السبت، 1 نوفمبر 2014

خطة “كيفونيم” على حدود غزة.. تخطيط إسرائيلي وتنفيذ مصري

خطة “كيفونيم” على حدود غزة.. تخطيط إسرائيلي وتنفيذ مصري

محمد الشريف – التقرير
قال عضو مؤتمر “هرتسليا” الإسرائيلي “رافي يلويان” إن الخطة التي بدأ الجيش المصري بتنفيذها على حدود غزة مع سيناء وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق “أرئيل شارون” قبيل الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005.

وأوضح “يلويان” وهو باحث استراتيجي أن الخطة وضعتها دائرة التخطيط الاستراتيجي في قيادة الجبهة الجنوبية ولواء “النقب” في الجيش الإسرائيلي.

وحسبه، كان الهدف الاستراتيجي من تنفيذ هذه الخطة “هو خنق بؤرة الإرهاب التي تتشكل على نحو مثير للقلق في قطاع غزة وتزايد التسليح القادم من مصر عبر الأنفاق كمّا ونوعًا وما يشكله ذلك من تهديد وجودي على دولة إسرائيل”.

وتقوم الخطة التي أطلق عليها اسم “كيفونيم” (الاتجاهات)، أساسًا على إقامة منطقة عازلة على حدود رفح أقصى جنوب قطاع غزة مع رفح المصرية.

وتبدأ بتجريف مسافة ما بين 300 إلى 500م من الحدود إلى داخل رفح المصرية وتحويلها إلى ما يسمى عسكريًّا kling zon (منطقة قتل)، حيث سيتم نشر أبراج حراسة مسلحة تطلق النار بشكل مباشر وبغرض القتل على كل من يسير في هذه المنطقة دون إذن كما سيتم رصدها بواسطة أجهزة الرؤيا الليلية والرؤية الحرارية وأجهزة الاستشعار الحركي.

وتشمل الخطة إخلاء ما بين 3 إلى 5 كيلومتر بشكل كامل وتحويل المنطقة إلى منطقة عسكرية مغلقة وإخلاء السكان منها وإسكان جنود مصريين موالين بشكل “أيديولوجي” للنظام المصري ورفع رواتبهم بشكل مغر لمنع الرشاوى التي قد يتم دفعها لهم.


2332
ويتم أيضًا حفر قناة لتصريف مياه البحر الأبيض المتوسط على طول 14 كم وهي طول الحدود المصرية مع قطاع غزة، وتكون الحفرة بعمق 25 إلى 15 مترًا، وعرض 5 إلى 10 أمتار هدفها خلق تربة مهلهلة فوق الأنفاق لتدميرها ومنع حفرها.

ووفق الخطة تعمل السلطات المصرية على مضاعفة النشاط الاستخباراتي لمنع تهريب السلاح السوداني والإيراني إلى غزة.

ويقول “يلويان” الحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم العسكرية إن إسرائيل ستقوم “بتغطية كافة التكاليف المتعلقة بتعويض السكان المطرودين من مساكنهم ودفع مخصصات مجزية ومساعدات للجنود المصريين الموجودين على طول المنطقة العازلة وتدريبهم وتسعى “إسرائيل” إلى زيادة المساعدات الأمريكية إلى مصر.

وأشار إلى أن هذه الخطة تم وضعها منذ سنوات ورفضها الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في ذلك الوقت لأسباب داخلية، أهمها خوفه من ثورة في سيناء، ويؤكد أن “إسرائيل” أبدت استعدادها الكامل لمساعدة مبارك في القضاء على أي ثورة ضده إلا أنه رفض.

ويشير المسؤول الإسرائيلي إلى أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي قد بدأ بتنفيذ الخطة وبمنتهى الحماس بسبب عدائه الأيديولوجي لجماع الإخوان المسلمين، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ولفت إلى أن السيسي بدأ “بتنفيذها مجانًا دون حتى أن يطلب الالتزامات والتعهدات التي عرضتها إسرائيل على مبارك، ما يجعله “أهم ركن تستند عليه “إسرائيل” في المنطقة”. وشرع الجيش المصري بتطبيق خطة “كيفونيم” التي أعدها جيش الاحتلال، عقب مقتل وإصابة أكثر من ( 50 ) جنديًا في هجوم نفذته إحدى الجماعات المسلحة في سيناء.
0233

وسمحت حكومة الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام بنشر قوات خاصة مصرية إضافية من الفرقتين “777”، و”999″ في منطقة الشريط الفاصل مع قطاع غزة في مدينتي رفح والعريش، بموجب معاهدة السلام “كامب ديفيد” الموقعة بين الطرفين عام 1979.

وقال المحرر العسكري في موقع “واللا” الإسرائيلي “أفي يشخروف” إن “حكومة تل أبيب وافقت على ذلك لـ “رغبتها في استقرار الأوضاع في مصر”. وأكد أحد سكان الحدود أنه شاهد آليات عسكرية مصرية جديدة تدخل تلك المنطقة للمرة الأولى، وأن التعزيزات العسكرية لم تشهد من قبل.

فلسطينيون يكسرون التعتيم الإعلامي

وفي ظل التعتيم الإعلامي وقطع الاتصالات عن سيناء لإخفاء ما يقوم به الجيش المصري لتهجير قسري لسكان المنطقة الحدودية خاصة ما يعرف بحي “البراهمة”، تمكن نشطاء ومصورون فلسطينيون في رفح الفلسطينية المجاورة من التقاط صور تظهر تفجيرات المنازل الحدودية وعمليات إخلاء السكان لمنازلهم.

وأكد أحد نشطاء موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن تحذيرًا وصله عبر حسابه “من المخابرات المصرية” طالبه فيه بوقف نشر الصور وتسجيلات الفيديو التي تظهر عمليات تفجير المنازل وتهجير سكانه.

ورفض بدوره الطلب وأكد على ضرورة فضح ما يرتكبه الجيش المصري بحق السكان المصريين في ظل التعتيم والتضليل الإعلامي على الفضائيات المصرية التابعة للنظام العسكري الحاكم.

واستغرب الفلسطينيون في غزة حملة التحريض التي يمارسها الإعلام المصري والتي وصلت إلى حد تحريض الجيش على ضرب غزة وحماس أسوة بما فعلت “إسرائيل” في عدوانها الأخير.

وكانت صحيفة الوطن المصرية نشرت أكثر من 15 اسمًا قالت إنهم متورطون بقتل الجنود في سيناء، ومن بين الأسماء المنشورة القائدان في كتائب القسام محمد أبو شمالة ورائد العطار اللذان ارتقيا في عملية اغتيال إسرائيلية في الأيام الأخيرة للحرب التي انتهت قبل شهرين.

وتناقل نشطاء على صفحات الفيسبوك، مدرعات مصرية يعتليها جنود مصريون، دون تحصين وعلق أحدهم: “لو أن الإرهاب قادم من غزة كما يزعمون، لما تجرأ هؤلاء على إخراج رؤوسهم بهذه الأريحية، في أقرب نقطة حدودية مع غزة”.

وأقيم في غزة خيمة عزاء للجنود المصريين، تواجد فيها الشخصيات وممثلون على كل الفصائل الفلسطيني التي أدانت ما وصفتها “بالجريمة النكراء” بحق الجنود المصريين.

وأكدت الداخلية الفلسطينية بدورها أن الحدود مع مصر مضبوطة وآمنة ونفت تسلل أي من العناصر عبر الأنفاق؛ لأنها لم تعد قائمة بعد تدمير الجيش المصري لها وفق خطة بدأها عقب الانقلاب على الرئيس محمد مرسي قبل أكثر من عام.

كما فندت الأسماء التي تداولها الإعلام المصري، زاعمًا أنها لعناصر من غزة متورطة بتفجيرات سيناء، وأكدت الداخلية أن معظمها لا وجود لها في السجل المدني الخاص بغزة وأخرى تشابه أسماء في الضفة الغربية وآخرين شهداء ارتقوا في الحرب الأخيرة قبل التفجير بشهرين.

وكان هذا الإعلام اتهم الأسير حسن سلامة بالمشاركة في اقتحام السجون المصرية إبان ثورة 25 يناير عام 2011، علمًا أنه أسير في سجون الاحتلال منذ أكثر من 20 عامًا ومحكوم بالسجن مدى الحياة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق