثم بدا لأولاده أن يعيدوا حفر البئر وإعمارها من جديد، فحفروها حتى وصلوا إلى قعرها، حيث باب الكهف، وكم كانت المفاجأة مروعة والدهشة هائلة عندما وجدوا أباهم حيًّا فى عافية وسلامة، فسألوه عن الخبر، فأخبرهم وعرفهم أن الصدقة التى كان يحملها كل ليلة بقيت تحمل له فى كربته وقبره كل ليلة حتى خرج من قبره بعد ست سنوات كاملة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق