الردح الإسرائيلي والرد السويدي والرقص العربي!
خلود عبدالله الخميس
فقد قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان حال الاعتراف من السويد ببيان من الخارجية، في بيان تهكمياً «إن على الحكومة السويدية أن تفهم أن العلاقات في الشرق الأوسط أكثر تعقيداً من تركيب مفروشات إيكيا»
فردت عليه الوزيرة السويدية مارجو والستروم في مقابلة مع CNN قائلة: «سأكون سعيدة بإرسال قطعة مفروشات من إيكيا إلى ليبرمان لكي يجمعها، سيكتشف بأنه لا بد من شريك ولا بد من تعاون ومن وجود كتيب شرح جيد».
وأضافت الوزيرة لوكالة فرانس برس في حديث آخر في الأمر نفسه: «إن الأشخاص الأذكياء لديهم حس الفكاهة ولاحظت أن لديه هذا الحس، فأجبته بالطريقة نفسها. وسنتوقف هنا».
ليس بالغريب أو المستهجن المراوغة السياسية بالألفاظ الموحية بأكثر من معنى، واستخدام السخرية في تمرير التهم والآراء أو المديح والتقرب، ومتوقع أن تعمل إسرائيل بشحذ كل دبلوماسيتها وإعلامها المنتشر حول العالم والذي أسسته برؤوس أموال ضخمة للأيام السوداء، ولا أسود من هذه الأيام عليها بعد نصر غزة، والانتفاضات المتكررة للضفة، وتهديد المقاومة الفلسطينية بالنفير العام إن لم تفتح المسجد الأقصى للمسلمين خلال أربع وعشرين ساعة.
فما أجمل السواد عندما تتشح فيه إسرائيل. ولكن ما دور العرب في قضية القدس، وأين هم من حفلة التصريحات التي ملأت الفضاء الإعلامي عن إغلاق المسجد الأقصى ومنع رفع الأذان منه لأول مرة؟ يبدو أنهم لم يكونوا مدعوين! والمشهد الإعلامي العربي كان على وضع «الصامت» وسأنقله لكم بالصوت طبقاً لوقائع مؤسفة ولكنها حقيقة.
العرب من ليبيا لسوريا للعراق للبنان مشغولون بمذابحهم إما مع مشاكلهم الداخلية من طائفية ونزاع سلطة، أو مع الثورات المضادة، أو بجيش الاستخبارات العربية والأميركية المسمى بجيش الدولة الإسلامية واختصاره «داعش».
لا يخفى على أحد، وإن استغبى، أن مصر تتآمر على فلسطين مثل اليهود، تخنق غزة بغلق المعابر ونسف الأنفاق وبناء منطقة عازلة لحماية اليهود بتهجير أهالي سيناء، وقتلهم إن اضطر الأمر وإلا فلم وُضِعَت تهمة الإرهاب؟!
دول الخليج، وهي الثقل الأكبر مالياً والمحضن إنسانياً للقضية الفلسطينية، منها أسير لعقد الماضي مثل الكويت فلبعض الفلسطينيين المقيمين فيها مواقف مخذلة من الغزو العراقي وتعاونوا مع المحتل ضد البلد الذي عاشوا فيه ودافع عنهم ودعمهم، وهم قلة، ولكن «الشر يعم» كما يقولون، فتكونت قلوب مليئة بالضغينة شامتة بالمسلمين تشفياً وما زال هناك من يقول: يستحقون ما يحدث لهم بما فعلوا بالكويتيين! للأسف هذه عقلية العموم وليست استثناء. ومنه من يتعامل مع فلسطين كقضية سياسية، وعلى أنها «حماس» ويجب قمعها وإنهاؤها سياسياً وعسكرياً. أما البعض فيرون أن القضية الفلسطينية شأن داخلي للفلسطينيين!
هنا تكمن المعضلة في الفهم للفكر المسلم النخبوي والعام، وهذه قمة السقوط في العقيدة، ففلسطين بالذات ليست شأن الفلسطينيين، فلسطين فيها المسجد الأقصى، مسرى النبي الأُمي، محمد صلى الله عليه وسلم، وأولى القبلتين، فهي قضية إسلامية لا وطنية، هي أممية لا فئوية. لقد أخصوا الفكر العربي وجعلوه مثلياً!
اقرأ وتحسر أو لا تتحسر، ولكن اعلم أن الحدود ومشروع «سايكس – بيكو» صار حماته حكام العرب، وفقر المسلمين وتشرذمهم سببه التخطيط لحصر الثروة في بقع صغيرة «كيانات سياسية مستقلة بمسمى دول» ليمكن السيطرة عليها ويبقى المشروع التقسيمي. ماذا تريدون أن أقول سوى: يا للعار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق