بريطانيا وفلسطين.. بين وعدين
وعد بلفور
نكبة الفلسطينيين
وعد جديد
ارتفعت وتيرة السجالات السياسية حول قرار البرلمان البريطاني قبل فترة وجيزة بالاعتراف بدولة فلسطين، رغم الإجماع القائم على أن تلك الخطوة رمزية بكل المعايير، خاصة في ظل تحولات المشهد العربي، وعدم حصول الفلسطينيين على دولة فلسطينية بعد 23 عاما من انطلاقة مفاوضات التسوية في مدريد (1991-2014).
ومع صدور القرار البريطاني الأخير، برزت أسئلة عديدة حول دور بريطانيا في إنشاء إسرائيل واستمرارها، على حساب الشعب الفلسطيني وأرضه، ناهيك عن مسؤوليتها في تهجير غالبية الفلسطينيين من وطنهم، وبروز قضية اللاجئين الفلسطينيين قبل أكثر من 66 عاما خلت.
وعد بلفور
وعد بلفور أو تصريح بلفور هو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2/11/1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
"وعد بلفور أو تصريح بلفور هو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2/11/1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين"
وحين صدر الوعد كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد عن 5% من مجموع عدد السكان، وقد أرسلت الرسالة قبل أن يحتل الجيش البريطانى فلسطين. وهو وعد تصدق عليه العبارة الشهيرة "وعد من لا يملك لمن لا يستحق" التي أطلقها المناصرون للقضية الفلسطينية.
في الجانب العملي، وبعد حوالي ثلاثة أشهر من بدء الانتداب البريطاني الرسمي على فلسطين قامت حكومة الانتداب بإجراء أول تعداد للسكان في 23 أكتوبر/تشرين الأول 1922، تبعه تعداد آخر في نوفمبر/تشرين الثاني 1931، ويعتبر التعداد الثاني أكثر دقة من سابقه بسبب التفصيلات التي احتواها، من إحصاءات حيوية، وإحصاءات حول الهجرة، فضلا عن احتواء عملية الإحصاء وما تلاها على تحليل سكاني.
وقد أشارت معطيات الإحصاءات البريطانية إلى أن مجموع سكان فلسطين قد بلغ في العام 1919 (700) ألف، ارتفع إلى (762) ألفا في العام 1921 منهم (76.9%) مسلمون، و(10.6%) يهود، و(11.6%) مسيحيون، و(0.9%) آخرون.
وأخذ مجموع سكان فلسطين بالارتفاع ليصل إلى (1.035.800) نسمة في العام 1931، منهم (619.408) مسلمون يمثلون (59.8%) ، واليهود (175050) يشكلون (16.9%)، فضلا عن (91150) مسيحيين، يمثلون (8.8%)، وآخرين (10350) نسمة، يشكلون 1% فقط من سكان فلسطين في العام المذكور.
وبشكل عام ساهمت حكومة الانتداب البريطاني إلى حد كبير في تحول اليهود من أقلية دينية إلى جماعة لها ثقلها العددي في فلسطين، فزاد عدد اليهود من حوالي (84) ألفا عام 1922، إلى حوالي (650) ألفا عشية قيام إسرائيل في 15 مايو/أيار 1948، وأدت تلك الزيادة إلى رفع نسبتهم إلى جملة سكان فلسطين من (11%) إلى (31%) في الفترة (1922-1948)، وقد ساهمت الهجرة في الفترة المذكورة بنحو (400) ألف يهودي، من مجموع الزيادة الكلية لهم والبالغة (566) ألفا.
وتشير الإحصاءات البريطانية إلى ارتفاع مجموع سكان فلسطين من (757) ألفا في العام 1922 إلى (2.1) مليون نسمة عام 1948، من بينهم (1.450.000) عربي فلسطيني.
ويمكن الإشارة إلى أن الحركة الصهيونية استطاعت في الفترة (1897-1948) تحقيق هدف ديموغرافي هام تمثل بتجميع (650) ألفا من يهود العالم في فلسطين، هذا فضلا عن امتلاك (1800) كيلومتر مربع، تشكل (6.6%) من مساحة فلسطين البالغة (27009) كيلومترات مربعة، وقد ارتكبت بحق العزل الفلسطينيين 18 مجزرة في فترة الاحتلال البريطاني ذهب ضحيتها 300 شهيد.
ومع إنشاء إسرائيل في مايو/أيار 1948 تكون الحركة الصهيونية قد حققت هدفها المتمثل بإقامة الدولة اليهودية بعد 51 عاما من المؤتمر الصهيوني الأول في بال، ولتحقيق القسم الديموغرافي من التطلعات الصهيونية، طُرد نحو (850) ألف فلسطيني من ديارهم في العامين 1947 و1948، وتغير تبعا لذلك اتجاه التطور الديموغرافي للعرب الفلسطينيين قسرا، إذ كان للتهجير أثر كبير على الأوضاع الديموغرافية وعلى النسيج الاجتماعي الفلسطيني.
وتجدر الاشارة إلى أن فترة الانتداب البريطاني على فلسطين (1920-1948) قد شهدت موجات هجرة يهودية مكثفة، منها: موجة الهجرة الثالثة (1919-1923)، وقد هجر نحو (35.100) يهودي باتجاه فلسطين، والهجرة الرابعة (1924-1931) وفيها هُجر نحو (78.898) يهوديا باتجاه فلسطين، معظمهم من ألمانيا ودول أوروبا الغربية وبولندا، في حين تمت الهجرة الخامسة في الفترة (1932-1939)، وتم فيها تهجير نحو (224.784) يهوديا باتجاه فلسطين، وهي الهجرة الأهم في تاريخ الحركة الصهيونية.
وقد استغلت الحركة الصهيونية الظروف الدولية السائدة خاصة في ألمانيا، وجذبت المزيد من اليهود إلى فلسطين عبر إغراءات مختلفة مادية ومعنوية، أما موجة الهجرة السادسة (1940-1948) فقد جذب خلالها (118.300) يهودي إلى فلسطين عبر تمويل المؤسسات والمنظمات اليهودية المنبثقة عن الحركة الصهيونية.
وقد رافق التسلل اليهودي إلى فلسطين أثناء فترة الانتداب البريطاني (1922-1948)، بناء مزيد من المستعمرات اليهودية، فوصل عدد المستعمرات اليهودية إلى (110) مستعمرات في العام 1927 ما لبث أن ازداد إلى (291) مستعمرة زراعية حتى العام 1948، وهو العام الذي أعلن فيه عن قيام إسرائيل في 15 مايو/أيار.
نكبة الفلسطينيين
يجمع المتابعون والباحثون في القضية الفلسطينية على أن بريطانيا مسؤولة مسؤولية سياسية وقانونية وأخلاقية عن بروز نكبة الفلسطينيين في العام 1948 للأسباب التالية:
في الجانب العملي، وبعد حوالي ثلاثة أشهر من بدء الانتداب البريطاني الرسمي على فلسطين قامت حكومة الانتداب بإجراء أول تعداد للسكان في 23 أكتوبر/تشرين الأول 1922، تبعه تعداد آخر في نوفمبر/تشرين الثاني 1931، ويعتبر التعداد الثاني أكثر دقة من سابقه بسبب التفصيلات التي احتواها، من إحصاءات حيوية، وإحصاءات حول الهجرة، فضلا عن احتواء عملية الإحصاء وما تلاها على تحليل سكاني.
وقد أشارت معطيات الإحصاءات البريطانية إلى أن مجموع سكان فلسطين قد بلغ في العام 1919 (700) ألف، ارتفع إلى (762) ألفا في العام 1921 منهم (76.9%) مسلمون، و(10.6%) يهود، و(11.6%) مسيحيون، و(0.9%) آخرون.
وأخذ مجموع سكان فلسطين بالارتفاع ليصل إلى (1.035.800) نسمة في العام 1931، منهم (619.408) مسلمون يمثلون (59.8%) ، واليهود (175050) يشكلون (16.9%)، فضلا عن (91150) مسيحيين، يمثلون (8.8%)، وآخرين (10350) نسمة، يشكلون 1% فقط من سكان فلسطين في العام المذكور.
وبشكل عام ساهمت حكومة الانتداب البريطاني إلى حد كبير في تحول اليهود من أقلية دينية إلى جماعة لها ثقلها العددي في فلسطين، فزاد عدد اليهود من حوالي (84) ألفا عام 1922، إلى حوالي (650) ألفا عشية قيام إسرائيل في 15 مايو/أيار 1948، وأدت تلك الزيادة إلى رفع نسبتهم إلى جملة سكان فلسطين من (11%) إلى (31%) في الفترة (1922-1948)، وقد ساهمت الهجرة في الفترة المذكورة بنحو (400) ألف يهودي، من مجموع الزيادة الكلية لهم والبالغة (566) ألفا.
وتشير الإحصاءات البريطانية إلى ارتفاع مجموع سكان فلسطين من (757) ألفا في العام 1922 إلى (2.1) مليون نسمة عام 1948، من بينهم (1.450.000) عربي فلسطيني.
ويمكن الإشارة إلى أن الحركة الصهيونية استطاعت في الفترة (1897-1948) تحقيق هدف ديموغرافي هام تمثل بتجميع (650) ألفا من يهود العالم في فلسطين، هذا فضلا عن امتلاك (1800) كيلومتر مربع، تشكل (6.6%) من مساحة فلسطين البالغة (27009) كيلومترات مربعة، وقد ارتكبت بحق العزل الفلسطينيين 18 مجزرة في فترة الاحتلال البريطاني ذهب ضحيتها 300 شهيد.
ومع إنشاء إسرائيل في مايو/أيار 1948 تكون الحركة الصهيونية قد حققت هدفها المتمثل بإقامة الدولة اليهودية بعد 51 عاما من المؤتمر الصهيوني الأول في بال، ولتحقيق القسم الديموغرافي من التطلعات الصهيونية، طُرد نحو (850) ألف فلسطيني من ديارهم في العامين 1947 و1948، وتغير تبعا لذلك اتجاه التطور الديموغرافي للعرب الفلسطينيين قسرا، إذ كان للتهجير أثر كبير على الأوضاع الديموغرافية وعلى النسيج الاجتماعي الفلسطيني.
وتجدر الاشارة إلى أن فترة الانتداب البريطاني على فلسطين (1920-1948) قد شهدت موجات هجرة يهودية مكثفة، منها: موجة الهجرة الثالثة (1919-1923)، وقد هجر نحو (35.100) يهودي باتجاه فلسطين، والهجرة الرابعة (1924-1931) وفيها هُجر نحو (78.898) يهوديا باتجاه فلسطين، معظمهم من ألمانيا ودول أوروبا الغربية وبولندا، في حين تمت الهجرة الخامسة في الفترة (1932-1939)، وتم فيها تهجير نحو (224.784) يهوديا باتجاه فلسطين، وهي الهجرة الأهم في تاريخ الحركة الصهيونية.
وقد استغلت الحركة الصهيونية الظروف الدولية السائدة خاصة في ألمانيا، وجذبت المزيد من اليهود إلى فلسطين عبر إغراءات مختلفة مادية ومعنوية، أما موجة الهجرة السادسة (1940-1948) فقد جذب خلالها (118.300) يهودي إلى فلسطين عبر تمويل المؤسسات والمنظمات اليهودية المنبثقة عن الحركة الصهيونية.
وقد رافق التسلل اليهودي إلى فلسطين أثناء فترة الانتداب البريطاني (1922-1948)، بناء مزيد من المستعمرات اليهودية، فوصل عدد المستعمرات اليهودية إلى (110) مستعمرات في العام 1927 ما لبث أن ازداد إلى (291) مستعمرة زراعية حتى العام 1948، وهو العام الذي أعلن فيه عن قيام إسرائيل في 15 مايو/أيار.
نكبة الفلسطينيين
يجمع المتابعون والباحثون في القضية الفلسطينية على أن بريطانيا مسؤولة مسؤولية سياسية وقانونية وأخلاقية عن بروز نكبة الفلسطينيين في العام 1948 للأسباب التالية:
"هل قرار البرلمان البريطاني الصادر في 13/10/2014، هو بمنزلة وعد بلفور جديد سيعيد للفلسطينيين حقوقهم بعد مرور 97 عاما على وعد بلفور الذي كان مقدمة لإقامة إسرائيل على 78% من مساحة فلسطين التاريخية؟"
أولا: أن لوعد بلفور في العام 1917 الأثر المباشر في فتح أبواب الهجرة اليهودية على مصراعيها إلى فلسطين.
ثانيا: أنهت بريطانيا احتلالها لفلسطين في 14 مايو/أيار 1948، ومكنت العصابات الصهيونية التي شكلت نواة الجيش الإسرائيلي فيما بعد من الاستيلاء على القسم الأكبر من أراضي فلسطين التاريخية.
ثالثا: ارتكبت 18 مجزرة في فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، وبسبب مساعدة بريطانيا في إقامة دولة إسرائيل، ارتكبت العصابات الصهيونية في العام 1948 (44) مجزرة ضد العزل الفلسطينيين ذهب ضحيتها (2500) شهيد.
وتبعا لذلك تتحمل أوروبا ودول الاتحاد الأوروبي الذي تنتمي إليه بريطانيا مسؤولية سياسية وأخلاقية وقانونية إزاء قضية اللاجئين الفلسطينيين -ستة ملايين لاجئ في العام الحالي 2014- بما يضمن حلها حلا عادلا يضمن العودة إلى وطنهم في أقرب وقت ممكن وفقا للقرارات الدولية، خاصة القرار 194 الصادر في نهاية العام 1948.
وعد جديد
رغم الانحياز البريطاني للسياسات والممارسات الإسرائيلية منذ العام 1948، فإن القرار البريطاني الأخير القاضي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية يحمل في طياته رمزية كبيرة للفلسطينيين، في ظل التعاطف الشعبي الكبير مع الشعب الفلسطيني في العديد من دول العالم في السنوات الخمس الماضية، الذي اتضح جليا أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ورغم ذلك يبرز سؤال لدى كل متابع لمواقف القوى الكبرى من القضية الفلسطينية خاصة بريطانيا، هل قرار البرلمان البريطاني الصادر في 13/10/2014، هو بمثابة وعد بلفور جديد سيعيد للفلسطينيين حقوقهم بعد مرور 97 عاما على وعد بلفور الذي كان مقدمة لإقامة إسرائيل على 78% من مساحة فلسطين التاريخية؟
المصدر : الجزيرة
ثانيا: أنهت بريطانيا احتلالها لفلسطين في 14 مايو/أيار 1948، ومكنت العصابات الصهيونية التي شكلت نواة الجيش الإسرائيلي فيما بعد من الاستيلاء على القسم الأكبر من أراضي فلسطين التاريخية.
ثالثا: ارتكبت 18 مجزرة في فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، وبسبب مساعدة بريطانيا في إقامة دولة إسرائيل، ارتكبت العصابات الصهيونية في العام 1948 (44) مجزرة ضد العزل الفلسطينيين ذهب ضحيتها (2500) شهيد.
وتبعا لذلك تتحمل أوروبا ودول الاتحاد الأوروبي الذي تنتمي إليه بريطانيا مسؤولية سياسية وأخلاقية وقانونية إزاء قضية اللاجئين الفلسطينيين -ستة ملايين لاجئ في العام الحالي 2014- بما يضمن حلها حلا عادلا يضمن العودة إلى وطنهم في أقرب وقت ممكن وفقا للقرارات الدولية، خاصة القرار 194 الصادر في نهاية العام 1948.
وعد جديد
رغم الانحياز البريطاني للسياسات والممارسات الإسرائيلية منذ العام 1948، فإن القرار البريطاني الأخير القاضي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية يحمل في طياته رمزية كبيرة للفلسطينيين، في ظل التعاطف الشعبي الكبير مع الشعب الفلسطيني في العديد من دول العالم في السنوات الخمس الماضية، الذي اتضح جليا أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ورغم ذلك يبرز سؤال لدى كل متابع لمواقف القوى الكبرى من القضية الفلسطينية خاصة بريطانيا، هل قرار البرلمان البريطاني الصادر في 13/10/2014، هو بمثابة وعد بلفور جديد سيعيد للفلسطينيين حقوقهم بعد مرور 97 عاما على وعد بلفور الذي كان مقدمة لإقامة إسرائيل على 78% من مساحة فلسطين التاريخية؟
المصدر : الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق