الأحد، 2 نوفمبر 2014

مصطلح الحرب على الإرهاب (صهيوني بامتياز)

مصطلح الحرب على الإرهاب (صهيوني بامتياز)

محمد الأسواني

عندما تتبعنا آراء اليهود أنفسهم في أوروبا وعبر منظمات استطلاع الرأي حول العنصرية المتصاعدة وتطرف الأحزاب اليمينة تبين مدى خطورة تنامي الكراهية ضد اليهود في الغرب عموما وأمريكا خاصة، وإن أصوات المجموعات العنصرية التي تتخذ من النازية عنوانا لهم نجدهم الآن يتلونون تحت مسميات عدة منها الجماعات المسيحية النازية بأمريكا والقوة البيضاء وغيرهم من التنظيمات المتطرفة وقد أشار بعض الكتاب والمحللين ازدياد العداء تجاه اليهود في أوروبا وأمريكا، وأشار إلى ذلك الكاتب محمد جلال عناية في كتاباته المتكررة، حيث الربط بين اليمين الثوري الجديد وبين إحدى الحركات الدينية البروتستانتية التي تعتقد إن (البريطانيين هم أنفسهم إحدى سلالة القبائل (الإسرائيلية) العشر المفقودة، ومع أن اليمين الأمريكي المتطرف متعاطف مع النازية ويؤمن بتفوق العنصر الآري (الأبيض)، إلا أن أفراده ملتزمون بموقف ديني متميز يدخل في إطار عام يسمى (الهوية المسيحية).

وأن أمريكا هي "إسرائيل" الجديدة وأرض الميعاد، أما المبدأ الثالث الذي تقوم عليه "الهوية المسيحية" فهو أن العالم يقترب من نهايته، وأن صراعا سوف يستعر بين الخير والشر، أما الخير فيتمثل في الجنس الآري الأبيض، وأما الشر فيتمثل في "المؤامرة اليهودية".

وتتميز الهوية المسيحية بقدرتها على التبدل والتحول الأيديولوجي والتكتيكي وذلك لأن بُنيتها مجزأة وغير متماسكة وتتميز كذلك بقدرتها على الامتزاج بعناصر اليمين المتطرف بشقيه من العنصريين (العلمانيين إلى النازيين) الجدد الذين منهم (كوكلوكس كلان) وإن التطورات التي حدثت في التسعينات من القرن العشرين أكدت هذه القابلية في "الهوية المسيحية" التي أصبحت هى القوة الأساسية في بناء أعداد كبيرة من التحالفات المضادة للنظام الأمريكي.

وماذا عن تنظيم (كوكلوكس كلان) لا توجد منظمة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ارتبط اسمها في وعي الجماهير الأمريكية بعدم التسامح والسلوك الإجرامي والخروج على القانون أكثر من تلك المنظمة "كوكلوكس كلان" التي تأسست عام 1867.

ونجد كذلك طوائف متعددة من البروتستنت لها نفس المنطلق الفكري ألا وهو أن الشيطان أغوى حواء وإن ذلك الشيطان تمثل لاحقا في صورة اليهود ولهم تصورات عقائدية تدعو للحفاظ على العنصر النقي من سلالة حواء وهم العنصر الأبيض أما العنصر الطيني المحروق بنار الشيطان فهم جميع الملونيين والزنوج وخاصة العدو الأزلي لهم وهم اليهود والملاحظ في السنوات الأخيرة إن تلك المجموعات العنصرية في ازدياد مضطرد فى أمريكا و مارا بأوروبا إلى روسيا، ومن هنا نقول بأن اليهود يعيشون منذ أربع عقود وإلى الأن أزمة كبرى داخل أوروبا وأمريكا في مواجهة الكراهية المتنامية ضدهم.

ومن هنا جاءت فكرة صناعة العدو البديل لبلاد الغرب أي (الإنسان الأبيض) والذاكرة الصهيونية لم تنسى ومازالت تؤكد الويلات التي عاشها اليهود بين رحى التعذيب المسيحي العنصري ألتدميري واليمين الغربي العلماني المتطرف ولذي فكرت الصهيونية العالمية في إيجاد مخرج من هذا المآزق بأنهم يصنعوا لذلك الإنسان الأبيض عدو جديد ألا وهو الإسلام وأتباعه، وبهذا يتوارى اليهود بعيدا عن المواجهة والمذابح المتوقعة والقادمة من العنصرية الغربية، وهنا تتكون معادلة جديدة في تزيف الوع الغربي المسيحي على كون اليهود ليسوا بأعدائهم بل هم الأنصار الجدد للإنسان الأبيض الآري ومن ثم يوهمون الغرب المسيحي المتعصب بأنهم شركائهم ضد العدو المشترك ألا وهو (الإسلام وأتباعه).

وبهذا يدخل في قناعة المسيحي الصليبي بأن اليهود هم من يشكلون خط الدفاع الأول لهم ضد العرب والمسلمين وبهذا يظنون أنهم هم حصن للإنسان الغربي وقد أدخلوا ذلك في أدبيات الغرب عبر الإعلام والسينما وسيل المطبوعات على كونهم أى اليهود وبلاد الغرب أصحاب ثقافة وحضارة واحدة وأنهم كيهود على دراية وكخبراء بذلك الخطر الكامن في الإسلام والمسلمين ومن ثم وجب على الغرب أن يعتمد عليهم كشريك استراتيجى !!

وبذلك يستطيع اليهود حماية أنفسهم من تلك العنصرية المتزايدة في الغرب سواء في الولايات المتحدة أو أوروبا، وبذلك يُحيدون أنفسهم كعدو تاريخى للمسيحيين و متهمين بقتل ربهم (يسوع المسيح) ، وإن كانت وقاية وحماية مؤقتة حيث يحولون الهجمة الشرسة التى ينبغي أن تكون ضدهم تجاه (ناحية) العرب والمسلمين، ولذلك تبنت الصهيونية العالمية أيدلوجية تزيف الوعى لإقناع بلاد الغرب بمصطلح جديد تم صناعته على ايادى رجال الموساد وأعوانهم في الشبكات الماسونية، وهو مصطلح (الإرهاب) وذلك الإرهاب أصبح متمثل في هذا العدو المخيف وهو (الإسلام) الذي يرغب في تدمير حضارة الغرب أي الإنسان الأبيض ولقد اخترع اليهود جميع المرادفات السياسية الجديدة التي تصب في صناعة الوهم المسمى (تنظيم القاعدة الإرهابي) و ذلك التعبير المسمى بصراع الحضارات وهكذا أصبح مصطلح الإرهاب هو كلمة السر والضوء الأخضر لاحتلال بلاد المسلمين، وبالتالي كل من يكون ضد طموح الإنسان الأبيض أو ضد إسرائيل فهو إرهابي.

وهكذا تكون الصهيونية في مأمن من العداء المسيحى المتطرف، وبهذا يمكنها استنفاذ طاقة ذلك الغرور الجامح للإنسان الأبيض بما يثبت أقدامهم كيهود في الوطن الجديد المسمى (إسرائيل) و الذي تم اغتصابه من العرب بحجة أنها أرض الميعاد المزعومة، وبهكذا تآمر تُحقق ( إسرائيل ) الانتصار على خصمين وهما الإنسان الأبيض أي الأوروبي والخصم الآخر هؤلاء العرب أحفاد (النبي إسماعيل عليه السلام) الابن البكر لإبراهيم حسبما يعتقد أتباع الإسلام ولكنهم كيهود يعتقدون بأنهم هم الأحق بإقامة العهد مع الخالق لأنهم أبناءه الأحباء !!

ولكني أقولها لليهود والإنسان الأبيض كليهما إننا كمسلمين نأبى الظلم للإنسان أي كان لونه أو ملته ونحلته، و ليعلم الجميع أن اليهود كمواطنين في ظل أمة الإسلام لم يُذبحوا ولم يُحرقوا في الأفران كما فعلة بهم (النازية) ولم يُكرهوا على ترك ملتهم، وكذلك الرجل الأبيض لم يكن يوما قط مُضْطَهَد بين يدي العرب، و لا حتى غيرهم من المجوس أو الصابئة ! بل تعاليم الإسلام تحث أتباعه بتحريرهم وتحرير البشر أجمع من العبودية أو الخضوع للطواغيت و في زمن الرسول الكريم قد أصبح منهم كا (أوروبيين) الصحابي الجليل صهيب الرومي من اقرب الناس للرسول الكريم من بعد دخوله في دين الله وكذلك أبناء الفرس نجد منهم من هو ممن أصبح من صحابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وحتى من اليهود ممن هم و هن أصبحوا من ذوي القربى للنبي الكريم مثل زوجته السيدة صفية بنت حيي بن أخطب رضوان الله عليها وإني أقولها للجميع أوقفوا حملاتكم التي تدعو للفتنة والكراهية والاعتداء إن الإسلام هو دين السماحة والسلام وإن رسالة الإسلام عالمية لكل البشر (فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق