الاثنين، 20 يوليو 2015

وهران.. يا حسرة


وهران.. يا حسرة



تختصر أستاذة التاريخ في جامعة بوسطن ديانا ويلي وتقول إنمدينة وهران (شمال غرب الجزائر) تمثل بداية العولمة منذ العهد الوسيط، فهي تضم الشواهد على الاختلاط الحضاري.

وهران مدينة العرب والأمازيغ والإسبان والفرنسيين، مدينة أموية بناها القرطبيون، ثم صارت مدينة الفاطميين والموحدين وغيرهم حتى احتلها الإسبان بعد سقوط غرناطة، ثم حررها العثمانيون بعد 300 عام، ثم سقطت في يد الجيش الفرنسي عام 1831.

كانت كاميرا "عالم الجزيرة" في حلقة 20/7/2015 تعاين روح المكان والزمان وتعاين حساسية أهلها تجاه هويتهم التي يريدونها مفتوحة كما يريدونها وهرانية.

صحيح أن وهران تدير ظهرها للبحر كما قال الكاتب الفرنسي ألبير كامو، وصحيح أن جبالها واقفة بالمرصاد، لكن كل من يزور المدينة يشغف بتاريخها الذي ما زال حتى هذه اللحظة يشهد على التنوع في ثانية كبرى المدن الجزائرية بعد العاصمة.

الأسدان
على قمة الجبل ثمة مقام للمتصوف عبد القادر الجيلاني بناه أحد مريديه سيدي بو مدين الأب الروحي للتصوف الجزائري، وأمام المدينة يربض الأسدان (أو الوهران بالأمازيغية) وهما معا رمز الأسطورة الوهرانية. الأسدان اللذان صاحبهما "جعفر" الشاب الوسيم الهارب من قرطبة ومن سلطة أبيه الذي يريد تزويجه بفتاة لا يريدها.

كل هذا الخليط محفور في جدران وصخور وهران، مثلما هو مطبوع في أرواح الناس. إلا أن عبارة "وهران يا حسرة" تنفلت من أهل المدينة كما من مريديها.

فهم يلاحظون معالم المدينة القديمة التي تحتاج إلى رعاية الدولة، لكن الترميمات تأخذ سنوات طويلة. تشير ستهم الهواري وهي تقول "وهران يا حسرة" إلى معلم ما زال خاضعا للترميم منذ عشر سنوات. وهنا يقول رئيس جمعية الأفق الجميل قويدر مطير مستنكرا إن من السهل بناء عمارة بعشرات الطوابق، لكن ترميم عمارة قديمة يبدو أمرا صعبا.

يتحدث المعماري الفرنسي روبير دوازي وأمامه مشهد واسع من المعالم القديمة ويقول إن وهران يمكن لو خصصت الإمكانيات المالية أن تضارع برشلونة أو مرسيليا.

وهران هي وهران
ارتفاع الأبراج العالية الذي يحيل إلى مقارنة مع دبي لا يروق للكاتب بوزيان بن عاشور ويقول إن الكل يجب أن يخدم مكانه بحسب روحه متسائلا "لماذا لا تكون وهران هي وهران؟".

تتابع الكاميرا "حي الدرب" الذي كانت يقطنه يهود، وهو مهدد بالإزالة، لكن بادرة شبابية تسعى للحفاظ عليه ويتم تأجيل الهدم بانتظار محاولات الشباب في إعادة تأهيل الحي.

غير أن أكثر ما يضيق على وهران هو حزام العشوائيات التي ما زالت تنمو وعرفتها المدينة منذ تسعينيات القرن الماضي التي عرفت بالعشرية السوداء.

كما سلطت الحلقة الضوء على موسيقى وأغاني الراي التي لا تذكر دون وهران، وبينت كيف انتصرت الأغنية الشعبية وحازت على شهرة في العالم بعد أن كانت في السبعينيات والثمانينيات غير معترف بها في الإذاعة والتلفزيون الرسميين بوصفها أغاني هابطة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق