أصبحت رغبة الأقليات في حكم الأغلبيات ظاهرة تضرب المنطقة، وتهدد حاضر ومستقبل المجتمعات الإسلامية التي عاشت قرونا تحتضن التنوع، ونسجت علاقات حضارية يسودها التسامح الذي لم تعرفه مناطق العالم الأخرى، فالأقليات الطائفية والعرقية والدينية والسياسية تحولت اليوم إلى عوامل تدمير وتفجير بعد الاستسلام لقوى كارهة للإسلام تستخدمها كوقود في حروب بالوكالة.
تظهر الأقليات كعناصر أساسية في الصراعات السياسية في التحولات الإستراتيجية التي تشهدها الأمة، فالدول الغربية المهيمنة والدوائر العلمانية المحلية لجأت إلى التحالف مع الأقليات لمنع أو عرقلة عمليات التغيير المدعومة شعبيا لصالح الأغلبيات، واستغلت هذه القوى الخارجية والداخلية المتحالفة معها الأحقاد الطائفية والطموحات باسترداد أمجاد تاريخية والأطماع في القفز على السلطة لتوظيف هذه الأقليات كجنود مستأجرة في مشروع تقسيم الدول العربية والإسلامية.
يستخدم الغرب الطوائف والأعراق كوقود في مشروع التقسيم الذي أعده الحلف الأمريكي الصهيوني منذ الثمانينات من القرن الماضي لتفتيت المنطقة وتجزئة الدول العربية والإسلامية الكبيرة إلى دويلات صغيرة لإضعاف الأمة لصالح الكيان الصهيوني، وأظهرت تطورات الأعوام الأخيرة أن مشروع التقسيم يعتمد على الشيعة والأكراد والأقليات الدينية بشكل أساسي، واستخدام الميليشيات الطائفية والعرقية كقوات برية على الأرض بعد خسائر الجيوش الغربية الغازية في العراق وأفغانستان.
الشيعة العرب في مقدمة الأقليات التي تستخدم كوقود لتحقيق الأحلام الإيرانية في استعادة إمبراطورية فارس المندثرة، وبالتفاهم مع أمريكا تستخدم إيران الشيعة العرب الذين كانوا يعيشون في سلام وسط الأغلبيات السنية في مشروعها الطائفي للسيطرة على الجانب الآسيوي من العالم الإسلامي، وقد استخدم الإيرانيون الأقليات الشيعية العربية بعد اعتناقها المذهب الاثنى عشري في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وقد نجحت الأقلية الشيعية في الهيمنة على لبنان والعراق، وتقاتل الآن في سوريا وكادت أن تفرض سلطانها على اليمن لولا التحول في المملكة العربية السعودية مع وصول الملك سلمان وشن عاصفة الحزم التي أوقفت التمدد الشيعي لابتلاع اليمن وبداية التحرك العربي الرسمي بشكل علني ضد المشروع الإيراني التوسعي.
قبل عاصفة الحزم بأيام احتفل الإيرانيون بالسيطرة على 4 عواصم عربية وأعلن قادة إيران عودة الإمبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد مطالبين الدول العربية بالقبول بالزعامة الإيرانية لكن لم يمهلهم القدر طويلا حيث انقلب السحر على الساحر وتغير الوضع في اليمن وانفجر على رؤوس جنود إمبراطورية فارس الجديدة وتحول الهجوم إلى الدفاع وامتدت النكسات للحلم الإيراني إلى سوريا والعراق حيث يعجز جيش العراق الطائفي عن خوض المعارك بدون الغطاء الجوي الأمريكي حيث تستثمر الولايات المتحدة الحقد الطائفي وتتحالف مع إيران لتقسيم بلاد السنة.
تعد الأمة الكردية من أمم الإسلام المهمة التي لعبت دورا كبيرا في التاريخ الإسلامي، ولحيوية الكرد وانتقاما من دورهم التاريخي قام الاستعمار بتمزيق أراضيهم بين 4 دول، وعاد المستعمرون لتوظيف أماني وأحلام الكرد باستعادة دولتهم التاريخية بدعم المنظمات اليسارية لتكون هي النخب المسيطرة وتوظيفها ضد محيطها العربي والتركي وإحياء النزعة العرقية وجعلها هي الطريق لاستعادة الدولة الكردية الكبرى، كحليف للغرب وإسرائيل!
نفس الخطأ وقعت فيه الأقليات المسيحية التي ظنت أن الفرصة مواتية للقضاء على الإسلاميين والخلاص منهم، فراحت قيادات بعض الكنائس تتحالف مع الثورات المضادة وخصوم الكارهين للمشروع الإسلامي وقدمت الدعم المالي والبشري وشاركت بدوافع الكراهية في معارك ضد الإسلاميين بشكل معلن وأعماهم الغل الطائفي عن النظر للمستقبل فأحرقوا المراكب وكأن النهاية محسومة حسب توهمهم.
هذه الأقليات المسيحية لم تقرأ التاريخ، لقد سبقهم المعلم يعقوب أثناء الحملة الفرنسية على مصر وظن أن الفرصة مواتية للخلاص من المسلمين وشكل جيشا لقتل المصريين المسلمين وقاتل مع الفرنسيين لكن نهايته كانت عبرة، حيث خرج هو ومن تبقى من جنوده مع الفرنسيين بعد هزيمتهم وألقي جسده في البحر بعد أن مات في الطريق، وهذا هو ما جعل المسيحيين المصريين يتعلمون الدرس بعد ذلك، فانضموا إلى الحركة الوطنية المصرية ووقفوا ضد الاحتلال الإنجليزي فحاز مكرم عبيد وفخري عبد النور وسينوت حنا وغيرهم من المسيحيين المصريين على تقدير المسلمين.
نفس التصرف قامت به الأقليات السياسية العلمانية من أحزاب ليبرالية ويسارية انتهازية من دعم للانقلابات على الأنظمة السياسية في دول الثورات، وإذا أخذنا مصر نموذجا فإن هذه الأحزاب ليس لها وزن كبير في الشارع حسب نتائج الانتخابات خلال العقدين الأخيرين، قبل الثورة وبعدها، فهي أحزاب أقليات سياسية، ومعظم قيادات هذه الأحزاب كان يترشح على قوائم الإسلاميين ويتحالف معهم بصيغة أو بأخرى.
هذه الأقليات السياسية انطلقت بلا وعي تطالب بإبادة الأغلبية وأصبحت أكثر عدوانية من السلطات التي تختلف مع الإسلاميين لأسباب سياسية، والغريب أن بعض رموز هذه الأقليات لم يمكث كثيرا كجزء من الأنظمة التي تم تشكيلها على حساب الإسلاميين حيث تم التخلص منها واستبعادها.
من المفارقات الجديرة بالتأمل أن هذه الأقليات السياسية في مصر كانت ترفض الانتخابات عقب ثورة يناير بزعم أنها غير مستعدة وتحتاج إلى وقت كي تقوي نفسها! والآن بعد استبعاد الإسلاميين وتغييبهم تستعجل هذه الأحزاب الانتخابات وتطالب بسرعة إجرائها، وتعيش حالة من الفرح والزهو في غياب الأغلبية، بل وتطمع في الحصول على أغلبية برلمانية لتشكيل الحكومة، ولا يخفي البعض رغبة ملياردير مسيحي ينفق على هذه الأحزاب الصغيرة في تولي رئاسة الوزراء لأكبر شعب عربي مسلم بقوة القمع والإقصاء!
فكرة التخلص من الأغلبيات غير واقعية في عالم اليوم، إلا إذا كان البعض يتوهم استنساخ تجربة القضاء على الأمة الهندية في أمريكا، فهذه الإبادة التي نجحت ضد الهنود الحمر والسكان الأصليين عندما اجتاح العرق الأنجلو ساكسوني الأمريكيتين استثنائية ولها ظروفها وغير قابلة للتكرار؛ فالرجل الأبيض قام بالإبادة لسببين:
الأول: الغريزة العدوانية لقوة عسكرية غازية مسيطرة وليست أقلية.
والآخر: لأن الهنود لم يكن لديهم ما يدافعون به عن أنفسهم غير العصي وفروع الشجر.
والظروف التي ساهمت في إبادة الهنود الحمر لم تتحقق مع أمة أخرى، ولن تتكرر، فالرجل الأبيض لم يسيطر على المسلمين إلا بعد قرون من الحروب والمقاومة، والانكسار الحالي للمسلمين عمره فقط قرنان من الزمن لم تتوقف فيهما المقاومة، ونشاهد الآن تنامي التمرد والرغبة في الاستقلال في العالم الإسلامي ومناطق أخرى من العالم وتراجع الهيمنة الغربية وتفكيك قبضة الدول المهيمنة، أي بخلاف ما يتوهم قادة الأقليات.
الأقليات عاشت في العالم الإسلامي ليس لأنها تحمل السلاح وإنما لحرص الأغلبيات بدافع من العقيدة الإسلامية على حماية مجتمعاتها ورعاية التسامح التي تركت ديانات وأعراقا مخالفة تعيش بتوجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية التي حافظت على الأمم الأخرى واستوعبتها في نظام حضاري بديع.
إن قادة الأقليات بكل ألوانها بحاجة إلى مراجعة المواقف حرصا على بقائهم ومستقبل الكيانات التي ينتمون إليها، فالرهان على فناء الأغلبيات واختفائها حسابات خاطئة، وغير منطقية، وتثبت تطورات الأحداث أن ما حققته الأقليات من مكاسب مؤقتة في ظروف تاريخية استثنائية سرعان ما سينقلب إلى خسائر وانتكاسات، ففكرة تمكين الأقليات بقوة المستعمر الخارجي انتهت مع الضعف والشيخوخة التي أصابت المستعمرين، كما أن القوى الداخلية التي تستخدم القمع ضد شعوبها ليس لها جذور ولا مستقبل لها وتستنزف نفسها حتى تنهار والرهان عليها خاسر وفقا لكل الحسابات.
ليس أمام الأقليات إلا أن تفكر بعقلانية، وتعي طبيعة التطورات التي تعيشها المنطقة وتكون جزءا من حركة التغيير وليس من قوى الممانعة السلبية، والرفض، فالموجة الإسلامية أكبر مما يتصورون وأكثر قوة مما يتخيلون، والحكيم الذي لا يضحي بكل شيء من أجل أحلام طائفية وعرقية توظفها قوى خارجية في إطار استراتيجيات مدروسة ليس من ضمنها مصالح المغرر بهم والمضحوك عليهم.
تظهر الأقليات كعناصر أساسية في الصراعات السياسية في التحولات الإستراتيجية التي تشهدها الأمة، فالدول الغربية المهيمنة والدوائر العلمانية المحلية لجأت إلى التحالف مع الأقليات لمنع أو عرقلة عمليات التغيير المدعومة شعبيا لصالح الأغلبيات، واستغلت هذه القوى الخارجية والداخلية المتحالفة معها الأحقاد الطائفية والطموحات باسترداد أمجاد تاريخية والأطماع في القفز على السلطة لتوظيف هذه الأقليات كجنود مستأجرة في مشروع تقسيم الدول العربية والإسلامية.
يستخدم الغرب الطوائف والأعراق كوقود في مشروع التقسيم الذي أعده الحلف الأمريكي الصهيوني منذ الثمانينات من القرن الماضي لتفتيت المنطقة وتجزئة الدول العربية والإسلامية الكبيرة إلى دويلات صغيرة لإضعاف الأمة لصالح الكيان الصهيوني، وأظهرت تطورات الأعوام الأخيرة أن مشروع التقسيم يعتمد على الشيعة والأكراد والأقليات الدينية بشكل أساسي، واستخدام الميليشيات الطائفية والعرقية كقوات برية على الأرض بعد خسائر الجيوش الغربية الغازية في العراق وأفغانستان.
الشيعة العرب في مقدمة الأقليات التي تستخدم كوقود لتحقيق الأحلام الإيرانية في استعادة إمبراطورية فارس المندثرة، وبالتفاهم مع أمريكا تستخدم إيران الشيعة العرب الذين كانوا يعيشون في سلام وسط الأغلبيات السنية في مشروعها الطائفي للسيطرة على الجانب الآسيوي من العالم الإسلامي، وقد استخدم الإيرانيون الأقليات الشيعية العربية بعد اعتناقها المذهب الاثنى عشري في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وقد نجحت الأقلية الشيعية في الهيمنة على لبنان والعراق، وتقاتل الآن في سوريا وكادت أن تفرض سلطانها على اليمن لولا التحول في المملكة العربية السعودية مع وصول الملك سلمان وشن عاصفة الحزم التي أوقفت التمدد الشيعي لابتلاع اليمن وبداية التحرك العربي الرسمي بشكل علني ضد المشروع الإيراني التوسعي.
قبل عاصفة الحزم بأيام احتفل الإيرانيون بالسيطرة على 4 عواصم عربية وأعلن قادة إيران عودة الإمبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد مطالبين الدول العربية بالقبول بالزعامة الإيرانية لكن لم يمهلهم القدر طويلا حيث انقلب السحر على الساحر وتغير الوضع في اليمن وانفجر على رؤوس جنود إمبراطورية فارس الجديدة وتحول الهجوم إلى الدفاع وامتدت النكسات للحلم الإيراني إلى سوريا والعراق حيث يعجز جيش العراق الطائفي عن خوض المعارك بدون الغطاء الجوي الأمريكي حيث تستثمر الولايات المتحدة الحقد الطائفي وتتحالف مع إيران لتقسيم بلاد السنة.
تعد الأمة الكردية من أمم الإسلام المهمة التي لعبت دورا كبيرا في التاريخ الإسلامي، ولحيوية الكرد وانتقاما من دورهم التاريخي قام الاستعمار بتمزيق أراضيهم بين 4 دول، وعاد المستعمرون لتوظيف أماني وأحلام الكرد باستعادة دولتهم التاريخية بدعم المنظمات اليسارية لتكون هي النخب المسيطرة وتوظيفها ضد محيطها العربي والتركي وإحياء النزعة العرقية وجعلها هي الطريق لاستعادة الدولة الكردية الكبرى، كحليف للغرب وإسرائيل!
نفس الخطأ وقعت فيه الأقليات المسيحية التي ظنت أن الفرصة مواتية للقضاء على الإسلاميين والخلاص منهم، فراحت قيادات بعض الكنائس تتحالف مع الثورات المضادة وخصوم الكارهين للمشروع الإسلامي وقدمت الدعم المالي والبشري وشاركت بدوافع الكراهية في معارك ضد الإسلاميين بشكل معلن وأعماهم الغل الطائفي عن النظر للمستقبل فأحرقوا المراكب وكأن النهاية محسومة حسب توهمهم.
هذه الأقليات المسيحية لم تقرأ التاريخ، لقد سبقهم المعلم يعقوب أثناء الحملة الفرنسية على مصر وظن أن الفرصة مواتية للخلاص من المسلمين وشكل جيشا لقتل المصريين المسلمين وقاتل مع الفرنسيين لكن نهايته كانت عبرة، حيث خرج هو ومن تبقى من جنوده مع الفرنسيين بعد هزيمتهم وألقي جسده في البحر بعد أن مات في الطريق، وهذا هو ما جعل المسيحيين المصريين يتعلمون الدرس بعد ذلك، فانضموا إلى الحركة الوطنية المصرية ووقفوا ضد الاحتلال الإنجليزي فحاز مكرم عبيد وفخري عبد النور وسينوت حنا وغيرهم من المسيحيين المصريين على تقدير المسلمين.
نفس التصرف قامت به الأقليات السياسية العلمانية من أحزاب ليبرالية ويسارية انتهازية من دعم للانقلابات على الأنظمة السياسية في دول الثورات، وإذا أخذنا مصر نموذجا فإن هذه الأحزاب ليس لها وزن كبير في الشارع حسب نتائج الانتخابات خلال العقدين الأخيرين، قبل الثورة وبعدها، فهي أحزاب أقليات سياسية، ومعظم قيادات هذه الأحزاب كان يترشح على قوائم الإسلاميين ويتحالف معهم بصيغة أو بأخرى.
هذه الأقليات السياسية انطلقت بلا وعي تطالب بإبادة الأغلبية وأصبحت أكثر عدوانية من السلطات التي تختلف مع الإسلاميين لأسباب سياسية، والغريب أن بعض رموز هذه الأقليات لم يمكث كثيرا كجزء من الأنظمة التي تم تشكيلها على حساب الإسلاميين حيث تم التخلص منها واستبعادها.
من المفارقات الجديرة بالتأمل أن هذه الأقليات السياسية في مصر كانت ترفض الانتخابات عقب ثورة يناير بزعم أنها غير مستعدة وتحتاج إلى وقت كي تقوي نفسها! والآن بعد استبعاد الإسلاميين وتغييبهم تستعجل هذه الأحزاب الانتخابات وتطالب بسرعة إجرائها، وتعيش حالة من الفرح والزهو في غياب الأغلبية، بل وتطمع في الحصول على أغلبية برلمانية لتشكيل الحكومة، ولا يخفي البعض رغبة ملياردير مسيحي ينفق على هذه الأحزاب الصغيرة في تولي رئاسة الوزراء لأكبر شعب عربي مسلم بقوة القمع والإقصاء!
فكرة التخلص من الأغلبيات غير واقعية في عالم اليوم، إلا إذا كان البعض يتوهم استنساخ تجربة القضاء على الأمة الهندية في أمريكا، فهذه الإبادة التي نجحت ضد الهنود الحمر والسكان الأصليين عندما اجتاح العرق الأنجلو ساكسوني الأمريكيتين استثنائية ولها ظروفها وغير قابلة للتكرار؛ فالرجل الأبيض قام بالإبادة لسببين:
الأول: الغريزة العدوانية لقوة عسكرية غازية مسيطرة وليست أقلية.
والآخر: لأن الهنود لم يكن لديهم ما يدافعون به عن أنفسهم غير العصي وفروع الشجر.
والظروف التي ساهمت في إبادة الهنود الحمر لم تتحقق مع أمة أخرى، ولن تتكرر، فالرجل الأبيض لم يسيطر على المسلمين إلا بعد قرون من الحروب والمقاومة، والانكسار الحالي للمسلمين عمره فقط قرنان من الزمن لم تتوقف فيهما المقاومة، ونشاهد الآن تنامي التمرد والرغبة في الاستقلال في العالم الإسلامي ومناطق أخرى من العالم وتراجع الهيمنة الغربية وتفكيك قبضة الدول المهيمنة، أي بخلاف ما يتوهم قادة الأقليات.
الأقليات عاشت في العالم الإسلامي ليس لأنها تحمل السلاح وإنما لحرص الأغلبيات بدافع من العقيدة الإسلامية على حماية مجتمعاتها ورعاية التسامح التي تركت ديانات وأعراقا مخالفة تعيش بتوجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية التي حافظت على الأمم الأخرى واستوعبتها في نظام حضاري بديع.
إن قادة الأقليات بكل ألوانها بحاجة إلى مراجعة المواقف حرصا على بقائهم ومستقبل الكيانات التي ينتمون إليها، فالرهان على فناء الأغلبيات واختفائها حسابات خاطئة، وغير منطقية، وتثبت تطورات الأحداث أن ما حققته الأقليات من مكاسب مؤقتة في ظروف تاريخية استثنائية سرعان ما سينقلب إلى خسائر وانتكاسات، ففكرة تمكين الأقليات بقوة المستعمر الخارجي انتهت مع الضعف والشيخوخة التي أصابت المستعمرين، كما أن القوى الداخلية التي تستخدم القمع ضد شعوبها ليس لها جذور ولا مستقبل لها وتستنزف نفسها حتى تنهار والرهان عليها خاسر وفقا لكل الحسابات.
ليس أمام الأقليات إلا أن تفكر بعقلانية، وتعي طبيعة التطورات التي تعيشها المنطقة وتكون جزءا من حركة التغيير وليس من قوى الممانعة السلبية، والرفض، فالموجة الإسلامية أكبر مما يتصورون وأكثر قوة مما يتخيلون، والحكيم الذي لا يضحي بكل شيء من أجل أحلام طائفية وعرقية توظفها قوى خارجية في إطار استراتيجيات مدروسة ليس من ضمنها مصالح المغرر بهم والمضحوك عليهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق