مصر بعهد السيسي.. إلى طهران در
هل تريد القاهرة فعلا التقارب مع طهران؟ هل الدعوة جدية أم مناورة؟ لماذا تعلن استعدادها لاستيراد الخام الإيراني في ظل توتر علاقات طهران والرياض؟ ما هي أسباب الهجوم على السعودية والتودد لإيران؟ هل تبحث عن مزيد من "الرز الخليجي"؟
أحمد السباعي
ييمم الرئيس عبد الفتاح السيسي وجهه نحو طهران،فرغم الدعم المادي والمعنوي الذي منحته إياه عدد من دول الخليج العربي يخرج الإعلام الرسمي والخاص لمهاجمة السعودية والحديث عن ضرورة التقارب مع إيران وعودة العلاقات بين البلدين.
ولم يقتصر "حديث التقارب" على الإعلام، فالحكومة -التي نفى وزير خارجيتها عزم مصر رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى سفارة- أعلن وزير البترول والثروة المعدنية فيها أنه "ليس لديها مانع من استيراد الخام الإيراني بعد رفع الحظر عنه".
وأشار إلى أن "خط أنابيب نقل النفط (سوميد) الذي يصل بين البحر الأحمر والبحر المتوسط قد تأثر سلبا في الفترة الماضية بسبب حظر التصدير على إيران".
كلام الوزير تزامن مع سماح الحكومة الإيرانية لمواطني سبع دول بالدخول إلى أراضيها دون تأشيرة سفر في مقدمتها مصر.
مجلة روز اليوسف الحكومية اعتبرت أن "السعودية باعت مصر" وسألت "ما المانع من إذابة الجليد بين طهران والقاهرة؟" (الأوروبية)
إذابة الجليد
ويأتي هذا الكلام مع احتفاء وسائل الإعلام الإيرانية بالهجوم الذي شنه الإعلام المصري على السعودية والمديح الذي أغدقه على طهران ودبلوماسيتها.
واعتبرت مجلة روز اليوسف الحكومية في مقال تحت عنوان "السعودية باعت مصر" أن "عودة العلاقات المصرية الإيرانية أكثر من ضرورة".
وتساءلت "ما المانع في أن نبحث عما يحقق مصالح الدولة المصرية؟ وما المانع في إذابة الجليد المتراكم منذ سنوات بين مصر وإيران؟ ولماذا نستمر في اعتبار مسألة العلاقات المصرية الإيرانية خطا أحمر لا يجوز الخوض فيه؟ وما الضرر من إعادة العلاقات بين القاهرة وطهران؟".
وسبق روز اليوسف مقال لرئيس تحرير صحيفة الأهرام الحكومية محمد عبد الهادي علام، ومقابلة الكاتب المقرب من النظام محمد حسنين هيكل مع إحدى الصحف اللبنانية.
وأبرزت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إيرنا) على نشرتيها باللغتين العربية والفارسية فقرات مطولة من مقال علام وإشادة "الأهرام" بـ"إيران ودبلوماسيتها ونجاحها في توقيع اتفاق تاريخي مع الدول الكبرى بشأن برنامجها النووي، وتحميله السعودية مسؤولية الفشل العربي في هذا الملف"، كما أبرزت انتقاد علام ما وصفه بـ"تخطيط السعودية لمواجهة إيران عن طرق إذكاء نار الفتنة بين السنة والشيعة واحتوائها جماعات سنية متطرفة".
غير أن كلام هيكل في مقابلته كان الأهم حيث كشف أن "مصر تسعى إلى التقارب مع ايران"، ولفت إلى "وجود محاولات من أجل ثني السيسي عن التقارب مع طهران"، دون أن يكشف من هي الجهات التي تضغط على السيسي لعدم الانفتاح على إيران.
وفي السياق نفسه، دعا الإعلامي المؤيد للانقلاب يوسف الحسيني إلى "التخلي عن الشعار العبيط، التشييع الذي يعد السبب في عداوة إيران مع دول الخليج ومصر". وأضاف أن "إيران أصبح لها ثقل في المنطقة بعد الاتفاق النووي"، مشيرا إلى أن "مصر هي القوة الموازية لإيران في المنطقة". وتابع "كيف يمكن للعرب أن يتخلصوا من مشاكلهم بدون إيران؟".
عيسى طالب "بما يشبه الثورة على المملكة ونفطها ونفض غبارها من أجل عودة مصر متقدمة ومحررة" (الجزيرة-أرشيف)
الأرزالإيراني
وبلغ تطاول الإعلام المصري على السعودية حد اتهام الإعلامي إبراهيم عيسى السعودية "بتمويل تنظيم داعش والسلفيين الذين حولوا مصر المتنورة لصحراء ثقافية".
وأضاف أن "السعودية مسؤولة عن التخلف والرجعية والغبار الذي أصاب مصر باستخدام أموال النفط، في نشر فكر ورؤية البداوة والصحراء"، مطالبا مصر "بما يشبه الثورة على المملكة ونفطها، ونفض غبارها من أجل عودة مصر متقدمة ومتحررة".
وعن هذا التقارب والهجوم كتب الكاتب المصري المعارض وائل قنديل مقالا بعنوان "القاهرة بين الأرز الصحراوي والأرز الإيراني" وجاء في المقال أن القاهرة تريد توجيه رسالة "إلى من يهمه الأمر" مفادها "نحن على مسافة واحدة من الطرفين، نحن في منتصف الطريق بين الأرز الصحراوي والأرز الزراعي الإيراني".
أما الكاتب السعودي فهد العوهلي فغرد "تقارب وغزل متبادل بين السيسي ونظام طهران.. وتنسيق غير مسبوق مع الصهاينة وتسميتهم له منقذ الكيان، لا تجد أي نقد ممن شنعوا على مرسي واتهموه".
وتابع في تغريدة أخرى "شتموا مرسي لزيارته طهران وعموا وصموا عن خطابه التاريخي، وصفوه بخادم طهران لسماحه برحلات طيران متبادلة".
وفي السياق، يغرد الكاتب السعودي خالد المهاوش "نبارك للشعب المصري الشقيق ولحزب النور سماح الحكومة الإيرانية بدخول المصريين بدون تأشيرة، العلاقات الآن سمن على عسل".
ويرى الشيخ الأزهري محمد الصغير أن "لو عندكم وسيلة تواصل مع أصحاب الصراخ من الدعاة أيام الدكتور مرسي بشأن الشيعة, أين هم اﻵن؟ أم أنه ﻻ صوت يعلو في وجه البيادة".
ويتهكم الحقوقي المعارض للانقلاب هيثم أبو خليل ويغرد "إيران تعلن السماح للمصريين ودول أخرى بدخول أراضيها بدون تأشيرة! حظ المصريين عنب.. من سجن إلى سجن".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق